النسخة الكاملة

بين الغاية النبيلة والأجندة المبطنة.. حين يختطف الوجع

الأحد-2025-04-13 12:46 pm
جفرا نيوز -
في كل مرة ينتفض فيها الشارع الأردني، أو يصرخ لأجل فلسطين، أو يعلن رفضه للخذلان والتطبيع والسكوت، تجد قلوبا صادقة تخرج بلا حسابات، تهتف من عمق القهر، وتضرب عن العمل أو تقف في الشوارع حبا في فلسطين ورفضا للظلم. لكن، في الخلفية، هناك من يتسلل إلى هذا الوجع لا ليضمده، بل ليعيد توجيهه حيث يشاء.

الإخوان المسلمون، ومن سار على نهجهم، كانوا ولا زالوا بارعين في اقتناص اللحظات الصادقة، وتحويلها إلى رافعة لمصالحهم، التي لا تمت بصلة إلى ما خرج الناس لأجله. لا فلسطين تهمهم، ولا الأردن، ولا الدماء التي تسيل في الشوارع العربية. ما يهمهم هو مشروعهم، سلطتهم، و إمارتهم " المنشودة، حتى وإن كانت على أنقاض الشام أو على حساب دماء الأحرار.

من نسي أو تناسى أن الإخوان هللوا لاغتيال الشهيد نزار بنات، أو سكتوا عن خيانة من طعن ظهر دمشق وهي تصارع الصهيوني على أبوابها، عليه أن يراجع ذاكرته.

 هؤلاء لم يكتفوا بالشماتة في من فتح جبهات إسناد حقيقية، بل تواطؤوا مع أنظمة ومليشيات قاتلت تحت راية الثورة " بينما كانت تنسق مع العدو الصهيوني وتخدم أمنه وحدوده.

ولا بد من التنويه هنا، حتى لا يخلط الحق بالباطل، أن رجال حماس والجهاد الإسلامي في الميدان، من يقاتلون الاحتلال على أرض غزة والضفة، يستثنون من الحالة الإخوانية التي ننتقدها. فالفعل الجهادي الحقيقي، على خطوط النار، لا يشبه بأي حال من الأحوال السلوك الانتهازي البراغماتي الذي يمارسه تنظيم الإخوان في ميادين السياسة والتحالفات من يواجه المحتل ببندقيته وجسده لا يمكن أن يقارن بمن يفاوض لأجل مكسب حزبي، أو يسخر نبض الشارع لبناء إمارة تحت أي مسمى.
الاحترام والاعتراف يمنح لمن دفع الثمن، لا لمن استثمر في تضحيات غيره.

الاختلاف بين من يخرج الله، وللوطن، ولفلسطين، وبين من يخرج ليقتنص اللحظة ويدس فيها رايته، اختلاف جوهري لا يجوز تجاهله. المشكلة ليست في الإضراب، ولا في الاعتصام، بل فيمن يختطف هذه المساحات ويحوّلها إلى طابور يخدم مشروعه الخاص.

لا يصح أن تفرح لفلسطين، وأنت تهادن من بارك لإسرائيل عندما أضعفت سوريا. لا يصح أن تهتف للقدس، وأنت تصمت عن من صافح قتلة معاذ الكساسبة، أو تستر على من بارك سكاكين التطرف باسم الجهاد.
فلسطين لا تحتاج من يتاجر بها، بل من يصدق معها.

والأردن لا يحتاج من يسعى لحكمه، بل من يحميه من حكم الظلام
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير