تحدى الكاتب علاء القرالة التقرير العالمي الذي أشار إلى أن الأردنيين هم أقل الشعوب سعادة، وقدم مجموعة من المعطيات .
وتاليًا نص المقال:
آخر إحصائية عالمية تقول إن الأردنيين هم من اقل «الشعوب سعادة» عالميا وبالمرتبة 128 عالميًا، والرابع عربيًا، وهنا اتساءل: هل هذه الاحصائية حقيقية وتعبر عنا فعلا ؟، ام أننا قد «اعتدنا النعم» فنسيناها ولم نعد نشعر بها ؟ ام أننا لم نعش ازمة؟، ام انها احصائية كاذبة ؟.
الواقع الذي نعيشه والمنطق في الأشياء يقول اننا يجب ان نكون اسعد الشعوب بالعالم، وخاصة اننا نرى في كل يوم ما يجري من حولنا وبالعالم من كوارث ومصائب وحروب ونزوح ولجوء وانهيارات اقتصادية وتضخم وتسريح للعمالة، بينما نحن لم نعشها، فحافظنا على استقرارنا «السياسي والاقتصادي والاجتماعي» لا بل اننا اصبحنا مضرب مثل واشادة من العالم اجمع.
لا اعرف من اين جاءت هذه الاحصائية وكيف لها ان تصدر عن شعب ما عاش يوما ازمة رغم كل التحديات والظروف والمتغيرات والاضطرابات الامنية والاقتصادية في المنطقة والعالم، فلم نسمع عن اردني وقف في طابور خبز او على محطات المحروقات او انقطعت عنه الكهرباء او الماء او خسر قيمة ممتلكاته او هرب من اجل الامن والاستقرار.
كما اننا لم نسمع عن اردني نام من غير طعام او في العراء او سفك دمه او اهينت كرامته او سحل او هرب اطفاله ونسائه، ولم نسمع عن اردني مات وهو ينتظر في طوابير المستشفيات، ولم نسمع اردنيا يبكي وينوح ويصيح من الفقر والخوف، على العكس تماما، فهم اصبحوا محط انظار الجميع زوارا ومراقبين في العالم ولسبب واحد يكمن في انهم مستقرون وسط الفوضى.
الاردنيون يا سادة لم ينقطعوا من الطعام ولا من الماء ولا من الكهرباء الاهم ان الاردنيين من الشعوب الاكثر استخداما للانترنت والاتصالات ومن اكثرهم امتلاكا للمركبات، ومن اقل الشعوب شعورا بـ«التضخم» وارتفاع الاسعار، وأكثرهم تعلما
واتقانا للمهن وللحرفية بدليل العقول الأردنية وقوانا العاملة التي تحدث فرقاً في أدائها حول العالم.
خلاصة القول، لا اعرف كيف لشعب يحقق اقتصاده انجازات كارتفاع الصادرات والسياحة وتراجع العجز التجاري وانخفاض البطالة والمحافظة على قوة الدينار وتصنيفه الائتماني وما تتخذه الحكومة من قرارات تصب كلها بخدمتهم وتطوير خدماتهم، ان لا يكونوا سعداء، فالأردنيون اصبحوا بكبسة زر يجوبون العالم وبزر اخر ين
فذون كل ما يحتاجون من اجراءات، غير ان اعتياد النعم يجعلنا ننساها ولا نشعر بها احيانا