جفرا نيوز -
مع اقترب شهر رمضان المبارك من الانتهاء حيث بدأ الاستعداد للاحتفال بعيد الفطر.
وقبيل عيد الفطر يُشرع الصائمون بالتكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، حيث ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير، ويأتي عيد الفطر بعد شهر كامل من الصيام، حيث تكون المعدة فيه قد اعتادت على الصيام وما يمثله من نظام غذائي مختلف عن باقي أشهر العام. ويشكل العيد عودة إلى النظام الغذائي المعتاد، ولكنه قد يغرب البعض بإسراف في تناول الحلويات والكعك التي تكون وفيرة في البيت وكضيافة للزائرين.
فرح وسرور
بدوره يقول الاختصاصي الإجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، يبدأ الأردنيين بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر، حيث بعد أيام يهل علينا عيد الفطر، وهو يوم فرح وسرور، لأنه يأتي بعد إتمام عبادة الصيام والقيام، والتقرب الى الله تعالى باشكال متنوعة من عمل الخير، مؤكد أن العيد مظهر من مظاهر الدين وهو عبادة من العبادات ويحمل معنى الشكر على تمام العبادة.
وحول أهمية العيد يقول سرحان: العيد في الإسلام يأتي بعد عبادة فعيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان، وعيد الأضحى يأتي بعد موسم الحج. لذلك فإن الفرح بقدوم العيد مطلوب في كل الظروف والأحوال.
ويقول لأن العيد فرحة بل وأجمل فرحة، وهو فسحة واسعة من الفرح، فإن الأسر تبدأ مبكرا بالاستعداد لهذا الفرح السنوي المتجدد، فاظهار الفرح بالعيد سنه، وتشمل الاستعدادات لاستقبال العيد إعداد المنازل لهذه المناسبة من حيث النظافة والترتيب والزينة، وتحضير حلويات العيد سواء إعدادها داخل المنزل او شرائها من خارجه، كما تشمل الاستعدادات شراء ملابس العيد وخصوصا للأطفال الذين ينتظرون قدوم العيد بلهفة وشوق اكثر من الكبار حتى لو لم يصوموا رمضان لصغر سنهم. فالعيد له بهجة خاصة، ووقع كبير في نفوسهم، وإن كان الكثير من الشباب والفتيات والكبار يفضلون شراء ملابس للعيد وهو تقليد قديم تتوارثه الأجيال.
نفقات العيد
ويوضح سرحان ان نفقات العيد لا تتوقف عند ذلك بل يضاف اليها تكلفة الزيارات والهدايا والعيديات وألعاب الأطفال والرحلات الترفيهية، وهذا يعني أن الأسرة بحاجة إلى مضاعفة الميزانية الشهرية في شهر العيد مما يؤدي إلى لجوء الكثير من الأسر إلى الاستدانة وهذا سيؤثر على مصروفات وميزانية الأسرة في الأشهر القادمة.
ويبين سرحان أن مسؤولية الأسرة كبيرة في ترتيب أولوياتها في الإنفاق ضمن الإمكانيات المتاحة، وبما يحقق الحاجة الى الفرح والسرور في ايام العيد، وان كان لا بد من إدراك ان الفرح والسرور مكانه القلب، إلا ان إظهار الفرح والتعبير عنه بأشكال متعددة له أهمية كبرى خصوصا عند الأبناء والأطفال، وهو مناسبة يفرح بها الجميع، الصغير والكبير، الذكر والأنثى، الغني والفقير، ويؤكد سرحان أهمية العيد حيث تتجلى فيه معاني التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، فالغني يتذكر إخوانه الفقراء ويقدم لهم من ماله سواء بإخراج الزكاة أو الصدقات وهو يتقرب إلى الله تعالى بالإنفاق، والفقير يشعر في العيد بعظمة الإسلام، حيث يجد نفسه موضع اهتمام الآخرين مما يزيد اعتزازه بهذا الدين، دين التكافل والتراحم.
التكافل والتعاون
وتابع سرحان القول، من هنا تزداد أهمية التكافل والتعاون الاجتماعي في مساعدة غير المقتدرين من الفقراء والمحتاجين لتمكينهم من تلبية احتياجات العيد. ليشعروا كما غيرهم بالفرح. وحتى تتحقق معاني الأخوة والرحمة والتكاتف ويعم الفرح، وفي هذه الأيام الأخيرة من رمضان يزداد إنفاق الأغنياء والمقتدرين من أموالهم، فيشيع الفرح في قلوب الفقراء، ليشعر الجميع بالفخر للانتساب الى هذه الامه.
ومن حق الجميع ان يفرح بالعيد الغني والفقير، الكبير والصغير.
اسعاد الآخرين
ويذكر سرحان أن السعادة الحقيقية تكون بإسعاد الآخرين وإدخال الفرح الى قلوبهم، والفرح الحقيقي يكون برضا الله تعالى عن الإنسان والسير ضمن المنهج الذي اختطه له تعالى، وأي خروج عن منهج الله لا يؤدي إلى السعادة الحقيقية وإن ظهر للإنسان أنه فرح، فهذا فرح مصطنع مظهري زائل، وبطبيعة الإنسان أنه يبحث عن الفرح ليحقق السعادة، فيحرص على توفير الأسباب التي تؤدي إلى فرحه وسعادته، ومن السنة إدخال الفرح والسرور على قلوب الأطفال وأهل البيت في العيد، وأن يصل الشخص رحمه ويزور جيرانه وأقاربه وأصدقائه، يتبادل التهاني بالعيد معهم استشعاراً من الجميع بأهمية هذا العيد وأنه فرصة للتواصل مع الجميع، وجمع الشمل وليكون العيد رمزاً للالتقاء والتوحد وتجاوز الخلافات والأحقاد وتجديد للروابط الاجتماعية لتكون قوية بالحب والأخوة، ففي العيد تظهر قوة النظام الاجتماعي الإسلامي.
وحول اهتمام الأطفال بالعيد يقول سرحان: لا بد من التأكيد أن للأطفال متطلبات كثيرة لا يستطيع الأهل تجاهلها خصوصاً إذ كان الأطفال في عمر يريد أن يختار احتياجاته بنفسه وبالشكل الذي يريد ون المكان الذي يريد، ليحاكي أقرانه في المدرسة أو في الحي أو في العائلة، كما أن التغير الذي شهدته المجتمعات بدخول طقوس وأشياء جديدة مثل زينة العيد وأماكن الترفيه وأسلوب الترفيه زاد من الأعباء المادية للأسر المتوسطة الدخل والفقيرة التي تريد أن تجاري الوضع العام، ولا شك أن القيام بهذه الواجبات والحرص على إدخال الفرح إلى قلوب الأهل سيتبعه وسيرافقه متطلبات مالية، أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على غالبية الأسر، بالنظر إلى محدودية الدخل وارتفاع الأسعار وانتشار ظاهرة التقليد والتفاخر بين الناس، وخصوصاً عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك، الذي تحول عند الكثيرين إلى شهر للإنفاق والإسراف، مما جعله بعيداً عن الحكمة التي أرادها الله تعالى من الصيام مما يرهق ميزانية الأسرة.
ويشرح سرحان من المهم التأكيد أن الأسرة الناجحة هي التي تستطيع أن تضع لها ميزانية واقعية تراعي إمكانياتها ودخلها وتتناسب فيها المصروفات مع الدخل، وأن تأخذ الأسرة حين تضع الميزانية الخاصة بها بعين الاعتبار بنوداً للمناسبات ومنها الأعياد لتكون قادرة على التعامل مع متطلبات هذه المناسبات.
ومن ناحية أخرى فإن الالتزام بمنهج الإسلام في الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الإسراف والتبذير في جميع مظاهر الحياة، وفي كل الأوقات يجعل من الأسرة مؤسسة ناجحة يشعر أفرادها بالسعادة والفرح الحقيقي.
كما أن تعاون أفراد المجتمع وابتعادهم عن المظاهر والمباهاة والتقليد الأعمى ومراعاة ظروف بعضهم الاقتصادية تجعل الحياة أكثر يسراً وسهولة فالعلاقات الاجتماعية يجب أن لا تحكمها المادة.
فالمطلوب هو التواصل مع الآخرين وليس شرطاً أن يصاحب الصلة نفقات مبالغ فيها، خصوصاً أن الكثير من الأشخاص أصبح يحدد علاقاته الاجتماعية أو يقطع بعضها بسبب ما يصاحبها من نفقات أصبح غير قادر على الإيفاء بها.
ويختم سرحان بالقول: مع استمرار حرب الإبادة الاجرامية على الاهل والاخوة على قطاع غزة فإننا يجب أن لا نبالغ في مظاهر الفرح والاحتفال بالعيد فنحن في الاردن الاقرب جسدا وروحا الى فلسطين. وان نستثمر الأيام والليالي الأخيرة من شهر رمضان في الدعاء لغزة واهلها بان يحفظهم الله وان يرفع عنهم هذا البلاء وان يمن عليهم بالصبر والثبات والنصر والتمكين على هذا العدو المجرم.
كما أن من واجبنا أن نستمر في تقديم كافة أشكال الدعم لهم وقد كنا في الأردن السباقين في التعبير المستمر عن ذلك بالموقف الداعم والمؤيد والمناصر لغزة وأهلها، وتقديم الدعم المادي والعيني والتبرع بالدم وإقامة المستشفيات الميدانية واستقبال الجرحى
الدستور حسام عطية