جفرا نيوز -
كشف محلل الأداء في فريق الحسين إربد لكرة القدم مهند الحجوج، عن تفاصيل مذهلة في عمله مع النادي، لافتا إلى أن هذه التفاصيل تعتبر جديدة بالنسبة للعمل في كرة القدم الأردنية، وموجها الشكر إلى إدارة النادي التي آمنت بعمله بشكل خاص، وبأهمية وجود محلل الاداء.
وأشار الحجوج إلى أن عمله مع الحسين إربد وما توفر من معدات حديثة، يحاكي ما هو معمول به في الأندية الأوروبية، وبعض الأندية الخليجية ، واصفا محلل الأداء بأنه أحد أعضاء الجهاز الفني لأي فريق، والعين المهمة للمدير الفني في توفير بيانات شاملة عن الفريق والمنافسين على حد سواء فردية أو جماعية، مشيرا إلى فخره الكبير بكونه أحد جنود الإنجاز التاريخي بتحقيق أول لقب دوري للفريق الذي تأسس العام 1964.
وأضاف: "أعتبر تجربتي في الحسين إربد من أهم التجارب في المهنة القديمة الجديدة في عالم التدريب، والتي آمن بها رئيس النادي عامر أبو عبيد، نظير اطلاعه على تجارب ناجحة في أندية أوروبية مثل فالنسيا الإسباني، وأخرى خليجية، وآمن بقدراتي التي حصنها بأحدث الأجهزة والتقنيات، والأهم أنني تواجدت في نادي الحسين إربد بقرار مجلس إدارة لديه الكثير من الطموحات والمفاجأت.
وكشف الحجوج عن أنه بوظيفته محللا للأداء يعتبر جزءا من مشروع كبير، ضمن فكر رئيس النادي عامر أبوعبيد الاحترافي بدوافع استثمارية، والشروع بتأسيس مركز خاص بالحسين إربد لتحليل البيانات والمعلومات، مدشنا بأحدث الأجهزة والتقنيات ويحاكي التطور التكنولوجي، وفريق بشري متخصص للتعامل مع المعدات والأنظمة والبرامج، ونطمح إلى تأهيل وضم فريق متخصص قادر على التعامل مع الأنظمة و"السوفت تويرات" في الفترة المقبلة، ومواكبة التطور الفني وكرة القدم الحديثة، ويعطي هذا المركز معلومات كافية مع اللاعبين المتواجدين، وكذلك من ينوي النادي التعاقد معهم سواء محليين او محترفين".
وعن تجربته في الحسين إربد وتوفير الأجهزة والتقنيات بمبالغ مالية طائلة، ومحاكاة الذكاء الاصطناعي وبرامج التحليل المتقدمة، قال الحجوج: "وفرت إدارة نادي الحسين اربد أجهزة وتقنيات لتسهيل مهمتي بكلفة مالية وصلت إلى 20 ألف دولار، ووفرت استخدام الذكاء الاصطناعي، وهي أجهزة معتمدة من الاتحاد الدولي لشركة "بلاي ميكر"، من خلال كاميرات توضع في أحذية اللاعبين، ترصد تحركاتهم على المستوى الفردي، بدنيا وفنيا وتكتيكيا وطبيا، وتراقبه لا سيما، أثناء حيازته الكرة، وسرعة تمرير الكرات وسرعته بالركض، وتحديد المسافات التي يركضها اللاعب خلال المباراة، ومدى مرونته وقوته الانفجارية وسرعته وقدرته على تغيير اتجاهاته داخل الملعب".
وأضاف: "ووفرت لنا أجهزة وكاميرات حديثة، أيضا تستخدم خلال التدريبات، وأيضا خلال المباريات الرسمية، وبتقنيات متطورة وتعطينا أدق التفاصيل عن اللاعب والمنافسين، ونشكر اتحاد الكرة على تقديم بيانات تحليلية وفق برنامج "واي سكاوت"، وهناك ايضا كاميرات تصور الملعب كاملا، ولدينا جهاز يتابع تحركات لاعبينا والمنافسين، ويحلل الحالات الدفاعية والهجومية، وتكتيكنا وتكتيك االمنافسين، مزود بسماعات نتابع فيها المباريات الرسمية ونحلل مباشرة ونحول البيانات إلى معلومات يستفيد منها المدير الفني في أفكاره واستراتيجية عمله لتطوير وتحسين أداء ونتائج الفريق".
وأردف قائلا: "ولعل تتويج فريق الحسين إربد بلقب الدوري الأول والتاريخي، يعكس قيمة الجهد المبذول والفكر المنثور، والدعم المنظور من قبل إدارة النادي والجماهير من جانب، وكذلك منظومة الفريق إداريا وفنيا وجهاز طبي ولاعبين وعامل المهمات، للأمانة تعبنا إلى حد كبير، وتعرضنا للكثير من الضغوطات، ولكن توج باللقب الأهم والهدف الأسمى للجميع، وإن لم يأخذ النادي حقه بتسليط الضوء بحجم الإنجاز وتاريخته".
وحول حكاية شغفه وامتهانه لمهنة محلل الأداء، أجاب الحجوج: "أنا حاصل على بكالوريوس في تخصص آخر، لكن لدي شغف كبير بكرة القدم، ولا أنكر أن فترة "كورونا"، أتاحت الوقت للبحث والقراءة، وتجاوزت قراءتي لـ100 كتاب في تدريب كرة القدم، ولا أنكر أن الصدفة قادتني إلى تحليل الأداء، عندما كنت أقرأ مشاريع خاصة بمدربين كبار لحصولهم على درجة "البرو" في التدريب بإيطاليا، ولفت انتباهي عند قراءة أكثر من مرجع وكتاب ومشروع، ورود كلمات محلل الأداء، التي زادت من فضولي لمعرفتها، وبحثت وتسلحت بدورات متقدمة "أونلاين" ما كانت لدي القدرة المالية للحصول عليها، لولا أن فرضت تقديمها "عن بعد أزمة كورونا، ولا أنكر أنني فكرت خارج الصندوق، في تأمين مردود مادي وعمل تزداد قيمته كل لحظة، وفضلته على روتين الوظيفة العادية".
وأكمل: "بدأت متطوعا مع شباب الأردن برفقة المدير الفني وقتها وسيم البزور، وتحديدا خلال الفترة 2020 إلى حزيران (يونيو) من العام نفسه، ولمحني وقتها الكابتن جمال محمود الذي يعتمد في عمله على تحليل البيانات وتحويلها إلى معلومات، ورافقته في جهازه الفني إلى الرمثا خلال الفترة 2020 إلى نيسان (إبريل) من العام 2021، وأصبحت من وقتها ملازما له وأحد عناصر جهازه الفني، وذهبت برفقته والكابتن عصام محمود والجهاز المعاون إلى سحاب، من شهر تموز (يوليو) بالعام 2021 إلى نيسان (إبريل) من العام 2022، ولي تجارب مع المنتخبات الوطنية، ولاسيما، المنتخب الوطني الاولمبي بقيادة المدير الفني أحمد هايل، ومنتخب الشباب بقيادة المدير الفني إسلام ذيابات، والعودة إلى المنتخب الاولمبي بقيادة المدير الفني عبدالله أبوزمع، وكلها تجارب أثرت مهمتي وأعطت مردودها المطلوب مع المنتخبات خلال العام 2022، إلى أن حط الرحال بي في الحسين إربد برفقة البرتغالي موتا والوطني ثم جمال محمود، وحققنا الهدف بالتتويج التاريخي بلقب الدوري الاول للنادي، وننظر إلى ضم الثنائية من خلال مسابقة كأس الأردن التي نقف فيها في الدور ربع النهائي للموسم الحالي".
وعن سر تواجده برفقة المدير الفني جمال محمود في أكثر من مهمة فنية، بين الحجوج: "هناك حالة من الانسجام والتفاهم، والأهم إيمان الكابتن جمال محمود بالدور البارز لمحلل الأداء، وبالمناسبة الكابتن جمال شغوف بالتحليل والبيانات الفردية والجماعية، ويطالب بالتقارير اليومية في هذا الجانب، وممن ساعدوا ايضا في تثبيت أهمية محلل الأداء في الجها الفني، وللأمانة نعمل ما يقارب 3 ساعات يوميا، في التصوير وجمع البيانات الفردية والجماعية وحضور التدريبات والمباريات الرسمية، وتحليل بينات لاعبينا وكذلك المنافسين وتحويلها إلى معلومات تصاغ فيها الأفكار والتتيكات الفردية والجماعية وتحديد خيارات المهمة، صحيح بأنها شاقة يومية لكنها ممتعة لقمة التفاهم وحب العمل والنجاح ولمردودها الفني على الفريق".
وحول المعيقات التي واجهته في مسيرته كمحلل أداء، وضح الحجوج: "لعل الصعوبة كانت تتلخص في التعامل مع المسمى، فهناك من قال: "إن الكرة الأردنية لا تحتاج إلى تحليل أداء، متناسين أن تحليل الأداء ينطلق من رصد الإيجابيات والسلبيات، وكرتنا المحلية بيئة مناسبة"، وهناك من قال: "إن من الممكن الاستعاضة عن محلل الأداء، بمصور يصور التدريبات والمباريات ويقوم بتقطيعها للمدرب، وحتى المدرب نفسه من الممكن أن يقوم بذلك، ومنهم من قال: "إنها ما بطعمي خبز" تبعا لأجرها المتواضع في البدايات".
وأكمل: " كل ذلك كان يزيدني تحديا، خاصة وأن محلل الأداء يثبت نجاحاته في الأندية والمنتخبات العالمية، وغزا المنطقة العربية، ورغم أنني الأول أو الثاني الذي امتهن المهنة محليا، إلا أن مؤشر عدد محللي الأداء بارتفاع في أنديتنا المحلية، وهناك عدد من محللي الأداء المحليين يعملون في الدوريات الأروبية ولاسيما ألمانيا مثلا، وأعتقد أنني وجدت ضالتي في نادي الحسين إربد، وللحديث بقية وانتظروا الكثير من المفاجأت السارة بهذا الخصوص خلال المواسم المقبلة".