رصاصة أنهت الصداقة.. جريمة تقود مراهق المرج للجنايات

لم يكن «محمد صوان»، الشاب العشريني المقيم بمنطقة المرج في القاهرة، يتوقع أن صديقه الذي جمعته به سنوات الدراسة سيكون سببًا في إنهاء حياته بشكل مأساوي. الصداقة التي بدأت ببراءة انتهت بجريمة صادمة، تكشفت خيوطها بعد محاولات مستميتة للتستر عليها.

في ظهيرة يوم 18 أغسطس 2024، خرج محمد من منزله كعادته لشراء علبة كشري من أحد المحال القريبة، وأثناء طريقه، تلقى اتصالًا من صديقه يدعوه لزيارته في المنزل، لم يتردد محمد في قبول الدعوة، خاصة أن علاقته بصديقه كانت مبنية على الثقة.

استخدام السلاح

عندما وصل إلى منزل صديقه، تفاجأ بوجود سلاح ناري، فرد خرطوش، بحوزة الأخير، وبينما كانا يتحدثان بشكل طبيعي، أبدى المتهم رغبته في تعلم كيفية استخدام السلاح. طلب من محمد أن يشرح له كيفية تعبئة السلاح وإطلاق النار.

بدافع الفضول، بدأ الصديقان في تجربة السلاح، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة. خرجت طلقة عن طريق الخطأ من ماسورة السلاح، لتستقر مباشرة في قلب محمد، وقع محمد على الأرض فاقدًا للحياة في مشهد مروع، فيما أصيب صديقه بحالة من الذعر والارتباك.

بحسب اعترافات المتهم، فإن الصدمة دفعته إلى التصرف بشكل غير عقلاني. استعان بوالده فور وقوع الحادثة، وأخبره بما حدث. قرر الاثنان التستر على الجريمة لإخفاء آثارها.

لف الجثمان بمشمع بلاستيكي

قام المتهم ووالده بلف الجثمان بمشمع بلاستيكي محكم الإغلاق باستخدام شريط لاصق. وبعدها، قاما بحفر حفرة داخل مطبخ المنزل. دفنا الجثة في الحفرة، وقاما بردمها لإخفاء أي دليل على الجريمة.

في اليوم التالي، لاحظت أسرة محمد غيابه لفترة طويلة، مما أثار حالة من القلق والصدمة لتغيبه عن المنزل طوال تلك الفترة،  توجهوا إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ بتغيب ابنهم.

بدأت الأجهزة الأمنية على الفور في تتبع خط سيره باستخدام كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة والتي أظهرت الكاميرات أن محمد كان متجهًا إلى منزل صديقه، ولم يظهر بعدها، بناءً على هذه المعلومات، بدات رجال المباحث الجنائية في تفتيش المنزل أثناء التفتيش، لاحظوا وجود بقع دماء على سجادة المنزل، بالإضافة إلى رائحة كريهة تنبعث من المطبخ.

بعد البحث الدقيق، عثروا على الحفرة التي دفنت فيها الجثة وتمكن رجال المباحث من استخراج جثمان محمد، لتتكشف تفاصيل الجريمة المروعة.

اعترافات المتهم

أثناء التحقيقات، قدم المتهم اعترافات تفصيلية عن الجريمة قال: "كنت أتحدث مع محمد كالمعتاد، وطلبت منه أن يعلمني كيفية استخدام السلاح الخرطوش. كنت أمسك السلاح وأجربه بناءً على تعليماته، وفجأة خرجت طلقة أصابته في قلبه. حاولت إيقاف النزيف، لكنه مات على الفور”.

وأضاف: "لم أستطع التفكير بشكل سليم، فاتصلت بوالدي وشرحت له ما حدث. قررنا أن نخفي الجثة داخل المنزل. قمنا بلفها بمشمع بلاستيكي، وحفرنا حفرة داخل المطبخ ودفناه هناك”.

بعد اكتشاف الجريمة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم ووالده. ووجهت النيابة للمتهم تهمة القتل الخطأ وإخفاء جثمان الضحية، فيما أُخلي سبيل الأب لاحقًا بقرار من قاضي المعارضات.

إحالة المتهم للجنايات

قررت جهات التحقيق إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لمحاكمته بتهمة القتل الخطأ وإخفاء الجثمان.