الدولة "تختصر الشر" بمنع التظاهرات .. وتعالج "التشنج" بترويض هؤلاء
Friday-2025-04-13 09:36 am
جفرا نيوز -
خاص
ليس صعبًا أن تظهر حالة الانقسام "ثنائي القطب" خاصة في المواقف والآراء عندما يتعلق الأمر بالإساءة للأجهزة الأمنية والرموز الوطنية، وهذا ما بدا واضحًا في حالة الشارع الذي وصل حد الغليان أخيرًا بعد فيديوهات حملت إساءة للأجهزة الأمنية.
الجمعة الماضية كانت هادئة نسبيًا بعد بركان مظاهرات لأشهر طويلة تحت بند "دعم فلسطين وغزة"، إذ يقول الناطق باسم كتلة جبهة العمل الإسلامي ينال فريحات بعد منع فعالية الأغوار ، إن الحكومة أصدرت قراراً بمنع أي فعالية سلمية تضامنية مع الأهل في غزة وفلسطين، سواءً في عمّان أو المحافظات أو المخيمات.
ويتابع فريحات قائلا؛ " على الرغم من استمرار خروج الملايين من أحرار العالم في أوروبا والولايات والمتحدة والدول الغربية والإسلامية المختلفة، للتنديد بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الإحتلال وبدعم أمريكي على سكان قطاع غزة."
الدولة الأردنية بأجهزتها كافة، تحاول التنسيق بين الموقف الرسمي والشعبي، دون تكرار حادثة فتاة الرابية، أو مواقف أخرى مشابهة من شأنها إفلات التيار باتجاه معاكس لا يخدم مصلحة أحد، ومن الواضح أكثر أن مراقبة الحسابات الإلكترونية التي تؤجج الفتن وتثيرها بات مهمة شبه رسمية وضرورية، في وقت أصبحت فيه منصات التواصل الاجتماعي الأردنية ميادين شعبية للتظاهر، لكن بطريقة لن تحمد عقباها إذا ما تطور المشهد الدراماتيكي، وبتعبير أوضح كمرض "العصب السابع" لا تظهر نتائجه إلا فجأة.
المتابع للمشهد الإعلامي والحراكي في الأيام القليلة الماضية، لاحظ تعقد الأمور لاستخدام مصطلحات "غريبة" لوصف بعض المسيئين؛ منها "عيال الحرام"، ومنهم قال "اللي مش من ترابها ما يهمه خرابها" وهلم جرًا ، ما يعني أن منع التظاهرات كان الخيار الأقرب لأجهزة الدولة التي لا تريد تحويل الأمر للعبة الفتن من جانب، وللحفاظ على حالة الهدوء العام وسط إقليم يرقص على أوتار الدمار والانقسامات من جانب آخر.
التشنج على العموم لن ينحصر عند الحديث عن الحالة وطبيعة العلاقة بين حزب جبهة العمل الإسلامي والدولة؛ على اعتبار أن المواقف الرسمية العامة بشأن القضايا الكبيرة والتي تعد الأردن ركيزة أساسية فيها، لا تكون بأخذ إملاءات أو توجيهات مبطنة من أحد، والأهم أكثر أن الدولة لا يمكن أن تدخل في دوامة لي الذراع بحجة سلامة النوايا ؛ لإن الأردن الدولة الوحيدة التي لم توفر جهدًا ولو على حساب مصلحتها من أجل القضية، وهذا في التقدير الشعبي أيضًا، فيما تدور سيناريوهات أخرى من جانب الإخوان المسلمين مضمونها، أنه إذا توقفت المظاهرات والخروج إلى الشارع في الأردن، فعندها سينكسر عمود الدعم لفلسطين وغزة في كل العواصم العربية.