النسخة الكاملة

خبراء: الشأن السوري مهم كعمق استراتيجي للأردن

الصفدي أول دبلوماسي يزور دمشق بعد الأسد

الثلاثاء-2024-12-24 08:56 am
جفرا نيوز -
تكتسب الزيارة الرسمية لوزير الخارجية ايمن الصفدي أمس إلى دمشق اهميتها، من انها هي الأولى لمسؤول عربي رفيع المستوى، منذ سقوط النظام السابق، إضافة الى ما تناولته الزيارة من مواضيع تهم البلدين الشقيقين، الوزير الصفدي وبحسب مصادر مطلعه ناقش خلال لقائه مع قائد الإدارة المؤقتة في سوريا، أحمد الشرع عددا من القضايا الحيوية،من بينها ملف الإرهاب، التجارة، الحدود، المساعدات الإنسانية، إضافة الى موضوع اللاجئين السوريين،كما أكد أستعداد الأردن لدعم العملية الانتقالية في سوريا، بما يشمل صياغة دستور جديد وإقامة حكومة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري.

دبلوماسيون ومختصون أكدوا ان الزيارة تأتي تعبيرًا عن الإهتمام الأردني بالشأن السوري كعمق استراتيجي مهم للدولة الأردنية من جهة ولتكريس وشائج الأخوة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، مشيرين الى انها تعكس أهمية الحرص على التعاون بين البلدين الشقيقين،ودورها في مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك،إضافة الى انها تعكس رغبة الأردن في تعزيز الحوار الدبلوماسي والذي من شانه دعم جهود الاستقرار في المنطقة.

العين الأسبق الدكتور طلال الشرفات قال إن زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي الى الشقيقة سوريا تعبر عن مدى الإهتمام الأردني بالشأن السوري كعمق استراتيجي مهم للدولة الأردنية من جهة ولتكريس وشائج الأخوة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، مشيرا الى ان زيارة الصفدي تأتي في سياق الحرص الأردني على أمن واستقرار سوريا من اجل بناء الدولة السورية على اسس من اشراك كل فئات الشعب السوري بطوائفه واعراقه في تقرير مصير مستقبل سوريا وابنائها.

وأضاف الشرفات ان استقرار سوريا ورفعة شعبها مصلحة وطنية اردنية، وأن حقن الدم السوري على رأس اولويات الإجندة الأردنية في السياسة الخارجية، منوهًا الى أن استقرار الأوضاع سيمكن اللاجئين السوريين من العودة الى وطنهم هو اقصى ما يسعى اليه الأردن بعد ان احتضن الأشقاء في وطنهم الثاني في سنة حميدة انتهجها الأردن منذ تأسيس الدولة الأردنية بقيادته الهاشمية التي حملت لواء الثورة العربية الكبرى منذ وقت بعيد.

وأشار الى أن زيارة الوزير الصفدي تأتي في وقت مهم للغاية،وأن ميزة الدور المحوري الأردني في الملف السوري يكمن في قيم الإسناد بعيداً عن المطامع الإقليمية والدولية التي رافقت الأزمة السورية منذ بداياتها، لافتا الى ان هناك تحديات أمنية وسياسية وإقتصادية وان استقرار الشقيقة سوريا يسهم في معالجتها وتخفيف آثارها، وفي تعزيز اواصر التعاون الأردني السوري القائم على التاريخ والمصالح المشتركة.

ولفت الشرفات الى دور الأردن كدولة محورية وحكيمة في تعاطيها مع الأحداث والأزمات وتنتهج سياسة الانفتاح وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى،مشيرا الى حرص الاردن على تعزيز الوفاق العربي بما يخدم الأمن القومي العربي ويجنبها من التدخلات الإقليمية والدولية، ويعيد حالة الإستقرار لهذه المنطقة الغارقة في العنف والنزاعات.

وتابع الصفدي اول وزير خارجية عربي يزور دمشق، ودعم مهم من شريك رئيسي يسهم في إعادة إعمار سوريا الشقيقة في اصعب الظروف وأكثرها جدلاً في ظل حاجة الشعب السوري الشقيق الى كل جهد ممكن في هذا الإطار، وحرص الأردن على سوريا وأمنها ومستقبلها يتجاوز الأمنيات الى مساحات العمل الجادّ والمثمر.

الدبلوماسي والسفير الاسبق جمعة العبادي قال ان زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي الى العاصمة السورية دمشق أمس كأرفع مسؤول عربي يزور دمشق على مستوى المنطقة بعد تركيا ويلتقي القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، إلى جانب عدد من المسؤولين السوريين جعل هذه الزيارة محطة هامة لفتح آفاق جديدة للتعاون بين الأردن والنظام الجديد في سوريا.

وبين ان هذه الزيارة خطوة تعكس أهمية تعزيز التعاون البلدين الشقيقين الأردن وسوريا،وان هذه الزيارة تهدف إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز سبل التعاون بين البلدين في ظل التحولات السياسية التي تشهدها سوريا،إضافة الى انها تعكس رغبة الأردن في تعزيز الحوار الدبلوماسي ودعم استقرار المنطقة، لافتا الى ما يمثله الأردن كوسيط إقليمي يسعى لحل القضايا العالقة والتعاون مع بين دول المنطقة،وبما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال العبادي ان الى الحرص الاردني على أمن سوريا واستقرارها يمثل ايضا مصلحه أردنية، مشيرا الى أن الصفدي حمل خلال زيارة دمشق رسالة اجتماع العقبة الذي عقد أخيرا،وأن اللحظة تاريخية للشعب السوري نحو انطلاقة لمستقبل تاريخي، وأضاف الاردن من خلال هذه الزيارة يؤكد التزامه بتعزيز العلاقات مع سوريا الشقيقية ومساندة الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار، في مواجهة التحديات المشتركة.

ولفت الى ان الاردن حريص على دعم العملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد، والمساعدة في إعادة بناء سوريا لتكون دولة مستقرة حرة ومحور موضوع الإرهاب و مواجهته والتصدي له وان الاردن يقف إلى جانب السوريين في بناء دولتهم يشعرون يغيش فيها كل السوريين بالأمن والمساواة، وان تكون سوريا أن تكون آمنة مطمئنة وأن تتهيأ الظروف لعودة اللاجئين وصولا الى نظام سياسي يلبي كل طموحات الاشقاء السوريين.


الرأي - د. فتحي الأغوات
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير