أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفيها دعوة لترحيل الفلسطينيين من غزة، غضباً فلسطينياً شعبياً كبيراً، ورفضاً من السلطة الفلسطينية ومن الأردن، فيما وصفتها كبريات وسائل الإعلام الأوروبية بأنها دعوة خطيرة.
وقال ترامب في تعقيب على اتصاله السبت ، بالملك عبد الله الثاني، "قلت له أود أن تستقبل المزيد (من سكان غزة) ؛ لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى عارمة.
وتابع، " أود منه أن يستقبل السكان”. وأضاف "أود أن تستقبل مصر أيضاً أشخاصاً”، مشيراً إلى أنه سيتحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد.
ووصف غزة بأنها "موقع مهدّم”، وقال: "نحن نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص تقريباً، وسنقوم فقط بتنظيف كل هذا المكان”. وأضاف أن هذه الخطوة "يمكن أن تكون مؤقتة” أو "قد تكون طويلة الأمد”.
وسارع وزير المالية في حكومة الاحتلال، المستوطن بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المستقيل المتطرف إيتمار بن غفير لمباركة ترامب والثناء عليه.
وتزامن هذا مع تنديد فلسطيني واسع بتصريحات ترامب. فقد أعرب الرئيس محمود عباس عن "إدانته” و”رفضه الشديد” لأي مشروع يهدف إلى "تهجير أبناء شعبنا من غزة.”
فيما قالت الرئاسة الفلسطينية إن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن نسمح بتكرار النكبات التي حلّت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967، وإن شعبنا لن يرحل”.
ورفضت حركة "حماس” تصريحات الرئيس الأمريكي، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم "إن تصريحات ترامب خطرة ومتناسقة مع مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف”، وشدد في ذات الوقت على أن مقترح ترامب "لن يمر ولن يقبل به أي فلسطيني”.
وأدانت "حركة الجهاد الإسلامي”، التصريحات، وكذلك فعلت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، ونواب عرب في "الكنيست” الإسرائيلي.
وفي الأردن، قال وزير الخارجية أيمن الصفدي إن رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين هو أمر "ثابت لا يتغير”.
وبيّن في مؤتمر صحافي إن "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.
وعلى عكس ترحيب أحزاب اليمين الإسرائيلي الحاكم، نقل موقع "واللا” عن القائد السابق لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال غادي شامني، بأن خطة ترامب لإعادة إعمار غزة عن طريق نقل السكان إلى الأردن ومصر ليست قابلة للتنفيذ.
كما انتقد السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام، فكرة ترامب. وقال إن إرسال الفلسطينيين من غزة للعيش في مكان آخر لا تبدو عملية.
وأضاف "لا أعتقد أن العرب سيدعمون إخراج الفلسطينيين من غزة”، وتزامن ذلك مع موافقة ترامب على تزويد إسرائيل بشحنة قنابل تزن ألفي رطل (طن) كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد جمّدتها.
وفي حديثه للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان” السبت، قال ترامب إنه رفع القيود عن إرسال قنابل وزنها 2000 رطل (طن واحد) إلى إسرائيل.