جفرا نيوز -
يستعد كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، لإجراء مناظرة انتخابية، غداً الخميس، قبل الانتخابات المرتقبة في نوفمبر، وهي المناظرة التي من المنتظر أن تكشف مدى التباين بينهما، وتميط اللثام عن كفاءتهما الذهنية، ومدى قدرة كل منهما على إدارة شؤون البلاد.
وينخرط الطرفان –قبيل موعد المناظرة- في استعدادات واسعة مع الحملة الانتخابية، لترتيب ردود حاسمة في شتى الملفات، لا سيما أن كلاً منهما سَكن البيت الأبيض، وثمة مقارنات مُستمرة بين سياسة كل منهما من جانب الناخبين، وقضايا ساخنة، تفرض نفسها على المشهد، سواء داخلية وخارجية.
أهمية المناظرة
المستشار السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا، أكد في تصريحات خاصة لـ «البيان»، أن المناظرة المنتظرة بين المتنافسين بايدن وترامب، ستكون هامة جداً في السباق الانتخابي، خاصة أنها تعد المناظرة الأولى بعد أربع سنوات، تبادلا خلالها الاتهامات.
وأضاف: «أهمية المناظرة تكمن في كونها بين منافسين خدما كرئيسين للولايات المتحدة، لذا، على كل منهما أن يدافع عن تاريخه وسياساته كرئيس»، متوقعاً أن يلقي ترامب الكثير من الاتهامات ضد بايدن، من خلال الإشارة إلى الوضع الاقتصادي والسياسي لأمريكا، لا سيما السياسة الخارجية، وأفول نجم واشنطن خلال سنوات إدارته البيت الأبيض.
وبالنسبة لبايدن، فتوقع أن يتحدث عن أحداث السادس من يناير 2021، واقتحام مثيري الشغب ممن يدعمون ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي، والتأكيد على أنه (ترامب) لعب دوراً في شق الصف الأمريكي الداخلي، مستبعداً أن يهتم كلا المرشحين بالحديث عن السياسة المستقبلية للولايات المتحدة، ورؤية كل منهما للمستقبل، حيث سيكون تركيزهما على الماضي، ومهاجمة تاريخ كل طرف للآخر.
وذكر أن الكفاءة الذهنية أمر مثير للاهتمام، فسيكون هناك كثير من الحديث حول عدم قدرة بايدن على الاستمرار بمنصبه لأربع سنوات مقبلة، بسبب تقدم عمره، متوقعاً أن يستخدم ترامب هذا كورقة ضغط ضد منافسه بايدن، لكن لا بد أن يثبت بالدليل القاطع أنه (بايدن)، لن يستطيع عقلياً أو جسدياً الاستمرار بمنصبه.
وأشار إلى أن الناخبين الجمهوريين، متوسط أعمارهم أعلى من ناخبي الحزب الديمقراطي، الذي يفضل الشباب، بينما الجمهوريون يفضلون كبار السن، مشدداً على ضرورة أن ينتبه ترامب لعدم الإساءة لهؤلاء، وهو يحاول إثبات أن بايدن سنه غير مناسبة، خاصة أن ترامب أيضاً ليس بصغير في السن، فالطرفان يعانيان من ذات المشكلة، بينما سيركز بايدن على العقلانية، واتهام ترامب بأنه لا يحكم البلاد بشكل عقلاني ومسؤول.
حلول
ورجح الغبرا أن يتم الدخول بمهاترات، قد تنعكس بشكل سلبي على الطرف الذي يفتح النار على الآخر، خاصة أن الناخب الأمريكي يريد حلولاً اقتصادية وسياسية نافعة، فإذا خلت المناظرات من أي نوع من هذه الحلول، قد تنعكس سلباً على المتناظرين أو أحدهما.
وقال إن فرص كلا المرشحين، ما زالت غير واضحة، مشدداً على أن البعض يعتقد بأن فرص ترامب أكبر، تحديداً بالنقاش العلني، يظهر أقوى على المسرح، خاصة وأنه كان نجماً تلفزيونياً، لكن من المؤكد أن بايدن يجهز للدفاع والهجوم أيضاً، ومن المتوقع أن تشكل المناظرة توجهات صناديق الانتخابات، لكن حدثاً جللاً يتعين أن يحدث فيها، حتى تتغير الاتجاهات، فعلى أحد الطرفين أن يقوم بخطأ، لتكون هذه المناظرة قادرة على تشكيل اتجاه الصناديق، والتي عادة ما يكون لها دور كبير في تشكيل رأي الناخب.
قواسم مشتركة
وفي السياق، وصف أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، الدكتور طارق فهمي، المناظرة في تصريحات خاصة لـ «البيان»، بأنها بين «طرفين مهزومين»، فلدى كل منهما مشاكل وأزمات، إضافة إلى التراجع بشعبيتهما.
وأوضح أن بايدن انخفضت شعبيته بصورة كبيرة، بينما شعبية ترامب تتراوح ما بين الارتفاع المهزوز والحقيقي، مشيراً إلى أن جزءاً من ذلك يرتبط باستطلاعات الرأي الموجهة والملونة. وأفاد بأن المناظرة مطلوبة ومهمة، لتوضيح المواقف أمام الرأي العام الأمريكي في هذا التوقيت.
كما شدد على أن المناظرة قد ترفع شعبية أحد المرشحين شكلياً وإعلامياً على حساب الآخر، لكن جوهرياً، لن تقنع الرأي العام، لأنهما يواجهان نفس المشاكل، على رأسها الأحكام القضائية، فنجل بايدن يواجه أحكاماً واجبة النفاذ، بينما ترامب يدان بتهم وصل عددها 34 تهمة.
وأضاف أن هناك قواسم مشتركة تربط بين المرشحين في هذا التوقيت، على رأسها عمرهما المتقدم، لافتاً إلى أن ذلك يجعل من الصعب التنبؤ بمن ستصعد أسهمه، لكن تبدو فرص ترامب أقوى من بايدن حتى الآن، لاعتبارات تتعلق بمسار العملية الانتخابية نفسها، الذي يخدمه على حساب بايدن.