النسخة الكاملة

بأعلام الجيش والأمن والمخابرات .. الملك يضرب "بلهجة قاسية" ورسائل سياسية

الخميس-2024-06-10 08:20 am
جفرا نيوز -
خاص 

صفعة ثقيلة جدًا بحجم الحدث ومهابة المكان كانت موجهة لبعض الجبهات في خطاب الملك عبدالله الثاني خلال الاحتفال باليوبيل الفضي لجلوسه على العرش، إذ كانت مفاصل الحركة في إيصال إشارات واضحة بالتدرج الذي شمل الفئات والقضايا والمجالات كافة ،عدا عن أنه كان نوعيًا مختلفًا عن سابقاته من الخطابات الملكية.

هذه المرة تطرق الملك صراحة إلى مصطلح الخوارج وأصحاب الفتن وقال إن الالتفاف حول الراية ساعد بصدهم ، وبشيء من التخصيص غدت الرسالة الملكية بذكر الهوية الوطنية الأردنية أكثر أهمية وشمولية وثقل في التعبير عن كينونة المجتمع ومن يعيشون فيه وهي ذاتها التي ساعدت على مواجهة الأخطار وفق الخطاب الملكي، وبكل مكاشفة أسدل الملك الستار عن فكرة التخاذل والتردد وبطلب غير مباشر دعا إلى النظر للمستقبل بعيدًا عن تعبيرات كهذه ومهما كانت الظروف .

البرهان القوي في خطاب اليوبيل الفضي والذي يعد بتوقيته هدفا في الدقيقة التسعين هو الإشارة الملكية للأخطاء وهذا اعتراف واضح جدًا من رأس الدولة أن الخطأ وارد وموجود ؛ وتصويب العثرات خطوة تفرض نفسها ولا بد منها ، الأمر اعتبره البعض قراءة لما بين السطور تحديدًا بحضور رئيس الوزراء؛ ورئيسي الأعيان والنواب؛ ورؤساء وزراء سابقين وغيرهم ، والأهم أيضا طبيعة المرحلة التي تريد أن تُروى بتطبيق مقنع وليس مطالبات وشعارات من باب الاسترضاء .

نكهة الالتفات للجميع وإعطاء كل ذي حق حقه كانت سائدة في خطاب الملك بمرور 25 عامًا بحلوها ومرها وكل الصعاب والأرقام والأحداث والمحطات والأسماء التي شهدتها المملكة في هذه الفترة، والتركيز كان مُنصبًا على فكرة العمل للمستقبل وترك الإحباط على "الرف".

وبما لا يدع مجالا للشك أن اهتمام الملك بالخارطة الاقتصادية وجذب الاستثمارات هو أكبر من مجرد ملفات تتنقل على مكاتب الوزراء والمسؤولين أو حتى سردية تتماشى مع عنوان المرحلة ، وفي الخطاب دعا الملك إلى الاستفادة من موقع ومكانة الأردن وعلاقاته مع الدول وهذا كرت عبور توفر خلال ربع قرن، وما كان سهلا أن يتحقق في وقت شهدت وتشهد المنطقة صراعات وتجاذبات خطيرة وكثيرة وتحديات أوقفها الأردن عند حدها بقيادته وأجهزته وشعبه .

فلسطين لم تغب عن الخطاب الملكي الأردني كما جرت العادة فهي مفتاح عبور في المحافل العالمية والإقليمية ، وبما أن الأردن غير الرأي العام العالمي تجاه أحداث غزة فلا يمكن تخيل أن يخرج الملك عبدالله الثاني دون الإشارة إلى واجب المملكة تجاه الأشقاء الفلسطينيين على وجه الخصوص، وحفاوة الأردنيين في استضافة كل من فر من أهوال الحرب والظروف التي أجبرتهم على الرحيل من أوطانهم ، وهذه علامة سياسية بحتة تعني أن دور الأردن بين دول المنطقة والعالم أشبه بصمام أمان وكدور القلب في الجسد دونه لا نبض ولا ديمومة.