جفرا نيوز -
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، لليوم الثاني على التوالي عمليته العسكرية الواسعة في بلدات ومخيمات عدة في شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث ارتفع عدد الشهداء وبينهم قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بينما تتواصل الحرب الإسرائيلية الدامية في قطاع غزة.
وتثير عملية الاحتلال قلق الأمم المتحدة التي حذّرت من خطر "تفاقم الوضع الكارثي أصلا" في الأراضي الفلسطينية.
وارتفع عدد الشهداء إلى 17 منذ بدء عملية الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء.
وأكّدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان استشهاد "محمد جابر (أبو شجاع)، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، وأحد مؤسسيها الأوائل، مع عدد من إخوانه في الكتيبة".
وأكد البيان أن جابر "نجا من العديد من محاولات الاغتيال والاعتقال سابقا" خلال عمليات عسكرية نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات وقرى فلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
ونعت حركة حماس في بيان "القائد أبو شجاع وكافة الشهداء"، مؤكدة أن استمرار عدوان الاحتلال على الضفة الغربية لن يكسر الفلسطينيين والمقاومة.
وسمع دوي انفجارات في طولكرم الخميس، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول في بلدية المدينة حكيم أبو صفية إن "نحو نصف سكان المنطقة باتوا محرومين من المياه، وفي مخيم نور شمس لا توجد مياه على الإطلاق"، مضيفا أن "الدمار هائل".
في جنين حيث تُسمع أصوات إطلاق نار، هجر السكان الشوارع، بحسب ما أفاد صحافي آخر في وكالة فرانس برس.
وأفاد سكان صباح الخميس بأن جيش الاحتلال انسحب من مخيم الفارعة في طوباس حيث استشهد عدد من الفلسطينيين الأربعاء.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، تم اعتقال 45 شخصا على الأقل في الضفة الغربية منذ الأربعاء.
"وضع متفجّر"
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان "إلى وقف فوري للعمليات" الإسرائيلية.
وندّد باستخدام الغارات الجوية على أهداف مدنية، معربا عن أسفه للـ"خسارات في الأرواح"، و"بينهم أطفال".
وقالت الأمم المتحدة في بيان "هذه التطورات الخطيرة تغذّي الوضع المتفجّر أصلا في الأراضي الفلسطينية وتنتقص من السلطة الفلسطينية" التي تتخذ من رام الله في الضفة الغربية مقرّا.
وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس من أن "العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في الضفة الغربية المحتلة يجب ألا تشكل أرضية لتوسيع الحرب من غزة، بما في ذلك الدمار الواسع النطاق".
وندّدت إيران بـ"التدمير الوحشي للبنى التحتية الحضرية والخدمية"، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات فورية وفعالة لوضع حد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وتشهد الضفة الغربية توغلات إسرائيلية منتظمة.
لكن من النادر أن يتم تنفيذها بشكل متزامن في مدن عدّة، وبإسناد جوي، كما يحدث منذ الأربعاء.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ارتفعت حدة التوتر والمواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية.
وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية للاحتلال.
ومنذ ذلك الحين، استشهد في الضفة الغربية المحتلة 637 فلسطينيا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
شهداء غزة
في الأثناء، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة حيث أعلن الدفاع المدني الخميس استشهاد 8 أشخاص في غارة من الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة في الشمال.
وقال مصدر طبي إن 3 فلسطينيين استشهدوا في غارة نفذت بطائرة مسيّرة في رفح (جنوب).
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضا عملياتها في رفح ومنطقة خان يونس (جنوب) وعلى مشارف دير البلح (وسط).
وتستمر حركة نزوح العائلات المنكوبة في القطاع في أعقاب أوامر إخلاء جديدة صادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء أنه علّق "حتى إشعار آخر" تحركات طواقمه في قطاع غزة بعد إصابة إحدى شاحناته بنيران من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت رئيسة البرنامج سيندي ماكين في بيان "هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق، وهو الأحدث في سلسلة حوادث من دون طائل على صلة بالأمن عرّضت للخطر حياة فرق برنامج الأغذية العالمي في غزة".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الحادث قيد التحقيق.
وعلى خط الوساطة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب، لا يزال الوسطاء بين إسرائيل وحماس ـ قطر ومصر والولايات المتحدة ـ يدفعون نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار يشمل إطلاق سراح المحتجزين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وقرب الحدود مع غزة، تجمّعت عائلات محتجزين في قطاع غزة على الجانب الإسرائيلي الخميس مع مكبّرات صوت للمطالبة بالقبول باتفاق تسوية لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة باستشهاد ما لا يقل عن 40602 شخصا، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة في القطاع المحاصر.
وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية الشهداء هم من النساء والأطفال.
أ ف ب