جفرا نيوز -
كشفت دراسة جديدة عن عواقب صحية خطيرة للتوقف عن استخدام عقاقير إنقاص الوزن، مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي".
تعمل أدوية "أوزيمبيك" و"ويغوفي" عن طريق محاكاة هرمون GLP-1 في الدماغ، الذي ينظم الشهية والشعور بالشبع، ما يساعد في فقدان الوزن.
ومنذ إطلاقها في السوق، أثبتت أدوية سيماغلوتايد (المكون النشط في هذه الأدوية) فعاليتها في علاج السمنة ومرض السكري، كما أظهرت الأبحاث أيضا فوائد في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. لكن، وفقا لدراسة أجراها باحثون من جامعة نورث وسترن، فإن التوقف عن تناول هذه الأدوية قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
وأفاد نحو 12% من البالغين في الولايات المتحدة أنهم استخدموا هذه الأدوية سابقا، بينما أشار 6% إلى أنهم لا يزالون يتناولونها حاليا.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن 85% من الأشخاص الذين بدأوا في استخدامها "توقفوا عن تناولها خلال عامين"، و71% منهم توقفوا في العام الأول، إما لأنهم وصلوا إلى وزنهم المستهدف أو بسبب التكلفة المرتفعة التي تبلغ حوالي 1000 دولار شهريا.
وفي حين أن تأثير التوقف عن استخدام منبهات مستقبلات GLP-1 على صحة القلب لا يزال غير واضح على المدى البعيد، تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية لإدارة الوزن وتحسينات التمثيل الغذائي قد يحتاجون إلى استخدامها بشكل مستمر للحفاظ على الفوائد الصحية. وارتبط التوقف عن العلاج بعودة بعض عوامل الخطر المرتبطة بالصحة القلبية والتمثيل الغذائي، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول.
ووجدت الدراسة أيضا أنه بعد 68 أسبوعا من العلاج بحقن سيماغلوتايد، فقد المرضى 15% من وزنهم في المتوسط. ولكن بعد 12 شهرا من وقف العلاج، استعاد المرضى نحو ثلثي الوزن الذي فقدوه.
وفي هذا السياق، أوصى الباحثون بضرورة أن يناقش الأطباء مع المرضى آثار التوقف عن العلاج، وأن يعملوا على تطوير استراتيجيات تدعم استمرار العلاج.
وأوضحت الدكتورة دومينيكا روبينو، مديرة مركز واشنطن لإدارة الوزن، في تصريحات لـ"بي بي سي"، أن السمنة ليست مرضا يمكن علاجه بشكل مؤقت، مثل العدوى التي يتم علاجها بالمضادات الحيوية.
وأكدت أن السمنة تتطلب علاجا مطوّلا، مثل الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
جدير بالذكر أنه على الرغم من مساعدة الأدوية مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" الكثيرين في فقدان الوزن، إلا أن هناك تقارير عن آثار جانبية خطيرة، مثل الغثيان الشديد والقيء والأفكار الانتحارية وشلل المعدة.
ومع ذلك، يظل استخدامها شائعا، خاصة في علاج السمنة، حيث أفاد الباحثون أن سيماغلوتايد قد تم وصفه لأكثر من 5 ملايين أمريكي في عام 2023، وكان نحو 40% من هؤلاء يستخدمونه خصيصا لإنقاص الوزن.
ويتوقع الباحثون أن يتزايد استخدام منبهات مستقبلات GLP-1 في المستقبل مع زيادة التغطية التأمينية، إلا أن معدلات التوقف المرتفعة عن استخدامها قد تشكل مصدر قلق للأطباء وصناع السياسات الصحية.