جفرا نيوز -
في قلب جنوب الأردن، حيث يلتقي عبق التاريخ بجمال الطبيعة، تقع محافظة الطفيلة، تلك اللؤلؤة الخضراء التي تحتضن مزيجًا فريدًا من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تحكي قصصًا لا تُنسى. فعلبة الزمن تفتح لنا أبوابها لنكتشف جذور تراث عريق، ينعكس في كل حجر وكل شجرة، ويصطف مع التنوع البيئي الذي جعل من الطفيلة وجهة سياحية متكاملة.
وتحظى محافظة الطفيلة باهتمام ملكي كبير، حيث أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته المحافظة مؤخرًا، ضرورة الاستفادة من الأماكن السياحية والطبيعية والأراضي الزراعية في الطفيلة، مشدّدًا جلالته على أهمية رفع مستوى الخدمات بالأماكن السياحية مثل محمية ضانا وقلعة السلع، لجذب عدد أكبر من الزوار.
وتُعد محافظة الطفيلة من أهم الوجهات السياحية والأثرية في جنوب المملكة، ومن أبرز معالمها محمية ضانا، ذلك الجمال الطبيعي الذي يتمتع بتنوع بيولوجي فريد، وتعتبر من أبرز معالم المحافظة.
ومن أهم المواقع الطبيعية بالمحافظة، محمية ضانا التي تأسست عام 1989 ميلادي، حيث تتجاوز مساحتها 300 كيلومتر مربع، وتمتد المحمية على سفوح عدد من الجبال من منطقة القادسية التي ترتفع أكثر من 1500 متر عن سطح البحر وتنخفض إلى سهول صحراء وادي عربة، كما تتخلل جبال المحمية بعض الوديان التي تتميز بطبيعتها الخلابة.
ومن أبرز المواقع الأثرية في المحافظة، قلعة الطفيلة، وهي بناء مستطيل الشكل مساحته حوالي 399 مترًا مربعًا، تقع على تل مرتفع وتشرف على أخدود وادي الأردن. بُنيت القلعة على أساسات آدومية ثم أعيد استعمالها في الفترة الرومانية، كما استخدمت كحصن عسكري في الفترة المملوكية والعثمانية، ويتوسطها بئر ماء إسطواني الشكل.
أما قلعة السلع فتحتوي على قصور وكهوف ونماذج من الفن والنحت والعمارة وأنظمة مذهلة للري وأبراج للمراقبة بارتفاع يقارب 400 متر عن سطح البحر، وبمساحة تزيد على 100 دونم، وتقع إلى الجنوب من محافظة الطفيلة، قرب قرية السلع.
ومن أهم المواقع الطبيعية بالطفيلة، حمامات عفرا المعدنية، وهي حمامات مياه معدنية، حيث تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 ينبوعًا، لتشكل سيولاً وشلالات تتجمع في برك مائية تمتلئ بالمعادن الشافية، وتضم منطقة حمامات عفرا مركزًا للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية، كما تعد مياه حمامات عفرا ذات خصائص علاجية مميزة في معالجة العقم، وتصلب الشرايين، وفقر الدم، والروماتيزم، والكثير من الأمراض المزمنة.
أما حمامات البربيطة بالطفيلة، فتحتوي على عدة أنواع من الأملاح والمعادن مثل: الكلورايد، وكبريتيد الهيدروجين. وتتميز بفاعلية علاجية عالية، وتنبع مياهها من الصخور الرملية الكربونية العائدة إلى العصر الطباشيري السفلي، وهذه الطبقة تعلوها طبقة من الحصى على شكل ترسبات حديثة.
ومن المواقع الأثرية كنيسة النصرانية، حيث سادت هذا الموقع حضارات عريقة مثل الأدوميين والرومان والبيزنطيين وكذلك الحضارة الإسلامية، وقد تم العثور في هذه الكنيسة على أرضيات فسيفسائية ملونة بأشكال مختلفة.
وتحتضن الطفيلة العديد من مقامات الصحابة، ومنها مقام الصحابي الجليل الحارث بن عمير الأزدي رضي الله عنه، والذي يقع في المنطقة ما بين بلدتي بصيرا وأمسراب على بعد 17 كيلومترًا من المحافظة. وقد قامت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بإعمار مسجد ومقام الحارث بن عمير بمساحة 1900 متر مربع.
وضريح الصحابي فروه بن عمرو الجذامي رضي الله عنه يقع إلى الشمال من محافظة الطفيلة، في منطقة تشرف على حمامات عفرا من الجهة الشرقية، ويبعد عن المحافظة 27 كيلومترًا. ويُعتبر أول دم أُهدر في سبيل الله خارج أرض الجزيرة العربية.
ومن أضرحة الصحابة في الطفيلة، ضريح الصحابي كعب بن عمير الغفاري رضي الله عنه، حيث يقع هذا الضريح في منطقة ذات إطلال في الجنوب الغربي من محافظة الطفيلة، على الطريق الممتد بين العقبة ومعان.