النسخة الكاملة

أمناء يحملون (عشر بطيخات ) بيد واحدة في أحزابهم

الأحد-2024-06-30 10:09 am
جفرا نيوز -
د. محمد أبو بكر

الكثير من الأحزاب تعاني غياب التخطيط والعمل المؤسسي ، ورغم الإيهام بأنّها تمكّنت من تشكيل قياداتها المختلفة ، من مكاتب سياسية ومجالس مركزية وغير ذلك من مسمّيات حزبية ، إلّا أنّ بعض الأمناء العامين يصرّون على تولّي كافة المسؤوليات والتدخل في كلّ شاردة وواردة فيما يتعلق بمسيرة الحزب ، وكم يحمل عشر بطيخات في يد واحدة !.

هذا الوضع الذي يواجه أحزابا عديدة ، منها ما هو حديث العهد أو تلك التي كانت قائمة في السابق ، يثير الكثير من الإمتعاض ، وتوجيه الإنتقاد للأمين العام ، الذي يرى في انفسهم بأنّهم ( اصحاب الحزب ) ، حيث يجري التعاطي مع الحزب وكأنه شركة تجارية خاصة بالأمين العام .

الوضع السابق بات ينسحب على مسألة تشكيل القائمة الإنتخابية ، والتي على أساسها سيشارك الحزب في الإنتخابات النيابية المقبلة ، حيث التدخلات الدائمة من قبل  بعض الامناء العامين ، رغم قيام الحزب بتشكيل لجنة خاصة لاختيار المترشحين ، والأصل أن تتمتع اللجنة باستقلالية تامة و بعيدة عن أي تدخلات أو حسابات شخصية. 

سألت جفرا نيوز قياديا في حزب سياسي على شاكلة ما ذهبنا إليه ، فكانت إجابته واضحة ومختصرة قائلا ..  بعض الامناء العامين  سيدخلون  احزابهم    في الحيط ! فهو كثير التدخلات ويحاول أن يفرض رأيه ،  

في المقابل ؛ أحزاب لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة تسير وفق نهج واضح ويدلّ على نضج القائمين عليها ، من خلال منح الحرية الكاملة للجان الإنتخابية ، رغم وجود تدخلات من هنا أو هناك ، غير أن لجنة انتخابية تابعة لحزب حديث العهد ترفض رفضا قاطعا أيّ تدخلات في عملها ، حتى الأمين العام فلا يسمح له بالتدخّل أو فرض رأيه ، وهو بالتأكيد يحترم عمل اللجنة ومخرجاتها القادمة أيا كانت .

العمل الحزبي في الأردن مازال حديث العهد على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود عليه ، ويمكن اعتبار هذه العقود بمثابة بروفة للحياة الحزبية الجديدة المختلفة كليا عمّا سبق ، ويمكن القول بأنّ العديد من الأمناء العامين ما زالوا يجهلون معنى أن تكون حزبيا ، وهذا يحتاج لمزيد من الوقت حتى يتمكن المواطن الأردني من إدراك أهمية هذا العمل في الحياة بصورة عامة .
وباختصار ؛ فالحزب السياسي هو جهد الآلاف من المؤسسين على امتداد الوطن ، وحين يتحوّل الحزب لشركة خاصة بفلان أو علّان ، فحينها يمكن استبدال الترخيص الحزبي ، والتحوّل لوزارة التنمية الإجتماعية للحصول على ترخيص جمعية خيرية أو ديوان عائلي .