النسخة الكاملة

الأردن.. موقف ثابت في الدفاع عن غزة رغم حملات التشويه الممنهجة

الأحد-2025-05-11 09:10 am
جفرا نيوز -
راشد الرواشدة


لم يكن موقف الأردن من القضية الفلسطينية يوماً موضعَ مساومة أو تردد، فمنذ بدايات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أثبت الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أن العروبة ليست شعارًا بل التزامًا عمليًا، وأن الدفاع عن الشعب الفلسطيني هو مسؤولية أخلاقية وسياسية يدفع ثمنها بثبات، في وجه كل محاولات التشويه والتقليل من شأن مواقفه.

يعاني الأردن اليوم من حملات إعلامية ممنهجة تستهدف تشويه دوره الإنساني والدبلوماسي تجاه القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص ما يقوم به لإيصال المساعدات إلى غزة، هذه الحملات، التي تقف خلفها منابر إعلامية مشبوهة تتلقى دعمًا خارجيًا، ليست بجديدة؛ فمنذ أن كسر الأردن الحصار عن غزة عبر إرسال مساعدات طبية وغذائية بطائراته وسلاحه الجوي، بدأت موجة الاتهامات والتشكيك، في محاولة يائسة للتقليل من مكانته ودوره المؤثر في الإقليم.

جلالة الملك عبدالله الثاني لا يكتفي بالدفاع عن الفلسطينيين في المحافل الدولية، بل يضع نفسه في قلب الخطر من أجلهم، لقد قام بعمليات إنزال جوي لإيصال المساعدات لأهالي غزة، مخاطراً بحياته، وهو الموقف نفسه الذي تبناه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، والأميرة سلمى بنت عبدالله، التي شاركت شخصيًا في عمليات الإنزال الجوي، في مواقف قيادية نادرة في المنطقة، لا تأتي من باب الدعاية، بل من باب الإيمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية وواجب نصرتها.

في الوقت الذي تراخت فيه العديد من الدول، واكتفت ببيانات الشجب أو التصريحات المحايدة، أقدم الأردن على تنفيذ إنزالات جوية وبرية، بشكل منفرد ودون انتظار إذن أو تنسيق، ما كلّفه عشرات الملايين من الدنانير، ورغم التحديات الاقتصادية التي يواجهها، فإن القيادة الأردنية آثرت أن يكون الموقف الأخلاقي في صدارة أولوياتها.

المواقف الرسمية الأردنية تنطلق من نبض الشارع الأردني، الذي خرج منذ اليوم الأول للعدوان في مظاهرات داعمة لغزة، وتبرع بالمال والدم، ووقف خلف قيادته في خياراتها الجريئة، هذا التلاحم الشعبي والرسمي شكّل مظلة سياسية ومجتمعية، ورسّخت مكانة الأردن كصوت عربي حر لا يساوم.

الرد على بيان مُضلل من منصة مشبوهة

في ظل هذه الوقائع، تداولت مؤخرًا بعض المنصات الإعلامية، لا سيما موقعًا إلكترونيًا مقره لندن، بيانًا مليئًا بالمغالطات، يُشكك في دور الأردن في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة. هذا البيان تجاهل -عمدًا- حجم الإنزالات الجوية الأردنية، والتنسيق اليومي الذي تقوده المملكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والأشقاء العرب، كما أغفل المشاركة الشخصية للعائلة الهاشمية في دعم أهل غزة، ليقدّم رواية سطحية تعكس أجندة غير بريئة.

إن هذا البيان لا يعكس حرصًا على الحقيقة أو إنصافًا لغزة، بل ينسجم مع محاولات مكشوفة لضرب الدول العربية التي لا تزال متمسكة بخيار العروبة والدفاع عن القضية الفلسطينية، لكن الأردن، الذي اعتاد أن يدفع ثمن مواقفه، لا يأبه للتشويه، ويواصل أداء دوره رغم الصعوبات، مدفوعًا بثقة شعبه وعدالة قضيته.

وسيبقى الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، صوت الضمير العربي في الدفاع عن فلسطين، في الوقت الذي تصمت فيه أبواق كثيرة، أو تنشغل بترويج بيانات مُضللة تخدم الاحتلال بصورة غير مباشرة، أما الحقيقة، فهي ما يراه أهل غزة على الأرض طائرات أردنية إغاثية حاملةً الدواء والغذاء، وقلوبٌ أردنية تنبض بالعروبة حتى في أحلك الظروف.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير