النسخة الكاملة

إدارات وغياب الحلول.. أزمات الأندية تتواصل والحسين يغرد خارج السرب

الثلاثاء-2025-03-25 11:29 am
جفرا نيوز -
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن تجديد عقد الرعاية بين شركة التسويق الرياضي التابعة لرئيس نادي الحسين إربد عامر أبو عبيد والنادي ذاته، ليصل إلى 2.5 مليون دينار للموسم الحالي، مقارنة بـ1.5 مليون في الموسم الماضي، ما يعكس تطورا لافتًا في الوضعين المالي والفني للنادي الذي يعيش أفضل فتراته.

ويعد الحسين إربد نموذجا فريدا على الساحة المحلية، ولا سيما بعد تتويجه بلقب دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه بالموسم الماضي، ثم فوزه بلقب كأس السوبر مطلع الموسم الحالي، إلى جانب مشاركته المشرفة في مسابقة دوري أبطال آسيا 2، التي ودعها من الدور ربع النهائي بعد أداء نال الإشادة محليا وقاريا.

هذا النجاح يؤكد أن الحسين إربد هو النادي الوحيد الذي يفكر "خارج الصندوق"، حيث أثبت أن المال قادر على صناعة الإنجازات والبطولات؛ فقد نجح في تنشيط خزينته المالية، وضخ استثمارات كبيرة في فريقه الأول، من خلال التعاقد مع جهازين فني وإداري على أعلى مستوى، وجذب نخبة لاعبي الكرة الأردنية، حتى أصبح الوجهة المفضلة لأبرز النجوم.

وقامت إدارة النادي بدراسة معمقة للواقع المالي للأندية المحلية، وعرفت من أين تؤكل الكتف، ووضعت خططا موسعة لتحقيق أهدافها، واستفادت من شركتها الخاصة لتوفير الدعم والرعاية في ظل شح الرعاة في الكرة الأردنية، حيث تطلب الأمر ثلاث سنوات لتأمين راعٍ للمسابقات الرسمية (شركة CFI).

ومن بين أبرز خطوات النادي الاستثمارية، توقيع اتفاقية شراكة مع نادي جو أهيد إيجلز الهولندي، التي ترجمت عمليًا باستقبال وفد الأكاديمية في إربد، والإشراف على تدريبات الفئات العمرية، ضمن برنامج تبادل تدريبي تسويقي. 

وتكمن أهمية هذه الشراكة في قدرتها على تسويق المواهب الشابة في هولندا مقابل عوائد مالية تعزز خزينة النادي، في خطوة سباقة على مستوى الأندية المحلية.

في المقابل، تواجه أندية عريقة مثل الفيصلي والوحدات أزمات مالية خانقة، كادت أن تحرمها من الحصول على الرخصة الآسيوية. 

ورغم جهود إدارات الناديين – السابقة والحالية – لتأمين الاحتياجات المالية عبر العلاقات العامة، ومساهمات رجال الأعمال، ومخصصات البث التلفزيوني ودعم وزارة الشباب، فإن هذه المصادر لم تعد كافية لتغطية الالتزامات الكبيرة.

ودفعت هذه الظروف عددا من أبرز نجوم الناديين للرحيل بحثا عن فرص احتراف خارجية أو داخلية، فيما أصبحت الأندية المحلية عاجزة عن مجاراة الحسين إربد في سوق الانتقالات أو الحفاظ على نجومها، ما انعكس سلبًا على مستوياتها ونتائجها، وأبعدها عن المنافسة الحقيقية في الدوري.

ورغم أن شركات كبيرة مثل "زين" وأمنية" سبق أن رعت الفيصلي والوحدات، فإن حجم الرعاية تقلص كثيرًا خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد جائحة "كورونا"، من دون أن ترافقها أفكار استثمارية جديدة تنعش الموارد المالية للناديين.

ولا يختلف الحال كثيرا لدى بقية أندية المحترفين، التي تعاني من أزمات متراكمة، وتواجه صعوبات في الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاعبين والمدربين، ما يهدد استمرارية بعض الفرق في المنافسات. 

وغالبا ما تلجأ هذه الأندية إلى حلول مؤقتة مثل صرف دفعات جزئية أو تأجيل الرواتب، في ظل غياب مشاريع استثمارية حقيقية.

ويؤكد المحلل الاقتصادي محمد عاكف أن الأندية الأردنية متأخرة سنوات ضوئية عن نظيراتها العربية في مجالي الاستثمار والتسويق. 

وضرب مثالًا الأندية السعودية التي تدار بعقلية استثمارية احترافية، وتتمتع بدعم حكومي وشراكات مع كبرى الشركات والبنوك، إضافة إلى دعم أعضاء الشرف من رجال الأعمال، مما جعل منها شركات رياضية حقيقية.

وأشار عاكف إلى أن هذه المنظومة الاستثمارية مكّنت الأندية السعودية من استقطاب أبرز النجوم العالميين، وتحويل دوري روشن إلى الأقوى والأكثر جماهيرية في المنطقة، ما ينعكس فنيا وماليا على الأندية والمنتخبات السعودية، خصوصًا مع الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2034.

واختتم عاكف بالتأكيد أن الأندية الأردنية ما تزال تدار كهيئات شبابية تابعة لوزارة الشباب، وتحتاج إلى تشريعات جديدة تتيح لها التحول إلى شركات استثمارية حقيقية، مشددًا على أن الوقت حان للشروع في هذه الخطوة الجوهرية لإنقاذ الكرة الأردنية من أزمتها المالية المتفاقمة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير