جفرا نيوز -
في عالم الموسيقى العربية، يُعتبر فريد الأطرش أحد الأسماء الخالدة في ذاكرة الأجيال، حيث جمع بين العزف على آلة العود وغنائه الرائع، واستطاع أن يكون علامة فارقة في مسيرة الفن العربي، ليصبح أحد أعظم المطربين والملحنين في تاريخ الموسيقى.
ورغم التحديات الصعبة التي واجهته في حياته، من التهجير والظروف المالية الصعبة، إلا أن فريد الأطرش استطاع أن يحقق نجاحًا مذهلًا، فكان من أعمدة الفن العربي الذين تركوا بصمة لا تُنسى.
وبعد مرور عقود على وفاته، لا تزال أغانيه تردد في كل مكان، وتظل ألحانه وأداؤه مصدر إلهام لكل من يعشق الفن.
النشأة والعائلة
ولد فريد في 21 أبريل/نيسان 1917 في جبل الدروز بسوريا، إذ ينتمي إلى عائلة الأطرش، وهي إحدى العائلات المرموقة التي كانت تعتبر رمزًا من رموز الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، فوالده، الأمير فهد فرحان الأطرش، كان من أمراء جبل العرب، ووالدته، الأميرة علياء المنذر، كانت مطربة تمتعت بصوت جميل.
وقد نشأ فريد في بيئة موسيقية أثرّت في توجهاته الفنية منذ الصغر، إلا أنه ومع ذلك لم تكن حياته سهلة، حيث عانى الفقر والتهجير بسبب الصراعات السياسية في وطنه.
البداية الفنية.. من الهواية إلى الاحتراف
انتقل فريد الأطرش إلى القاهرة مع والدته وشقيقه، هربًا من الفرنسيين، ليبدأ رحلة جديدة مليئة بالتحديات. في بداية مشواره، كان يعزف العود لتغطية احتياجاته، إلا أنه سرعان ما لفت الأنظار إلى موهبته المذهلة.
وفيما بعد انضم فريد إلى معهد الموسيقى العربية حيث تعلم الفن بشكل أكاديمي، وتمكن من تسجيل أولى أغانيه رغم صعوبة حياته المالية. مع مرور الوقت، أصبح واحدًا من أهم الأسماء في عالم الفن.
أشهر الأغاني والتلحين.. بصمة لا تُنسى
قدّم فريد الأطرش العديد من الأغاني التي لا تزال ترددها الأجيال حتى اليوم، إذ لم يكن فريد مجرد مطرب، بل كان أيضًا ملحنًا عبقريًا، ولحن العديد من أغانيه وأغاني كبار النجوم مثل أسمهان، وشادية، ووردة الجزائرية.
كما تعاون مع عدد كبير من الشعراء والملحنين، مثل أحمد رامي وبيرم التونسي، ليصنع ألحانًا ذات طابع خاص يعكس حالة من العاطفة والحنين.