لا جديد على منطقتنا فهي في حالة اضطراب دائم وقديم، وربما صدق الكولونيل ادوارد هاوس مستشار الرئيس الاميركي ولسون عندما اطلع على الاتفاقيات السرية بين الحلفاء قبل دخول الولايات المتحدة للحرب العالمية الاولى عندما قال ان هذه الاتفاقيات سوف تجر حروباً لن تتوقف في الشرق الاوسط ،
ولكن الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو الوضع الأردني الداخلي في غياب الثقة مابين المواطنين والحكومات التي تخلف بعضها البعض وتمارس نفس النهج وربما نفس الوجوه والأشخاص والاستمرار في ذات السياسات الداخلية البائسة والهزيلة ، ووضع اقتصادي صعب وخانق وغير مسبوق، ووضع خارجي لا يبشر بخير فلا اصدقاء في محيطنا يمكن الركون إليهم كعمق عربي داعم ومساند، والأخطر من ذلك المتغيرات الجديدة العالمية والإقليمية واولها القادم الجديد للبيت الأبيض ترامب وليد الفلسفة الأمريكية المبنية على حال الواقع والقوة والمصالح ، ولا يفهم ولا يعنيه التاريخ والحق والعدل ، ويطوع جيداً القوة والابتزاز ، لا بل مارسها في منطقتنا، والمتغير الثاني اليمين الصهيوني المتطرف الذي يعلن عن أطماعه في المنطقة وأهدافه بوضوح وبصلف وشراسة ، ولا ينظر ولا يحترم اية اتفاقيات ومعاهدات ،
المتغير الثالث تراجع قوى شعبية عربية وازنة ، بضربات وحشية غربية صهيونية ومساندة عربية ، كانت هذه القوى تؤخذ في الحسبان عند وضع مخطط المنطقة على الطاولة ، المتغير الرابع سباق بلغتنا العامية على الرزالة بين الأنظمة العربية على أدوار وهمية ، وكل محمية تبحث عن دورها ومصالحها دون الالتفات إلى اية محرمات دينية وقومية وشرعية ، المتغير الخامس والأهم أردنيا هو الساكن الجديد في دمشق ، هذا الجديد والذي يبدو نسخة محسنة عن طالبان علينا التعامل معه لضمان وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وتعظيم القواسم المشتركة معهم وتقديم الدعم والخبرات ونسج علاقات وثيقة وعميقة مع حلفائهم لكن ليست على حساب العلاقات مع الأطراف الأخرى في المنطقة ، الموروث التاريخي للشام وللفصيل المؤثر في القرار السوري لا يمكن ابداً أن تكون في صف صهيون، ولكنها مسألة وقت لبناء قدراتهم ويتخلصوا من إلتزامات فُرضت عليهم.
،ورغم زيارة وزير خارجيتنا لدمشق ؛ المطلوب اردنياً اولاً : تسريع الخطى رغم كل الصعوبات والتحديات والصفحات السابقة السيئة في العلاقات وعدم الالتفات إلى كتاب التدخل السريع وما يروجوه من خطورة هذه الفصائل ووجود اردنيين في مواقع مهمة لديهم ، فالأردن تعامل مع دول الجوار وكان لديهم شخصيات اردنية اهم في مواقع القرار ، المطلوب الثاني اردنياً وهو اهم من الأول ، وهو الفعل الحقيقي لبناء الثقة وتحصين الجبهة الداخلية من خلال إصلاح سياسي حقيقي وتطبيق مندرجات هذا الإصلاح وعلينا الاستفادة من دروس الجيران بان الفساد وغياب سيادة القانون والحريات العامة والاستبداد وة لا يمكن ان تبني وطن وتحميه ، تُبنى الأوطان وتتقدم وتزدهر بأبنائها الأحرار الذين ينعمون بالحرية والعدالة والمساواة والكرامة .