النسخة الكاملة

جنة الوهم و جهنم الحقيقة

السبت-2025-04-05 05:26 pm
جفرا نيوز -
د. محمد العزة 

الشارع الأردني والعربي اليوم وفي ضوء متابعة مشاهد تطورات و تداعيات الحالة السياسية الراهنة دخل في مراجعة تاريخية شاملة لكل ما  كتب او يكتب و ينطق من أو ينقل عن جهات و مصادر سياسية ، أحزاب تنظيمات ، كتاب مؤرخين ،  يخضعها لمنهج الشك و ادواته لمعرفة الحقيقة و البحث عن اليقين ، وما  وراء هذا الطرح و أهدافه و غايته و مكاسبه المتأتية و لمصلحة من تخدم خاصة ام عامة و قريبا سنشهد نتائج هذه المراجعة تراجعا للعديد من هذه الجهات و تملصها من المسؤولية و تقلص دورها و تواجدها في المشاركة السياسية و انعكاسها على مشاركتها في الملفات الداخلية داخل مجتمعاتها .
*جنة الوهم :
في بداية الأزمة السورية وإعلان الحرب عليها في فترة الخريف العربي الصهيوني الصناعي تدخلت أحد الدول الإسلامية  الإقليمية و بدعم أحد الدول العربية الداعمة للحرب و الراعية لها و تبرعت أن تكون البوابة لمن يرغب في إقامة شعائر و فريضة الجهاد المقدس في سوريا ، كما أعلنه مجلس اتحاد علماء المسلمين بقيادة تنظيم الإخوان المسلمين العالمي ، و كان ما كان في اخر الزمان لسوريا و نشاهده اليوم .
*جهنم الحقيقة : 
في العدوان على غزة ذات الدولة الإسلامية الإقليمية الكبرى و ذات الدولة العربية تقوم بدور كبير في رعاية تنظيمات المقاومة ضد الكيان لكن دون أي إسناد أو دعم فقط هذه المرة ، إنما  يقتصر دورها على توفير مكان للمنامة و المساومة و المفاوضة على تحسين شروط العيش أو إدخال المساعدات و جهود الاعمار ، وفي لحظة يقظة من الغفوة يصحو ذات المجلس لعلماء المسلمين بقيادة تنظيم الإخوان المسلمين و يتم إعلان النفير و الجهاد المقدس لكن دون الطلب من تلك الدولتين بالقيام بذات الدور و فتح ذات البوابة التي أدخلت ما يقارب 350الف مقاتل أو مجاهد على حد تعبيرهم إلى سوريا لقتال كفار المسلمين و طوائفهم المرتدة ، و باستطاعتهم أن يعيدوا الكرة هذه المرة و السماح بدخول المجاهدين عبر سوريا ، لكن العدو اليوم هو الكيان الصهيوني و استنادا إلى الدور و النفوذ الكبير لهم على الأرض السورية ، وهو ما يسهل باب التطوع و النقل فقط ما يحتاجه الأمر اعلان سفر إلى تلك الدول اتباعا للمنطق و أقرب لتبرير دورهما  ، لكن المطالبة من الاردن و مصر التي تحملتا العبء الأكبر و يتعرضا للخطر الأكبر من الاستهداف بفتح حدود معروف نتائج تلك الخطوة هو التهجير القسري و الطوعي، ذلك بحاجة إلى تفسير ، لتناقض ذلك الطلب مع المنطق السياسي و العسكري الذي يقول إن هناك دولة ظروفها هي الأمثل و الأقرب لتطبيق ذلك المطلب لما يوفره فكر نظامها السياسي الجديد من بيئة خصبة لذلك الخطاب الجهادي الفصائلي التنظيمي و خاصة مع نفوذ تلك الدولة الاسلامية الإقليمي و الدولة العربية الواسع فيها و المؤثر عليها ، لماذا التأخير يا جماعة النفير ؟ ام هي الأجندة والحرص على عدم خدش الباطل ما دمتم في ظل الاستنفاع منه و الاستمتاع في مراقبة عداد أسهم الاصوات و المسيرات الشعبية و انتم من خلف شاشاتكم و اجتماعاتكم  و حواراتكم مع السفارات الغربية و الأمريكية عبر القنوات السرية و هناك عليها من الأدلة و البراهين و الاثبات يتم توزيع الأدوار في أحداث صدمة الشك باليقين .
خلاصة : 
هناك تنظيمات سياسية عربية عالمية  لها فكرها العقائدي و التنظيمي منخرطة بشكل تام في تنفيذ اجندات الخريف العربي من 2011 للان مدفوعة بأوهام واحلام الوصاية و الوصول إلى السلطة الموعودة اين كان الثمن حيث  الفاتورة مفتوحة مسبوقة الدفع و هناك رصيد كبير يغطيها من العملة الصعبة بالاخضر الأمريكي و الاحمر القاني العملة الفائضة من الدم الفلسطيني و العربي .
تنظيم الاخوان المسلمون العالمي مطالب اليوم  صراحة و علانية كونه التنظيم السياسي الذي يتبنى هذا الطرح ، اصدار بيان فيه دعوة واضحة وصريحة لهذه الدول البراغماتية بتوجيه جميع قيادات المقاومة و قيادات الاخوان والذهاب إلى غزة و التفاوض مع العدو من هناك تحت نفس الظرف المعيشي في نفس الخندق و داخل الخيام مع شعب و أهل غزة المقاوم  الصامد،  و التخلص من ترف المزاودة و ارهاصات المزايدة و حق الوصاية على إدارة ساحات التجمعات و قيادة مسيرات الميدان و اعباء الشعارات و الهتافات و اضرار مكيفات المكاتب و الفنادق و ازدحام و تراكم المحللين على شاشات محطات التلفزة التي تروج لهذا الطرح و هذا الفكر فأما نصر يسر الصديق او ممات يكيد العدا.
آن الأوان للشعوب العربية أن تعمل مراجعة تاريخية و سياسية يكون عمادها العقل و الواقعية، ميزانها الموضوعية المنطقية بعيدا عن عشوائية التخمين ما وراء غشاوة التضليل و حاجب الستارة العاطفي بجميع اشكاله و فكره، لنتفق معا أن زوال هذا الاحتلال قادم لا محال، لكن ليس بأدوات الانفعال و الارتجال و التعبئة المشحونة المرهونة بمصالح الأنا الفردية أو الولاءات المطلقة إلى التنظيم ،  حيث إمكانيات المعرفة بالآخر  مازالت ضيفة  محصورة الأفق ، و النتيجة اعتياد الصدمة مستقبلا و رفض اليقين في المعتقد و الاعتقاد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير