جفرا نيوز -
في غمرة تصاعد الحديث عن مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في الدور الحاسم المؤهل لمونديال 2026، وبدء العد التنازلي لمواجهتي النشامى أمام المنتخبين الكوري الجنوبي والعماني يومي الخميس المقبل والثلاثاء 15 الشهر الحالي في عمان، تطرق معنيون وجماهير إلى أهمية بلوغ المونديال، ومدى الانعكاسات الإيجابية الكثيرة التي سيجنيها الأردن، والتي لن تقتصر على كرة القدم فقط، بل ستتعدها إلى أبعد من ذلك.
وفي نقاشات كثيرة، أكد مدربون ولاعبون وجماهير، أن تأهل منتخب النشامى إلى المونديال "إن حصل"، فإنه سيشكل منعطفا إيجابيا مهما في كرة القدم الأردنية، تجني ثماره المنتخبات الوطنية والأندية وحتى الجماهير، بل سيتعدى ذلك إلى مكتسبات أخرى، مثل تعريف العالم بالأردن من خلال منتخبه الذي يلعب في أكبر تظاهرة كرة قدم عالمية، كما ستنعكس أيضا على اللاعب الأردني "المونديالي" الذي سيكون تحت دائرة الضوء العالمية، خاصة وأن وكلاء اللاعبين في العالم، سيرصدون المونديال، ويتابعون اللاعبين، ويسعون لتسويقهم بشكل احترافي ومهني.
ويؤكد متابعون في تصريحات لـ"الغد"، أن المشكلة المالية التي تعاني منها الكرة الأردنية بشكل عام، ربما تتضاءل بنسبة كبيرة، في ظل الدخل المالي الذي سيجنيه اتحاد الكرة من المشاركة في المونديال، ناهيك عن الإعلانات والتفاصيل التسويقية وما شابه من مكتسبات.
نجم الكرة الأردنية السابق بدران الشقران، تمنى أن ينجح هذا الجيل في تحقيق حلم الوصول للمونديال، خاصة وأن الظروف ملائمة لتحقيق ذلك، بعكس السنوات الماضية، التي شهدت جيلا مميزا من اللاعبين إلا أن الظروف لم تسعفهم في التأهل لكأس العالم.
وأضاف: "التأهل للمونديال سيشكل منعطفا مهما في مسيرة الكرة الأردنية فنيا وماليا ومعنويا، بل ستتعدى هذه الانعكاسات الإيجابية حدود كرة القدم، وسيكون الأردن هو المستفيد أيضا بقطاعاته المختلفة".
وقال الشقران: "يكفي أن تلعب في كأس العالم، لتجذب أنظار العالم بأسره، فظهور اسم الأردن في حدث عالمي كبير مثل المونديال، ينعكس على قطاعات أخرى غير الرياضة، ناهيك عن انعكاسات تسويق اللاعبين والمردودات المالية للمنتخب وغيرها من التفاصيل الإيجابية، وهذا يحتم على اتحاد الكرة مواصلة تقديم الدعم للمنتخب بأقصى الطاقات بحثا عن الوصول للمونديال".
ويرى قائد المنتخب الوطني السابق لكرة القدم حاتم عقل، أن حلم الوصول للمونديال راوده وزملاءه خلال الفترة الطويلة التي لعبوا فيها، ولكن ذلك لم يتحقق، رغم اقتراب المنتخب في العام 2014 من اللعب في المونديال، مجددا ثقته بالجيل الحالي وقدرته على تحقيق حلم طال انتظاره من قبل جميع الأردنيين وفي مختلف مجالاتهم وليس المجال الرياضي فقط.
ويقول عقل :أعتقد أن الفرصة سانحة في التصفيات الحالية لتحقيق حلم اللعب في كأس العالم، وأمام المنتخب مباراتين مهمتين أمام كوريا الجنوبية وسلطنة عمان في عمان، ومن المهم أن نحقق فيهما 6 نقاط، لتعزيز حظوظ التأهل".
ويشير حاتم عقل إلى أن بلوغ المونديال سينعكس إيجابا على الأردن وليس على كرة القدم فقط، فالاتحاد سيستفيد ماديا، وينعكس ذلك على الأندية، وربما المنشآت الرياضية المتهالكة حاليا، كما سيستفيد اللاعب الأردني الذي سيلعب تحت أنظار جميع مدربي العالم، كما أن العالم كله سيتحدث عن الأردن ومنتخبه، وسيبدأ بالبحث عن هذا البلد وميزاته، ما قد ينعكس إيجابا على القطاع السياحي.
أما المدرب الأردني ماهر إسماعيل الذي يعمل منذ سنوات في قطر، فقط اعتبر أن نجاح المنتخب في بلوغ المونديال، سيكون له انعكاسات إيجابية على العديد من القطاعات وليس كرة القدم فقط، هو ما يجب أن يدركه نجوم المنتخب وهم يحاربون الآن على جبهة تصفيات الدور الحاسم المؤهل لكأس العالم.
وقال: "الكرة الأردنية بجميع أركانها المستفيدة الأولى في حال بلوغ المونديال، خاصة في الجوانب المادية، كما سيستفيد نجوم المنتخب الذين سيلعبون في أكبر تظاهرة كروية عالمية، ما يجعلهم تحت أنظار الأندية، وبالتالي احتمالية فوز معظمهم بعقود احترافيه مغرية وغير مسبوقة".
ولفت إسماعيل إلى أنه وبمجرد إعلان تأهل منتخب النشامى للمونديال، فإن التوقعات ترجح أن تهرول الشركات لدعم المنتخب ووضع اسم شركاتهم على مقتنيات المنتخب.. وهل من قوة إعلانية أكبر من ظهور اسم الشركة أو علامتها التجارية على قميص أو أدوات لاعبين يظهرون في المونديال؟.