النسخة الكاملة

منذر رياحنة يؤلف روايته الاولى

Friday-2025-01-03 06:44 pm
جفرا نيوز -
بعد أن رسخ اسمه، عبر سنين طوال، واحداً من أهم نجوم الصف الأول في التمثيل على مستوى العالم العربي، فاجأ الممثل الأردني، منذر رياحنة، كل محبيه ومتابعيه بإصدار روايته الأولى؛ ليصبح أديباً، وممثلاً، في الوقت ذاته.

وفي التفاصيل، فإن رواية «عالم يتنفس الموت»، التي ألفها بالشراكة مع الممثلة الأردنية مارغو حداد، سترى النور في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي سيعقد في 23 يناير الحالي.

ورغم أن رياحنة قد عوّد متابعيه وجمهوره، منذ زمن طويل، على كتابة مقتطفات من الشعر والنثر، ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن «عالم يتنفس الموت» هي أول إصدار أدبي احترافي له، وقد وصف الأمر – في حديثٍ خص به «زهرة الخليج» – بأن الكتابة بالنسبة له بمثابة حياة يعيشها، وهواء يتنفسه، وأن الأمر ليس بجديد، فهي مرافقة له منذ أيام دراسته الجامعية، وأن ما يكتبه هو صوته الحقيقي، وصديقه في العزلة، وشريكه في الحضور.


وبيّن رياحنة أنه ليس جديداً على التأليف، فلطالما كان شريكاً حقيقياً في كتابة نصوص أعماله الدرامية، وتعاون في كل مرة مع الكاتب والمخرج، لأنه يعبر من خلالها عن نفسه، ويستطيع إثراء العمل الفني من خلالها.



وأضاف أن جمال اللغة بدأ يتسلل إلى نفسه منذ أن كان طفلاً، فقد اعتاد سماع أمه تقرأ القرآن بصوتها الجميل، ليدرك منذ ذلك الوقت أن الكلمة ليست مجرد حروف، بل تحمل بين طياتها حياة كاملة.


وأكمل أنه، منذ ريعان شبابه، كان قارئاً جيداً لنصوص سوفوكليس ويوربيدس، وماركيز، وكافكا، كما أنه عرف باهتمامه الكبير بالأدب الإغريقي واليوناني، وأن كل هذه العوامل، مجتمعة، غرست في نفسه حب الكتابة وعشقها، وجعلته متعلقاً بها إلى أبعد مدى.
لحظة فارقة:


يؤكد الممثل الأردني أن مشاركته بصفة «كاتب»، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، تشكل لحظة فارقة في مسيرته وحياته، خاصةً أنه مكان تتلاقى فيه الثقافات، وسيخوض تجربة هي الأولى له منذ ولادته، وسيزيدها بهجة حبه الكبير لمصر، التي ستشهد بداية مشواره ككاتب، وأنه يمتلك جمهوراً مختلفاً، يقدر القراءة، ويحبها.


ويؤكد رياحنة أن انهماكه في الكتابة لا يعني تخليه عن التمثيل؛ فهما – في نظره – وجهان لعملة واحدة، وكلاهما مرآة للإنسان، يحمل مشاعره من خلالهما حتى يصل حدود الحقيقة.

وكشف أنه بدأ، بالفعل، تحويل جزء من روايته الأولى إلى مسلسل درامي، فقد اتخذ خطوة حقيقية في هذا الاتجاه، إذ أنهى تصوير حلقة منها على شكل «بايلوت».


ولا يخفي بطل مسلسل «الحارة» تفكيره الجاد في معالجة روايته القادمة، التي تحمل اسم «هناك»، سينمائياً؛ لتكون حاضرة أيضاً في دور السينما العربية مستقبلاً رفقة شريكته في النجاح والرواية الممثلة مارغو حداد، التي يصفها قائلاً: «مارغو ليست زميلة في الكتابة فحسب، بل أيضاً هي صديقة طفولتي، ورفيقة دراستي في الجامعة، والحارة التي كنا جزءًا منها معاً. وبيننا تناغم فكري وإبداعي نادر، ربما لأننا نتشارك نفس الخلفية، ونفس الذكريات، ونفس الحس تجاه الشخصيات والعوالم التي نكتبها».


رواية تعيد الذكريات:

في روايته «عالم يتنفس الموت»، يعود منذر إلى أيام طفولته الأولى؛ فيستوحي قصصها من الحارة التي نشأ فيها، ومن الأشخاص الذين قابلهم هناك، أو في حياته بشكل عام. أما عمله الأدبي المقبل رواية «هناك»، فكل شخصياتها من وحي الخيال، الذي رسمه مع مارغو، فتحمل الرواية بصمتَيْهما معاً؛ فيرسمان فيها عالمهما الخاص.

يقول منذر: «رواية (عالم يتنفس الموت) شهادة على حياة دفنت في زوايا النسيان، لكنها ما زالت تصرخ تحت رماد الواقع. كتبتها بحثًا عن الحقيقة التي لا نراها في الضوء، لكنها تختبئ في الظل، في كل زاوية مهملة، وفي كل عين أطفأها التعب». ويتابع: «هذا العمل ليس خيالًا، بل مرآة لعالم اختار الكثيرون تجاهله. عالم ينهشه الفقر، حيث يتحول البقاء إلى معركة، والحلم إلى ترف. أردت أن أسرد تفاصيله بصوت ينبض بكل ما هو إنساني؛ صوت يتجاوز الزمان والمكان، ليعيد تشكيل ما نسيناه، أو ما تظاهرنا بعدم رؤيته».
ويضيف: «هذا الانسجام، بيني وبين مارغو، يجعل عملية الكتابة رحلة ممتعة، ومليئة بالتحديات، في آنٍ. فكل كلمة، وكل شخصية، انعكاس لما عشناه وما نؤمن به. واليوم، نحن فخورون بأن هذه الروايات ستتحول إلى أفلام سينمائية، لتعيش الشخصيات التي كتبناها حيوات جديدة على ال

زهرة الخليج – غيث التل

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير