النسخة الكاملة

وسط البلد.. سر العمارة رقم (45)؟

الإثنين-2024-09-09 01:40 pm
جفرا نيوز -
محمود كريشان

عمّان التي هي المحبوبة.. وهي أجمل الأسماء، وهي درة الحاضر، وهي قدوة الشعب، وهي حصن العروبة، وهي زمن الحب الجميل، وهي بلاد الفتح والدرة الهاشمية، وهي مواطن الذكريات، وهي غابات الإسمنت، وهى السيف المسلول، وهي أخيرا الحلم الجميل الذي تحقق بالمشاركة والملامسة.. نمضي معكم الأعزاء قراء صحيفة الدستور في هذه الجولة من ذاكرة المدينة.


*سر العمارة رقم (45)

من وسط البلد، وتحديدا «شارع الملك حسين» الذي كان يُعرف سابقا بـ»شارع السلط».. يظهر أمامك محال على ناصية الشارع، على هيئة متحف أو معرض كرنفالي تراثي في عمارة قديمة تحمل الرقم (45).. يطالعك مُجسم فني لصورة الملك الحسين بن طلال «طيب الله ثراه».. تدخل من أبواب المجمع التطوعي الفني الثقافي الواسعة «مجمع شارع الملك حسين الثقافي»، لاستنشاق عطر الماضي التليد، وتطالعك مقتنياته المعتقة.. أفيشات الأفلام السينمائية القديمة، مجلات نادرة وصحف قديمة جدا، بمانشيتات لأحداث مهمة بحُقب ملتهبة، وجدارية «من أقوال الدوق» تحمل رشيق العبارات الإنسانية والوطنية، وصور كبار الفنانين الأردنيين في الزمن الجميل، وأخرى لوزراء الثقافة، ورؤساء البلدية وأمناء عمان، ومقتنيات من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون الأردني، صور نادرة لعمان القديمة، طوابع من عصور ماضية، وميداليات ونياشين ونثريات توثيقية، فيما يضم الطابق الثاني، حكايات الخط العربي، ولوحات لكبار الخطاطين الأردنيين والفنانين التشكيليين.. ووفقا لمؤسس المجمع الفنان غازي خطاب فإن الدخول للمجمع «مجاني» و»التصوير مسموح».


*من يتذكر؟

لا تزال القصيدة/ الاغنية تذكّر الاردنيين بصاحبة الصوت المليء بالشجن المطربة نازك وتقول بعض كلماتها: لو لم أكن من شعبك الوفى يا حسين وددت لو أكون/ لو لم تكن عمان عندي حبة الفؤاد والعينين وددت لو تكون.. المطربة نازك التي يُجمع النقاد ومنهم ناقدنا يقول الباحث الفني زياد عساف ان المطربة نازك صاحبة الشخصية الخجولة، اطلّت على الساحة الفنية بحذر شديد واختفت بعد ان تركت رصيدا جيدا من الاغنيات الجميلة.. نازك «سجينة الفن»، التي تنتمي لعائلة ليبية استقرت ببيروت، ولها أغنية للصباح اشتهرت وقتها «نوّر الصباح ما أحلاه».. ولنازك اغنية جميلة جداً يا حلو تحت التوتة للملحن السوري محمد محسن، هذه الاغنية على شكل قصة تتحدث عن فتاة تلتقي بحبها القديم وتستعيد ذكرياتها الجميلة من خلال شجرة التوت التي كانت تجمعهما، وتقول كلمات الاغنية: «يا حلو تحت التوتة.. بحر البلد بشويه.. كانت لنا حدوثة.. تشهد عليك وعليا.. امانة فوت عالتوتة.. تحكيلك الحدوثة».



*سوق وردة.. أين؟

سوق وردة.. هو الدخلة الموجودة في ساحة الملك فيصل الاول وسط البلد.. و يوجد على باب الدخلة محل حجاب للادوات المنزلية و محلات مصطفى شقير سابقاً، و محل نصراوي... وفي داخل الدخلة محل روبن الأحزمة و محل الفقير التطريز.. و تسمى عمارة وردة ايضاً.



*الاستماع فقط لهذه الإذاعات؟

تشير المعلومة إلى انه في عام 1941 وعندما اقتربت معارك الحرب العالمية الثانية من المنطقة، اتخذت الحكومة برئاسة توفيق أبوالهدى، سلسلة إجراءات، من بينها الرقابة على الإذاعات، خاصة وأن جزءا كبيرا من المواطنين، كان بصورة كبيرة، متعاطفا مع ألمانيا ضد بريطانيا، وذلك بعكس الموقف الرسمي آنذاك، إلا أنه واستنادا لنظام مراقبة أجهزة الراديو، والذي بموجبه يمنع الاستماع في المتاجر والمقاهي والأماكن العامة، إلا إلى الإذاعات التي تحددها الحكومة، وذلك تحت طائلة الخضوع للمادة الرابعة من قانون الدفاع لعام 1935، والتي تقضي بالسجن ستة شهور على المخالفين، والنظام موقع من قبل رئيس الوزراء أبو الهدى، وزير الداخلية، ووزير الدفاع شكري شعشاعة، وقد صدر النظام في الثالث من أيار عام 1941 وفي اليوم التالي أصدر رئيس الوزراء بلاغا يسمح بموجبه بالاستماع إلى ثلاث إذاعات فقط وهي: إذاعة لندن والقاهرة والقدس.



القلب عمان

الإعلامي الشاعر علي العريفي القائل: أنا السعودي الذي فاضت قريحته.. مشاعر الصدق إن القلب عمان.. هذه العروبة.. أنا هنا بعقالي.. قلبي بعمان ماطافت نسائمها.. من حائل الحب من سلمى وأمي.. أهديتك الورد بحنان.. في ربى البتراء في المسرح الجرشي.. أعطر في سماء الحب أردننا.. إن القلب عمان.. ستبقى عمان الحلم الزاهي الذي رسمت أطيافه القيم السّمحاء.. عمان.. عطر الأحبة يرسخ في الذاكرة والروح.

Kreshan35@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير