صانع المحتوى في الأردن يعيش قصة كفاح رقمية في عالم تتلاشى فيه الحدود وتذوب الفواصل بين الزمان والمكان حيث ينبثق نور الإبداع من أعماق الروح الحرة، فلا تقيدنا الجغرافيا ولا تعيقنا الأوضاع التقليدية يشرق فجر جديد يحمل في طياته أحلام من يسعون لصنع الفارق في أردننا الحبيب حيث تتشابك قصص النجاح والعزم مع نبض التكنولوجيا فتتحول التحديات إلى جسور تربط بين الإبداع والنجاح.
إنه زمن المبدعين الذين يكتفون بأن يكونوا روادًا في عالم بلا قيود يرسخون فكرة أن الوطن الحقيقي يُبنى بالأفكار والطموح.
الأردن يمتلك رؤية واضحة للتحول إلى مجتمع رقمي يعتمد على المهارات والابتكار ففي كل دقيقة يولد محتوى جديد على الإنترنت يتحدث باسم صانعه ويجذب ملايين المشاهدات لكن بعد سماعي لعدة من صناع المحتوى وجدت أنهم يحاولون الصراخ وسط ضجيج التجاهل يبحثون عن فرصة في وطن لا يراهم فيجدون أنفسهم مُجبرين على الهجرة حيث يُقدر صوتهم ويُسمع.
وما هي إلا هجرة رقمية هجرة قسرية للمواهب يمكنكم تسميتها كما تشاؤون.
في حين أن دولًا أخرى تحتفي بهؤلاء المبدعين تفتح لهم الأبواب المغلقة وتعتبرهم أصولًا اقتصادية فلا عجب أن نرى موجة من الهجرة الإبداعية حيث ينقل صناع المحتوى الأردنيون كاميراتهم وأفكارهم إلى عواصم وبلدان أخرى تمنحهم ما لم يجدوه في وطنهم.
المفارقة الكبرى أن صانع المحتوى الأردني حالة غير مفهومة.
سؤالي هل هناك من يرحب بهم ؟
نعم تُطلق دول مثل السعودية والإمارات وغيرها تأشيرات الإبداع الرقمي وتوفر إعفاءات ضريبية ومساحات إبداعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه…
لماذا لا نجد لهم الحلول وتكون لديهم قوانين واضحة؟
لماذا لا نوفر ما توفره الدول المجاورة؟
لماذا لا نحول الأردن إلى حاضنة للإبداع الرقمي بدلًا من أن نكون مصدر تصدير مجاني للمواهب؟
لماذا لا نوفر لهم بيئة متكاملة؟
ولا أتحدث فقط عن أفراد يصنعون مقاطع فيديو بل عن صناعة كاملة تقدر بالملايين تؤثر في الاقتصاد والسياحة صانع المحتوى اليوم قادر على تغيير صورة دولة بأكملها وجذب الاستثمارات وصنع فرص عمل جديدة.
الأردن أمام مفترق طرق فإما أن ندرك أن صُناع المحتوى هم القوة الجديدة وهم السفراء الحقيقيون للوطن الرقمي وإما أن ننظر إليهم وهم يرحلون ونستمر في خسارتهم ثم نتساءل لماذا رحلوا؟
رسالتي إلى صناع القرار: هل تسمعوننا؟
إذا كنتم تقرأون هذا المقال اليوم فربما لن تجدوا صانع محتوى غدًا لأنهم سيكونون قد رحلوا حيث تُفتح لهم الأبواب ولن نجد المحتوى الأردني متصدرًا للترند بل سنرى شبابنا يبدعون تحت أعلام دول أخرى يتحدثون بلهجات مختلفة ويجنون أرباحًا تصب في اقتصادات غيرنا.