جفرا نيوز -
محرر الشؤون البرلمانية
قال النائب نصار القيسي، إنه لن يناقش البيان الوزاري بقدر ما يريد إعطاء نصيحة للحكومة وعقلها ، مرتبطة بالشخصية الأردنية المتفردة، والتي عجزت للأسف وزارات ومؤسسات عن قراءتها.
وأضاف خلال جلسة النواب الرقابية لمناقشة بيان الثقة، اليوم الأربعاء، أن في تموز من كل عام نستذكر استشهاد مؤسس الدولة الأردنية الحديثة "المملكة الأردنية الهاشمية" الشهيد الملك عبدالله الاول؛ ونحن في الاردن الدولة الأولى في العالم من حيث حجم التضحيات السياسية؛ في العام 1951 قدم الملك عبدالله الأول روحه لأجل فلسطين والأقصى حين اخترقت الرصاصات جسده الطاهر "كان اغتيالا لم يستهدف الملك بقدر استهدافه لمشروع الدولة الحديثة الذي بدأ ينبلج"؛ كان يستهدف الشخصية الأردنية والهوية وكان يستهدف فلسطين أيضا .
وتابع: " في العام 1958، أفقنا أيضا على مجزرة قصر الرحاب والتي راح ضحيتها رئيس وزراء الوحدة آنذاك الشهيد ابراهيم هاشم وقد اغتيل إثر انقلاب عسكري وسحقت الجثة وسحلت؛ وكان الهدف أن يقتل مشروع العروبة في هذه الدولة وكان الهدف اغتيال الدور الأردني وتحجيمه ولكن الأردن نهض من جديد؛ و في العام (1961) تم اغتيال الشهيد هزاع المجالي حين فجر مبنى الرئاسة فيه ولم يكن الهدف سياسيا فقط بقدر ما كان الهدف من اغتياله تكبيل اليد الأردنية الممتدة لفلسطين؛ وكان المراد أيضا " إخافة الأردني وحشره في زوايا الإلحاق مع المشاريع القومية الأخرى"، لكننا نهضنا والحمد لله.
وبين : " وقبل أيام كانت ذكرى استشهاد رئيس الوزراء وصفي التل، وقد ارتقى شهيدا مطهرا نقيا في القاهرة بطلقة غادرة استهدفت الضمير والوجدان والهوية؛ وصفي كان مشروعا "عروبيا اردنيا " في الدولة ولم يكن موظفا؛ وكان مفكرا عروبيا متقدما في الرؤية والإستنتاج والقرار؛ ومشروع الشخصية الأردنية الشرسة والصلبة والمقاتلة من اجل الأردن ومن اجل فلسطين والتي لا تعرف غير المباديء.
وكشف أن الأردن وطن في أقل من عشرين عاما قدم 3 رؤساء وزارات كشهداء اغتيلوا غيلة وغدرا وقبلهم قدم ملك؛ هل يوجد وطن في العالم كله دفع ضريبة في الدم لقاء مواقفه مثل الأردن؛ وهل يوجد وطن تقدم قادته للحرب قبل جنوده مثل الأردن، والمهم أن الأردني بالرغم من هذا الحجم من الإغتيال ظل صامدا راسخا وسيبقى.
أما الجغرافيا الأردنية فهي مثل الإنسان الأردني أيضا، لم تحكم إلا من الملوك لقد كانت عصية على كل جلاد مستبد
وأكد أن الحكومة قادرة على قراءة شخصية الجغرافيا الأردنية وشخصية المواطن؛ " لن أتحدث في الغاز ولا في النفط ولا في الخدمات"، ولكن أريد مشروعا في الهوية والشخصية الأردنية وسردية للدولة تبنى على التاريخ والدم وليس على الوعود والإنشاء؛ وهنا يأتي دور الحكومات , ونحن نعرف معادلة خطيرة ومهمة وهي أن أي تغيير اقتصادي إن لم يرافقه فهم اجتماعي وتقبل، سيفشل حتمًا.
وشدد أن الأردني الان يتحدث كثيرا عن الخبز وعن الفقر، وعن الخدمات وعن الوعود التي أخلفت؛ هذا وقتنا لنذكره بتاريخه وبالدم الذي بذله لأجل الدولة ورفع المعنويات للناس وشحنهم تعبويا وترسيخ قيم الكبرياء والشموخ لا تقل أهمية عن توفير الغاز والكاز والخبز والرواتب؛ ونحن في هذه اللحظة نواجه مشاريع في المنطقة تهدد دولا وشعوبا ومشاريع شطب وتطهير عرقي وإقصاء، علينا أن نعزز مشروعنا الوطني الذي يحافظ على الدولة؛ مشروع شحن عزيمة الشباب وتذكيرهم بتاريخهم، مشروع إعادة صياغة سردية للدولة.
واختتم القيسي حديثه: " إلى هنا وأكتفي وسأختم بجملة واحدة هذا وطن لم يحكم إلا من ملوك لهذا تمثلنا أخلاق الملوك وهذا وطن قدم قادته دمهم قبل جنوده؛ لهذا كنا أسياد الكبرياء القومي وكنا الصفحة التي يجب الوقوف عندها مطولا في كتاب التاريخ؛ علينا ان نعيد صياغة مشروعنا الوطني.