النسخة الكاملة

طول العمر.. وراثي أم مكتسب؟

الإثنين-2025-03-10 10:56 am
جفرا نيوز -
من الأفكار الشائعة أن طول العمر يرتبط بالجينات الوراثية أكثر من أي عامل آخر.

لكن دراسة جديدة نشرت بمجلة نيتشر ميديسن وجدت أن البيئة قد تمثلا عاملا رئيسيا في منع الوفاة المبكرة والعيش لفترة أطول أكثر من العوامل الوراثية.

واستخدم باحثون في جامعة أكسفورد بيانات حوالي نصف مليون شخص في البنك الحيوي في المملكة المتحدة لتقييم تأثير 164 عاملا بيئيا ودرجات المخاطر الجينية لـ 22 مرضا رئيسيا على الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر والوفاة المبكرة.

ونظر العلماء إلى علامات الشيخوخة البيولوجية في مجموعة فرعية أصغر من مجموعة الدراسة (أكثر من 45 ألف شخص).

وقارن تحليلهم بين عوامل الخطر الجينية للأمراض بالإضافة إلى ما أطلق عليه بعض العلماء "التعرض"، أي ما نتعرض له في حياتنا مثل الطعام والشراب وعوامل الجو وغيرها.

ووجد العلماء أن العوامل الوراثية مسؤولة عن أقل من 2 في المئة من مخاطر الوفاة، إلا أن العوامل البيئية كانت وراء 17 في المئة في هذه العوامل.

وفي فئة العوامل البيئية، كان للتدخين والوضع الاجتماعي والاقتصادي والنشاط البدني وظروف المعيشة التأثير الأكبر على الوفيات والشيخوخة.

ووجد الباحثون أن التدخين ارتبط بـ21 مرضا، وكانت العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل دخل الأسرة، وملكية المسكن، والوضع الوظيفي، مرتبطة بـ 19 مرضا وكان النشاط البدني مرتبطا بـ17 مرضا.

وأشار الباحثون إلى أن التعرض في وقت مبكر من الحياة يؤثر على الشيخوخة وخطر الوفاة المبكرة بين سن 30-80 عاما، ويشمل ذلك وزن الجسم في سن 10 سنوات وتدخين الأم عند الولادة.

وكان للتعرضات البيئية تأثير أكبر على أمراض الرئة والقلب والكبد، في حين ارتبطت الجينات بالخرف وسرطان الثدي.

وقالت البروفيسورة كو عارنيليا فان دويغن، أستاذة علم الأوبئة في جامعة أكسفورد للصحة السكانية والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية: "يُظهر بحثنا التأثير الصحي العميق للتعرضات التي يمكن تغييرها إما من قبل الأفراد أو من خلال السياسات لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، أو الحد من التدخين، أو تعزيز النشاط البدني".

وقالت إن نتائج الدراسة تسلط الضوء على الفرص المتاحة للتخفيف من مخاطر الأمراض المزمنة في الرئة والقلب والكبد والتي تعد الأسباب الرئيسية للإعاقة والوفاة على مستوى العالم.

وأوضحت أن التعرضات في وقت مبكر من الحياة تسرع الشيخوخة في وقت مبكر لكنها "تترك فرصة كبيرة لمنع الأمراض طويلة الأمد والوفاة المبكرة".

وتتماشى هذه النتائج مع ما أظهرته ظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يقضون معظم وقت عملهم جالسين، أكثر عرضة لخطر الوفاة المبكرة بنسبة 16 في المئة، مقارنة مع أولئك الذين لا يتطلب عملهم فترات جلوس طويلة، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير