النسخة الكاملة

"الخميس الأبيض".. المساس بالملك من "المُحرمات".. ونسخة "للحاقد والمُحب"

الثلاثاء-2025-02-14 12:43 pm
جفرا نيوز -
خاص 

المشهد الذي أخرجه الأردنيون للعالم أمس كان نقطة فاصلة في تاريخ المملكة، وسط منعطفات سياسية حادة وصعبة جابهها الملك عبدالله الثاني في قمة لم تتجاوز الـ60 دقيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت البيضاوي، قال فيها ما لم يقوى أحد على قوله برفض التهجير، وتنكيس المخططات الأمريكية؛ الأمر الذي حبكته الجبهة الداخلية الأردنية بصياغة مختلفة، ومشهد إعلامي طُبخ على نيران صديقة، وبإدارة متناسقة وتناغم بين مؤسسات الدولة كافة، وفي يوم وصف على أنه "لمّ الشامي على المغربي" ، وجمع المؤيد وحتى المعارض، على أن الوطن وقيادته من المسلمات والمُحرمات التي لا يسمح لأحد الاقتراب منها، أو التشكيك فيها. 

الإعلام الأردني بسط سلطته الرابعة أمس في مشهد دراماتيكي صلب، إذ غطى بالخطوط والألوان العريضة عودة الملك وولي عهده، دون إعطاء قيمة أو الرد المباشر على التحريف والافتراءات في وسائل إعلام تباع وتشترى بالقليل، المنصات الأردنية على وسائل التواصل شوهت وحدات وصفحات الفتن والتضليل؛ لأن الأردني يفهم جيدًا الفرق بين ما يقال وراء الشاشات، والخروج على الشارع، وفي الأردن لا يخرج المواطنون إلى الشارع إلا ليهتفوا أنهم مع الملك، ويأتون من كل المحافظات وبنظام الفزعة، وهو إصدار حصري للأردنيين فقط، وغير متاح في أي مكان آخر. 

الأردنيون من فعاليات شعبية ورسمية ووطنية وأحزاب وإعلام ، تركوا كل الخلافات البسيطة التي تجمعهم تحت سماء الأردن، وخرجوا ليؤكدوا أنه عند "حزها ولزها" لن يقوى أحد على الأردن، ومن يقترب من الملك، فيكون الرد عليه حينها كما حدث "بالخميس الأبيض" أن صح التعبير، وهو اليوم الذي وثق الالتفاف الوطني، والتأييد الشعبي الذي لا تدخله الهشاشة في علاقة الأردنيين مع وطنهم وقائدهم، والرسالة الأكبر كانت في تفسير أن الواشين غير قادرين على التفريق بين أردني وآخر حتى مع اختلاف الأصول والمنابت؛ لأن هذه هي طبيعة الأردن، وهكذا كان وسيبقى، حب الملك عند الشارع غير مشروط ولا مقيد بمحددات، وعندما حاول البعض افتراس الأردن واستغلال المشهد بخبث وأحقاد، خرج الأردنيون على قلب رجل واحد، في مشهد هز الحاقد، وأفرح المحبين والمقربين.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير