هل يؤثر الصيام على تركيز الطلبة في المدارس؟

مع بداية رمضان، يواجه طلاب المدارس صعوبة في التوفيق بين الصيام والدراسة، فبينما يحمل الشهر الفضيل روحًا من التأمل والروحانية، فإنه يأتي أيضًا بتحديات خاصة للطلاب الذين يحاولون التركيز في صفوفهم، بينما أجسادهم تعتاد على نمط غذائي مختلف عن باقي أيام السنة الدراسية بمختلف فئاتهم العمرية.

ونصح التربوي عرفات البلاسمة، بضرورة توفير أجواء منزلية هادئة، وضمان حصول الطلبة على وجبات غذائية متوازنة عند الإفطار والسحور، إضافة إلى تنظيم أوقات النوم لضمان الراحة الكافية، خاصةً وأن أغلب الطلبة يفضلون تأجيل الدراسة إلى ما بعد الإفطار، حيث يكون التركيز أعلى، أو يسعون لتأجيل المواد التي تتطلب تركيزًا عاليًا أو التي تحتاج إلى تعمق وفهم إلى ما بعد الإفطار، كما يسعى البعض لتأجيل الاختبارات المدرسية لتجنب تدني العلامات بسبب التعب خلال الصيام.

وأشار البلاسمة، لـ«$» إلى أن الثقافة السائدة حول رمضان تتمثل في الشعور بالوهن نتيجة اختلاف النظام الغذائي والروتين اليومي، ما يضع الطلبة في وضع بعيد عن التركيز، لافتًا إلى دور المعلمين والهيئات التعليمية في المدارس، حيث يجب أن يلتفتوا إلى هذا الجانب أيضًا من خلال تنظيم الروتين اليومي كي يتسنى لهم تقديم المعلومات بشكل سليم وواضح.

من جانبها، قالت أخصائية التغذية إسلام جاد الله، إن الصيام بحد ذاته لا يسبب الكسل، بل العادات الغذائية الخاطئة هي السبب.

وأضافت لـ«$» أن الصيام، على عكس الشائع، يساعد على تحسين وظائف الدماغ من حيث التركيز والذاكرة، وذلك بسبب استقرار مستويات سكر الدم للطلاب، موضحة أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام، بل هو عملية فسيولوجية تساعد الجسم على التخلص من السموم من خلال تفعيل (آلية الالتهام الذاتي)، وهي آلية طبيعية تحدث في الجسم يتم فيها تجديد الخلايا التالفة، مما يعزز صحة الدماغ والتركيز والصحة العامة.

وتابعت: للاستفادة القصوى من فوائد الصيام، يجب التركيز على تناول وجبات غذائية متكاملة. وعلى الجميع، وخصوصًا الطلاب بمختلف المستويات الأكاديمية، تناول وجبة السحور بشكل منتظم، كما يجب أن تكون الوجبة متكاملة وغنية بالبروتين والألياف من الخضار والحبوب الكاملة لتعطي إحساس الشبع وتحافظ على الطاقة خلال ساعات الصيام.

وبالنسبة لوجبة الإفطار، ينبغي البدء بالماء والتمر لترطيب الجسم وتعويض نقص السكر، وتجنب العصائر الغنية بالسكريات المضافة، ويفضل استبدالها بعصائر طبيعية منزلية بدون إضافة سكر مضاف. وبعد أداء صلاة المغرب، يجب تناول وجبة رئيسية متوازنة تحتوي على البروتين، والنشويات المعقدة، والخضروات.

وأشارت إلى أن للأهالي دورًا محوريًا في مساعدة أبنائهم على التكيف مع الصيام والدراسة من خلال توفير بيئة دراسية ملائمة.

واستجابة لهذه التحديات، قامت وزارة التربية والتعليم بتعديل أوقات الدوام المدرسي خلال رمضان، حيث يبدأ دوام الطلبة للفترة الصباحية عند الساعة 9 صباحًا، والفترة المسائية عند الساعة 12:30، مع تقليص مدة الحصة الدراسية وإلغاء بعض الفعاليات التي تتطلب مجهودًا بدنيًا. تهدف هذه التعديلات إلى توفير بيئة مناسبة للطلاب الصائمين وتقليل الإجهاد البدني والعقلي.