النسخة الكاملة

لاجئون سوريون يجهزون حقائب العودة

الإثنين-2024-12-09 09:43 am
جفرا نيوز -
منذ صباح يوم أمس، وبعد انتشار خبر سيطرة المعارضة السورية على البلاد، بدأ سوريون في المملكة التخطيط للعودة إلى بلادهم. وبدا ملحوظا رسائل الشكر التي قدمها السوريون للأردن قيادة وحكومة وشعبا، على استضافتهم على أرض المملكة.

وقال مختصون إن عودة اللاجئين السوريين أمر متوقع ولكنه يحتاج إلى وقت.

من مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال المملكة، قالت أم خالد برغش إنها شعرت بالصدمة لسرعة الأحداث وما جرى في بلادها، وأضافت: «بداية يجب أن نقدم رسالة شكر وامتنان للأردن على كل شيء قدمه لنا، وما شعرناه به من أمن وأمان، وما وفر لنا من فرص، وخدمات تعليمية وصحية وغيرها».

أما عن قرار العودة فقالت أم خالد «هو قرار لا مفر منه، وسوف نتخذه، ولكننا ننتظر وضوح المشهد والوقت المناسب، وترتيب ذهابنا من خلال منظمات المجتمع الدولي».

وأكدت: «لدينا أطفال، ودون شك نفكر في العودة، ولا نستطيع مواصلة العيش في المخيمات فهي حياة صعبة وبها العديد من التحديات، خاصة لمن لديهم أطفال، ونحن نرغب في العودة تبعا للظروف ومعطياتها».

أما السوري العشريني عمر الشيخ، فقال: «شعرنا بالسعادة لما جرى، ونأمل أن تكون المراحل القادمة أفضل، وأن يتم الاتفاق على جميع التفاصيل، أما بالنسبة للأردن فلم نشعر يوماً إلا أننا بين أهلنا، وهذا شعور يجمع عليه الجميع من السوريين».
وأكد: «نريد العودة قريبا وسنرتب لها بإذن الله، وأنا كشاب سوري أرغب في تأسيس أسرتي هناك وبدء حياة جديدة. عندما لجأت للأردن مع أسرتي كنت صغيراً، وتعلمت ووجدت فرصتي في العمل في الأردن، وهذا كله سنحفظه للمملكة، بلد العز والكرامة والإخاء الذي شرع أبوابه لنا في أزمتنا وعاملنا معاملة الأهل والاشقاء».

وعلق أستاذ العلوم السياسية، د. صدام بني قاسم بالقول إن «عودة اللاجئين لها إيجابيات على سوريا وكذلك الأردن، فلا بد من عودتهم من أجل إعادة إعمار بلدهم وإعادته إلى مساره وشكله الطبيعي فوجودهم هناك في غاية الأهمية وله دور فعال».
وبين بني قاسم أن «الأردن تحمل الكثير في سبيل اللاجئين السوريين بالتزامن مع تراجع استجابة المجتمع الدولي لمتطلبات لجوئهم ليصبح الحمل كبيرا ولا يمكن إنكاره، ومع الوقت فإننا مقبلون على مراحل أكثر تعقيدا وفقا للمجريات الإقليمية، ومن هنا فإن عودتهم أمر ضروري».

وشدد على أن عودة اللاجئين طوعية، «ولا بد من تكاتف دولي من أجل ترتيبات معينة لهم لمساندتهم في ضبط أمورهم وترتيب حياتهم، وفي نهاية الأمر فإن استقرار سوريا مهم من أجل استقرار المنطقة بالمجمل».

وتوقعت مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك الدكتورة ريم الخاروف أن تعود أعداد من السوريين في المملكة إلى وطنهم خلال المرحلة المقبلة، خاصة من قبل السوريين الذين لديهم أملاك ومنشآت في بلدهم، ومن قبل فئة الشباب لتأسيس حياة جديدة.

وقالت: «الظروف المتسارعة ستحفز الكثيرين على العودة، ورغم أن الاستطلاعات سابقاً بينت أن رغبتهم في العودة قليلة، فالمعطيات تغيرت وهذا يعني تغير الاستجابة».

ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بينهم أكثر من 628 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك حتى نهاية حزيران الماضي.

وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي غادر أكثر من 3 آلاف لاجئ سوري إلى بلادهم، وفق بيانات المفوضية، بزيادة قدرها 63 % مقارنة بالفترة الزمنية ذاتها في 2023.

الدستور- ماجدة أبو طير
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير