جفرا نيوز -
أصدرت جامعة اليرموك من خلال كرسي سمير شما للمسكوكات والحضارة الإسلامية في كلية الآثار والأنثروبولوجيا، الجزء الأول من كتاب " تاريخ المسكوكات المتداولة في منطقة الشرق"، من تأليف شاغل الكرسي الأستاذ الدكتورة لمياء الخوري.
ويتناول الكتاب تاريخ المسكوكات منذ بداية التعامل بنظام المقايضة وحتى نهاية الفترة البيزنطية، كما ويعرض مجموعة المسكوكات المعروضة في قاعة المسكوكات التابعة إلى متحف التراث الاردني في كلية الآثار والأنثروبولوجيا جامعة اليرموك.
وقالت الخوري إن أهمية الكتاب، تكمن في أن النقود تعتبر ذات أهمية كبيرة في الحياة اليومية، ولكل دولة نقودها التي تستخدمها لأغراض المبادلات الشرائية، وعليه فقد لعبت النقود دورا مهما في جميع العصور وعلى مر التاريخ، وكانت بمثابة وحدة قياس لقيمة السلع أو رمز للثروة أو وساطة في التبادل.
وأضافت أن المسكوكات المعدنية القديمة كانت وسيلة جيدة لإحياء العصور والثقافات الماضية، مشيرة إلى أنها في العصور القديمة وقبل البدء بالتعامل النقدي، كانت المنتجات النادرة والثمينة هي الوحدات النقدية، ومن هذه المنتجات الخرز والأصداف والمواد الغذائية والملابس والحيوانات والأسلحة وغيرها من المنتجات الثمينة والمتميزة.
وترى الخوري أنه يمكن اعتبار كل مسكوكة من مسكوكات العصور القديمة عالما ثقافيا مصغرا يتم فيه التعرف إلى حقبة أو ثقافة معينة، وعليه يمكن اعتبارها مصادر أولية مهمة تفيدنا في التعرف على التاريخ القديم.
وتابعت من خلال هذه المسكوكات نستطيع الحصول على معلومات قيمة كأسماء الملوك والحكام والأباطرة وصورهم وتاريخ حكمهم وسلالاتهم، كما ونستطيع التعرف على الأحداث التي جرت على عهدهم وأماكن تواجدهم وشعاراتهم.
وأشارت الخوري إلى أن الكتاب يعرض من خلال تناوله لتاريخ هذه المسكوكات أهم المدن والمراكز الإدارية التي احتوت على دور لسك تلك النقود، والسلطات العليا التي كان بيدها السماح بإصدار هذه المسكوكات، كما وتعرض هذه المسكوكات الأحداث السياسية والعسكرية كالمعارك والانتصارات، كما وتعرض صور الآلهة للتعرف من خلالها على المعتقدات والديانات القديمة، والمنشآت المعمارية أو الأعمال الفنية المهمة التي انتجت في ذلك العصر.
ولفتت إلى أن الكتاب يعرض أيضا إلى ما تُشير إليه هذه المسكوكات من رموز للدولة ودلالاتها كالنسر وقرن الوفرة والخصب والثور والصليب والمرساة البحرية وسنابل القمح وغيرها، التي لكل واحدة منها دلالاتها اما على القوة أو النصر أو الثروة.