تتجه الأنظار حول العالم عموماً على المححادثات بين أميركا وإيران التي تنعقد اليوم في سلطنة غُمان، هذه المفاوضات للوصول إلى حلّ للبرنامج النووي وإلا فإن طهران "ستكون في مأزق وخطر كبير إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق”،وذلك بحسب تهديد سابق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي حين يُشكّل الملف النووي الإيراني طبقاً رئيسياً على طاولة المفاوضات، إلا أن بعض المراقبين والمحللين أشاروا إلى إمكانية تطرق المباحثات لاحقا إلى دور طهران في المنطقة ووقف دعمها لفصائل مسلحة.
وفي السياق أوضح الكاتب الإيراني أراش عزيزي لـ”العربية” أنه إلى جانب البرنامج النووي، كان هناك دائماً ملفان مفتوحان آخران على طاولة المفاوضات بين البلدين وهما: دعم إيران للميليشيات في المنطقة، وبرنامجها الصاروخي”. وقال "إن إيران ستكون "سعيدة” بمناقشة الأوّل ولكن ليس الثاني”.
أما في ما يخص المطالب الأميركية من المفاوضات، فأشار عزيزي إلى "أن الولايات المتحدة ترغب في الحصول على صفقة مع إيران تتجنّب الهجمات العسكرية على البلاد وزيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.
كما أضاف "في جوهر هذه الصفقة، تريد الإدارة الحالية أن تظهر أنها قادرة على تحقيق شيء لم يتمكن الرئيسان السابقين باراك أوباما وجو بايدن من تحقيقه، لذلك سيكون دفع برنامج إيران النووي إلى الوراء بشكل كبير نجاحاً لإدارة ترمب”.
وإذا لم يطرأ شيء فستكون هذه أوّل مفاوضات رسمية مباشرة بين البلدين منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في عهد سلفه الرئيس باراك أوباما قبل سبع سنوات.
على الرغم من أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يرأس وفد بلاده أكد في منشور سابق على إكس أن المفاوضات ستكون "غير مباشرة”، كما فعل أيضا أمس مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني.
أتى الإعلان الأميركي عن مفاوضات اليوم خلال الزيارة التي كان يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض ولقائه مع ترامب.
فيما فسّر مراقبون الزيارة بأنها تعكس مخاوف تل أبيب من احتمال التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، ومن عدم إقدام أميركا على دعم إسرائيل باستهداف إيران وتفكيك بنيتها التحتية النووية.
وفي السياق، أوضح عزيزي "أن نتنياهو قلق للغاية بشأن أشخاص مثل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اللذَين قد يحققان صفقة مع إيران لا تعجب إسرائيل”.
وتابع لافتا إلى أن ” نتنياهو عاد من رحلته إلى واشنطن وهو خائب الأمل بعدما كشف ترامب عن المحادثات”.
إلى ذلك، رأى أن "هناك فرصة جيدة أن تؤدي المحادثات إلى نوع من الاتفاق. أولاً مؤقت ثم أكثر ديمومة، لكن هذا ليس مضموناً بأية حال من الأحوال”. وأشار إلى "أن هناك العديد من العوائق أمام الاتفاق، والأهم من ذلك، عدم وجود صبر من جانب ترامب وافتقار طهران إلى المرونة والقدرة على المناورة”.
كما اعتبر "أنه إذا فشلت المحادثات، فهناك فرصة كبيرة لحدوث هجمات أميركية إسرائيلية على إيران”.
يشار إلى أن تلك المباحثات تأتي في ظل متغيرات في الشرق الأوسط، بعدما أضعفت حربان خاضتهما إسرائيل في قطاع غزة ولبنان حليفين رئيسيين لطهران هما حركة حماس وحزب الله، بينما يتعرض الحوثيون المدعومون منها لضربات أميركية مستمرة.
كما تعاني إيران كذلك من عقوبات مفروضة عليها منذ سنوات طويلة.