جفرا نيوز -
أشهر الوزير والنائب السابق الدكتور ممدوح العبادي، كتاب مذكراته، الذي حمل عنوان: "الدكتور ممدوح العبادي.. السياسي الأمين"، مساء أمس الاثنين، في منتدى عبد الحميد شومان، بحضور عدد من رؤساء الوزراء والوزراء السابقين والأعيان والنواب، وجمع من المثقفين والأكاديميين.
وشارك في حفل الإشهار رئيس الوزراء الأسبق المهندس علي أبو الراغب، ورئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة، والإعلامي بسام بدارين، وأدارت الحوار الرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان فالنتينا قسيسية.
وقال الدكتور العبادي "كنت أرفض فكرة كتابة يوميات أو محطات أو مذكرات، لأن الفكرة باختصار لدي بأني رجل عاش حياة عادية، باستثناء أن أحلام جيله حملته على مقارعة الأيام بجرأة وجسارة، رافضاً الاستسلام أمام أي تحد أو معركة".
وأضاف "لقد وجدت نفسي طافحاً بتفاصيل كثيرة تأبى إلا أن تفيض، وهي ذاتها التي أخذت بيدي من رأس العين إلى اسطنبول طالباً للطب، وبعدها إلى لندن متخصصاً بطب العيون، ثم عائداً لممارسة المهنة، مؤثراً مقاومة العادي والروتيني خلال عملي طبيباً في وزارة الصحة، ليستقر رحال العمل في مدينةِ الزرقاء طبيباً للعيون، في عيادة عودتني على النظر في وجوه الناس وتلمس حاجاتهم، ثم لتبدأ قصتي في حقل العمل العام، ما بين وزارة الصحة وأمانة العاصمة عمان وفي مجلس النواب".
وقال "قد يكون الحظ هو ما حقق لي ذاتي، لكنه حظ ممتزج بالإصرار والتحدي أكثر".
وأوضح أبو الراغب، أن كتاب "السياسي الأمين"، ليس مجرد صفحات نقلبها مع حنين الاستذكار والشوق للأيام الخوالي، بقدر ما هو نافذة لا تخلو من التشويق والسلاسة وتقنيات السرد البسيطة الصريحة.
وأضاف "يستعرض العبادي مسيرته، بشكل أقرب إلى لوحة شفافة، تنظر لها من أي زاوية ترغب، فالعبادي قهر الفقر والعوز، واستطاع شق طريقه بالحياة عبر الاجتهاد والعمل الدؤوب، والإبداع والإصرار على التميز، عندما بدأ نقيباً للأطباء ثم أميناً للعاصمة ولاحقاً وزيراً ونائباً وناشطاً مؤثراً في عمق المجتمع".
من جانبه، أكد أبو الراغب، أنه يحق للعبادي الفخر بمزجه الاستثنائي في المواقع التي تقلدها، بين القدرة على العمل والإنجاز، والجرأة مع الشجاعة في الالتزام بما يراه يمثل الصواب أو الحق، فهو يقف مع الأمة قومياً شامخاً، ومع الأردن وطنياً ملتزماً، ومع فلسطين عروبياً حتى النخاع.
بدوره، بين المعايطة أن العبادي ينقل القراء في كتاب "السياسي الأمين"، من لوحة إلى لوحة، راوياً قصة كفاح عربي أردني استطاع أن يخلق من التحديات فرصاً لخدمة وطنه وأبدع في ذلك.
وقال "تحدى العبادي الفقر في طفولته، الفقر يفرض على صاحبه سقفاً يصعب تجاوزه، لكنه استطاع أن ينقلب على حاله، من خلال الإصرار على أن يكون طبيباً للجميع، ومنها انطلق إلى الخدمة العامة مواطناً حقيقياً يفيض بحب الأردن، فكانت لديه روح المواطنة بالفطرة، التي مارسها في كل المواقع التي خدم فيها الوطن".
وأشار البدارين، في مداخلته إلى أنه لا يرى كتاب "السياسي الأمين"، باعتباره كتاب مذكرات بالمعنى المنهجي الكلاسيكي أو بكتاب سيرة ذاتية فيها المبالغات والخفايا أو استعراض بطولات، موضحا انه "كتاب أقرب إلى رواية أو قصة طويلة، فيها خليط من السرد والتسجيل المجرد، ومع أن العبادي يروي قصته بأناقة، إلا أن نص الكتاب يواجهك بعشرات الأبطال المؤثرين، بل أن البطل الأساسي هو المكان، حيث يأخذ الكتاب القارئ في جولة ممتعة، ويحفزه على طرح أسئلة كثيرة، ويعرفه على شخصيات عديدة في المجتمع العماني".
وقالت قسيسية في بداية حفل إشهار الكتاب "إننا نحتفل اليوم بسيرة ذاتية استثنائية للدكتور العبادي الذي ولد في رأس العين بعمان، ليأخذها معه في رحلة طاف بها العالم، اغتنى خلالها معرفة وثقافة"، مشيرة إلى أنها ليست مجرد سيرة بكلمات على الورق، بل رحلة غنية بالعبر، مليئة بالتحديات ومفعمة بالإلهام. وبينت أن الكتابة عن الذات مغامرة جريئة، تحتاج إلى شجاعة استثنائية وصدق نادر، والدكتور العبادي، يقدم لنا هذا العمل الذي يعكس عمق تجربته وحكمته في مواجهة الحياة. وفي نهاية الحفل وقع الدكتور العبادي على نسخ من كتابه للعديد من القراء الحضور.
الرأى