جفرا نيوز -
ألقى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ، اليوم الاثنين، كلمة أمام الأعيان عقب افتتاح جلالة الملك للدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين.
وقال الفايز في كلمته ، "لقد جاءت ، حيث أكد جلالته أن مسيرة التحديث الشاملة ، بأبعادها السياسية والاقتصادية والإدارية ، مسيرة لا رجعة عنها ، وتسير وفق منهجية واضحة، مرتكزة إلى برامج تنفيذ محددة ، إنها خطبة ترسم ملامح المستقبل بثقة وأمل ، وفيها وجه جلالته الجميع إلى التعاون ، بما يمكن مملكتنا من مواصلة مسيرة البناء ، ومراكمة الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وهي تدخل مئويتها الثانية".
وتاليًا نص كلمة الفايز:
تشرفنا اليوم ، بافتتاح مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين ، في مشهد وطني يعزز مسيرتنا الديمقراطية ، ويحرص جلالة مليكنا أن يتجدد كل عام ، مشهد يؤكد بأن هنالك إرادة سياسية من لدن جلالته ، على تعزيز المسيرة البرلمانية ، وبناء الأردن القادر على مواجهة التحديات .
لقد جاءت خطبة العرش السامي ، لترسم ملامح مسيرة مستقبل مملكتنا ، حيث أكد جلالته أن مسيرة التحديث الشاملة ، بأبعادها السياسية والاقتصادية والإدارية ، مسيرة لا رجعة عنها ، وتسير وفق منهجية واضحة، مرتكزة إلى برامج تنفيذ محددة ، إنها خطبة ترسم ملامح المستقبل بثقة وأمل ، وفيها وجه جلالته الجميع إلى التعاون ، بما يمكن مملكتنا من مواصلة مسيرة البناء ، ومراكمة الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وهي تدخل مئويتها الثانية .
الزميلات والزملاء ...
ونحن اليوم نقطف أولى ثمرات عملية تحديث المنظومة السياسية ، وذلك بتمثيل غالبية الأحزاب السياسية في مجلس النواب ، فإننا نؤكد في مجلس الأعيان ، بأن خطبة العرش السامي ستكون هاديا لنا ، ونحن نقوم بواجبنا الدستوري ، من أجل تسريع الإنجاز ، والمضي قدماً في مشروع الدولة الإصلاحي ، وسنحرص على بناء علاقات إيجابية مع الحكومة ومجلس النواب ، بهدف ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية فيما بيننا وفق الدستور ، وسيكون منطلقنا السعي نحو تحقيق ، رؤى وطموحات جلالة مليكنا وتطلعات شعبنا ، ولنواجه التحديات معا ، بأقصى درجات التعاون وبروحية الفريق الواحد .
إننا في المجلس ، نعرب عن تقديرنا العميق لجلالة الملك عبدالله الثاني ، الذي استطاع بحكمته وحنكته السياسية ، تمكين الأردن من المحافظة على أمنه واستقراره ، وتجاوز حالة الفوضى التي تمر بها منطقتنا ، ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية ، التي فرضتها الصراعات من حولنا ، وبفضل رؤية جلالته ، استطعنا في الأردن ، بناء نموذجنا الديمقراطي ، النابع من إرثنا الحضاري والثقافي والاجتماعي، والملتزم بمبادئ الحرية والعدالة ووحدتنا الوطنية ، فكل الشكر والعرفان لجلالته على جهوده ، ليبقى الأردن حرا سيدا عصيا على أعدائه .
الزميلات والزملاء ...
إننا في المجلس ، نثمن جهود جلالة مليكنا في الدفاع عن القضية الفلسطينية ،فمواقف الأردن بقيادة جلالته ثابتة وواضحة وراسخة ، لا تقبل التشكيك أو المزاودة عليها من أي جهة كانت ، فمواقفنا تؤكد ضرورة تلبية طموحات الشعب الفلسطيني ، وحقه في إقامة دولته المستقلة ، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين .
واليوم ، وفي ظل العدوان الهمجي الذي تشنه دولة الاحتلال ، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة ، كان جلالة الملك عبدالله الثاني ولا يزال ، في طليعة من تصدى لهذا العدوان البربري ، وطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
كما أن الأردن بقيادة جلالته ، كان أول من كسر الحصار المفروض على قطاع غزه ، فمنذ بدء العدوان فإن قوافل الخير الهاشمية ، والمساعدات الإنسانية والطبية لم تتوقف ، وتتواصل عبر مختلف الوسائل المتاحة ، كما أن الأردن الدولة الوحيدة التي لها مستشفيات ميدانية ، في قطاع غزة والعديد من المدن الفلسطينية ، فجلالة مليكنا يعتبر مواقفنا هذه ، واجبا وليس منة .
الزميلات والزملاء ...
تمر منطقتنا في حالة فوضي ودمار ، ونتيجتها يواجه الأردن تحديات سياسية واقتصادية وأمنية ، والأردن بسبب موقعه الجيوسياسي ، قدره منذ التأسيس مواجه تحديات مختلفة ، كان يتغلب عليها بعزم قيادته الهاشمية ووعي شعبه ، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة .
كما أن هناك سياسات عدوانية إسرائيلية متواصلة تجاه بلدنا ، ومحاولات تهجير قسري وبمختلف الوسائل ، لفلسطينيي الضفة الغربية المحتلة باتجاه الأردن ، والأطماع التوسعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف ، ولمواجهة هذه السياسات فإن المطلوب اليوم ، ومن مختلف مكوناتنا الاجتماعية والسياسية ، دعم الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني ، في الدفاع عن ثوابتنا الوطنية وتصديه للسياسات الإسرائيلية العدوانية ، وفي رفض جلالته المس بأمننا وثوابتنا الوطنية ، واعتباره التهجير القسري للشعب الفلسطيني، بمثابة إعلان حرب سنتصدى له بكل قوة وعزم .
الزميلات والزملاء ...
إننا في مجلس الأعيان ، ندرك بأن هناك ملفات مطروحة على الساحة الوطنية ، تدور حولها نقاشات تحمل وجهات نظر مختلفة ، لكن الحوار حولها لا يكون في الشارع ، أو من خلال إصدار البيانات ، علينا دائما أن نحتكم إلى المنطق والحكمة والعقلانية في حواراتنا ، وأن نأخذ بالاعتبار عند نقاشها ، مصالح الأردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي ، بعيدا عن أي حسابات جانبية أو مصلحية ، قال تعالى ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).
إنني أدعو الجميع الوقوف إلى جانب الوطن ومصالحه ، والتصدى لأي محاولات تسهدف أمننا واستقرارنا ، ففي هذه الظروف ، والأردن يخوض معركة الدفاع عن الثوابت الأردنية والفلسطينية ، علينا أن نكون صفا واحدا خلف جلالة مليكنا ، وأن يكون إيماننا راسخا ومطلقا ، بأن أمن الأردن واستقرارة ، أولوية الأولويات ، فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الأردن .
الزميلات والزملاء ...
إننا في المجلس ، نؤكد ضرورة وجود موقف عربي وإسلامي موحد ، يعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي البشع على شعبنا الفلسطيني ، فجلالة الملك عبدالله الثاني وفي القمة العربية الإسلامية حول غزه ، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الرياض ، أكد ضرورة وقف الحرب والتهجير أولا وفورا ، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط ، وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف.
كما نؤكد ضرورة وجود مواقف تترجم على أرض الواقع ، تدعم صمود الأردن وجهود جلالة الملك ، في وقف العدوان ، والتصدي لأطماع دولة الاحتلال التوسعية ، فمن مصلحة الجميع الحفاظ على أمن الأردن واستقراره ، فأي محاولات تمس أمن الأردن ستحرق نارها الجميع .
إننا في مجلس الأعيان ، نعبر عن اعتزازنا وفخرنا ، بقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية ، سياج الوطن وحصنه المنيع ، على ما تبذله من جهود كبيرة ومتواصلة ، في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره .
الزميلات والزملاء ...
إنني أبارك لكم ثقة جلالة مليكنا المفدي ، باختياركم أعضاء في مجلس الأعيان ، كما أتقدم باسمي واسمكم ، بالتهنئة والتبريك لدولة الأخ الدكتور جعفر حسان رئيس الوزراء وفريقه الوزاري ، على ثقة مولاي جلالة الملك المعظم ، متمنيا للحكومة التوفيق والنجاح ، كما يتقدم مجلس الأعيان ، من كافة السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب ، بالتهنئة والتبريك على ثقة شعبنا بهم ، باختيارهم كممثلين له في مجلس النواب .
إننا ندعو المولى عز وجل ، أن يحفظ جلالة مليكنا المفدى الملك عبدالله الثاني ، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية ، وأن يحفظ سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وقرة عين جلالته ، ويديم على مملكتنا نعمة الأمن والاستقرار ، في ظل الراية الهاشمية الخفاقة دائما وأبدا بإذن الله .