جفرا نيوز -
تبرز الجامعة الأردنية ومدرسة السلط الثانوية، كإنموذجين فارقين في سجل المنجزات الوطنية التي تحكي قصة كفاح الأردنيين وقيادتهم الهاشمية.
ويحرص جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية على ان يكون الأردن أنموذجا في التنمية بأبعادها المتعددة خاصة التعليمية في كل مراحلها، فحققت الجامعة الأردنية في عهده الميمون عدة نجاحات علمية حتى أصبحت بين أرقى الجامعات العالمية.
فمنذ إنشائها قبل 62 عاما، ترتكز الجامعة الأردنية، في أهدافها على أن المعرفة حجر أساس تقدم البشرية وتطورها، مصممة على أن تظل جامعة متميزة عالميا ومنبرا ثقافيا تربويا تنويريا.
ومضت الجامعة في التوسع في إنشاء الكليات والعمادات والمراكز العلمية والوحدات والدوائر الخدمية وإنشاء برامج تعليمية ومشاريع بحثية لخدمة قطاعات الإنتاج في المجتمعات المحلية.
ومن أبرز إنجازاتها، افتتاح فرعها في مدينة العقبة العام 2009 تلبية لحاجة منفذ الأردن البحري لنهضة تعليمية تساند التطورات التي يشهدها الثغر في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والسياحية.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، إن الجامعة تعد خزان الفكر وأم الجامعات وهي تضخ في عروق الوطن والدول الشقيقة والصديقة خريجين في مختلف التخصصات، على أعلى مستويات الكفاءة.
وأضاف أنه في هذه المسيرة تمكنت الجامعة من تحقيق إنجاز متسارع في تقدمها وسجلها بوصفها جامعة متقدمة ورائدة يفخر كل من ينتمي إليها من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة والإداريين.
وتابع موضحا: شهدت الجامعة تطورا ملحوظا في الحرم الذكي، ومواقع الإنتاج لتكون عالمية ذكية منتجة جاذبة مستقرة ماليا ومنبرا ثقافيا تنويريا على أسس مؤسسية، والمحافظة على المال العام والوقت العام والمكان العام، مشيرا إلى أن طلبة الجامعة حققوا نتائج مرموقة في مسابقات دولية، وتم تطوير البحث العلمي ودعمه بتعليمات جديدة، وكذلك التدريس، إضافة إلى نجاح التعليم الإلكتروني والإقبال الكبير على البرامج الدولية في كل التخصصات.
وبين عبيدات أن العام 2023 جاء بخير وافر، مكللا سنوات من التعب قضاها العاملون والعاملات في الجامعة بالكد ليرتفع اسم الجامعة شاهقا يمتلئ عن جنبيه بجامعات مرموقة من غرب العالم وشرقه.
وبعد أن دخلت الجامعة الأردنية تصنيف شنغهاي العالمي العام الماضي حيث صنفت فيه واحدة من أفضل 701-800 جامعة في العالم وصفها الوحيدة محليا، وواحدة من 19 جامعة عربية أدرجت ضمن هذا التصنيف، أثمر التعب قطافا أكثر نضجا مما سبقه من الأعوام، بنجاحات ابتدئت في شهر آذار الذي واصلت فيه الجامعة التقدم في تصنيف «QS Subject»، إذ دخل تخصصان جديدان التصنيف لأول مرة، وهما: علم المكتبات وإدارة المعلومات والعلوم الحياتية، كما صنفت في 4 مجالات معرفية ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، من أصل 5 مجالات معتمدة من قبل التصنيف، وتربع فيها على القمة المجال المعرفي: الهندسة والتكنولوجيا، قمة الهرم، محرزا التصنيف الأعلى بوقوعه في المرتبة 260 عالميا.
واستطرد عبيدات قائلا، إن الجامعة تقدمت أخيرا في تصنيف التايمز العالمي، فاحتلت فيه مرتبة بين أفضل 601-800 جامعة في العالم، مستمرة في موقعها الأول محليا، والـ 16عربيا.
ولكن في كل التصنيفات العالمية، لا يعني الرقم الكلي الحقيقة الكاملة، بل هي كامنة في أهدافه ومؤشراته المتشعبة، ففي التصنيف ذاته، حلت الجامعة في المرتبة 401-600 في مؤشر التصنيف الخاص بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وفي المرتبة 89 في الهدف المتعلق بجودة التعليم، وبعد أعوام من التقدم ملموس الأثر، والاعتراف تلو الآخر من التصنيفات العالمية .
وذكر ان الجامعة احتفظت بتقييم 5 نجوم لثلاثة أعوام متتالية، فأخذت الخطوة المنطقية والأكبر، بدخولها قائمة الـ500 الأفضل في تصنيف «QS» العالمي لعام 2024:
الأولى محليا و498 عالميا هذا الإنجاز الأردني، الذي يعد باستقطاب مزيد من الطلبة الدوليين، ويدلل على رقي التعليم الذي وصلت إليه الجامعة .
وبين أن الجامعة تتقدم في قائمة نخبة الجامعات العربية، وتعد واحدة من أفضل 4% من جامعات الوطن العربي، بوصفها التاسعة عربيا، وهو الإنجاز الذي شهد عليه تصنيف آخر وهو تصنيف التايمز للجامعات العربية لعام 2023، الذي أكد تقدمها 5 مراتب عربيا، واستمرارها في موقعها الأولى محليا.
وأشار رئيس الجامعة الأردنية إلى أنه في تصنيف التايمز ذاته، دخلت تخصصات تكنولوجيا المعلومات والأعمال والعلوم التربوية قائمة الـ500 الأفضل عالميا، فيما شهد تصنيف شنغهاي على خطوة كبيرة من جديد، تمثلت في وقوع تخصص التمريض ضمن أفضل 151-200 عالميا والأول محليا، وتخصصي الحاسوب والهندسة ضمن أفضل 201-300 عالميا وفي المرتبة الأولى محليا.
وقال:
بما أن التقدم يعني العناية بكل المجالات ذات الصلة، حرصت الجامعة على حضورها الرقمي، الحضور الذي يقيسه تصنيف «الويبوميتركس» الذي يهدف إلى زيادة فاعلية الجامعات على الشبكة، ويقيس مدى نشرها للأبحاث العلمية وقابلية الوصول إليها عبر أدوات «الوصول المفتوح»، وفي نسخة التصنيف الأحدث، الصادرة في شهر تموز الماضي، إذ صنفت «الأردنية» الأولى محليا، والتاسعة عربيا.
وبعد التتويج الأكبر والأهم في العام، الماثل في موقع الجامعة ضمن تصنيف «QS»، كما حصلت على عدد من الاعتمادات الدولية، ففي تشرين الثاني حصلت كلية الأعمال على شهادة الاعتماد الدولية (AACSB) بوصفها أول كلية أعمال في الجامعات الحكومية الرسمية تنال هذا الشرف.
وقبلها، في آب، شرفت كلية اللغات الأجنبية برعاية الأميرة عالية بنت الحسين لاحتفالها بحصول أربعة برامج منضوية تحتها على الاعتماد الدولي (Evalag) لست سنوات، الاعتماد الذي شمل كلا من: برنامج اللغة الإنجليزية التطبيقية وبرنامج اللغة الإنجليزية وآدابها وبرنامج اللغة الفرنسية وآدابها وبرنامج اللغتين الإسبانية والإنجليزية.
وحصل مركز الخلايا الجذعية في الجامعة على اعتمادين كبيرين، أولهما شهادة تعد أرفع اعتماد عالمي في مجال جودة المختبرات، قدمتها له كلية علم الأمراض الأمريكية CAP، وثانيهما، اعتماد الآيزو للمختبرات التشخيصية، وذلك فقا لتعليمات «إدارة إجراءات اعتماد جهات تقييم المطابقة رقم (4) لسنة 2022 ومتطلبات المواصفة الدولية الآيزو 15189:2012».
وأضاف عبيدات أن الجامعة شهدت تعديلات في تعليماتها، فأوعزت بزيادة الإنفاق على البحث العلمي، وبدء العمل على أتمتة كل العمليات المتعلقة بالشأن البحثي، وزيادة حوافز النشر، ودمج مواد الذكاء الاصطناعي حسب التخصص حيث تم تحديث زهاء 50 خطة لغاية الآن.
إضافة إلى ما سبق، وتوسيعا لرقعة التركيز، شرعت الجامعة في مشروع تطوير 500 قاعة صفية ومدرج وتجهيزها بأحدث التقنيات، لتكون مؤهلة مع نهاية العام القادم لاحتضان تعليم إلكتروني معاصر كما درج عليه الأمر في كبرى جامعات العالم. وأردف أن الجامعة وظفت الذكاء الاصطناعي في الخطط الدراسية، واعتمدت تدريس 9 ساعات في اللغة الإنجليزية و9 غيرها في اللغة عربية، و6 ساعات للمهارات الرقمية، و 9 ساعات لإعداد الطلبة لسوق العمل، ما نتج عنه ارتفاع في أعداد الطلبة الدوليين بنسبة 14%، في الوقت ذاته الذي عينت فيه الجامعة 200 عضو هيئة تدريس من حديثي التخرج، اختارت أكثرهم كفاءة، وأعلاهم تحصيلا دراسيا من أميز الجامعات على مستوى العالم.
أما مدرسة السلط فتشغل الترتيب السابع والثلاثين حسب انشاء مدارس المملكة والاولى بين المدارس الثانوية، إذ تأسست عام 1918، وابتدأ التدريس فيها عام 1919، بواقع أربع غرف صفية وكان التدريس يتم في بناء مستأجر ثم تبرع أبناء السلط بقطعة الأرض في منطقة الجادور وبوشر البناء بطابق أرضي عام 1921 تضمن 17 غرفة، واكتمل عام 1923، وتتكون المدرسة اليوم من طابقين.
وقال مدير مديرية التربية والتعليم لمنطقة السلط الدكتور حرب حجاج، إن المدرسة التي افتتحها الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين في 28 كانون الأول 1923، تخرج الفوج الاول منها عام 1925 /1926، وكان عددهم أربعة طلاب وكان المعلمون معظمهم من سوريا وفلسطين ولبنان والعراق.
وفي عهد جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، تم بناء الطابق الثاني عام 1956، وتم إنشاء مرافق للمدرسة عام 1989 من مختبرات حاسوب وعلوم والملعب في المرحلة الاولى.
وفي عام 1992 أمر جلالة الملك الراحل، بتشكيل لجنة عليا لمتابعة أمور المدرسة بإشراف الجمعية العلمية الملكية، وفي المرحلة الثالثة عام 2008 وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني أدرجت جلالة الملكة رانيا العبدالله المدرسة ضمن مبادرة مدرستي، وتم إنشاء متحف الكتاب المدرسي حينها.
وبين حجاج أن المرحلة الرابعة ابتدأت عام 2014 إذ وضعت جلالة الملكة رانيا العبدالله حجر الأساس وكانت مرحلة تطويرية تضم مختبرات حاسوب وعلوم وغرف إدارية ومرافق صحية، وإعادة تأهيل مبنى الخدمات والمسرح وتبليط المدرسة بحجر البازلت الاسود وما زالت هذه المرحلة قائمة لغاية الآن بأعمال الصيانة المستمرة وتأهيل المرافق الصحية والغرف الإدارية والصفية، حيث زادت الغرف من 4 إلى 27 غرفة إضافة إلى 4 طوابق تضم مكتبة ومختبر علوم وحاسوب، وأيضا قاعة اجتماعات ملكية خارجية وكفتيريا ومرافق صحية وما تزال المنحة الهاشمية مستمرة ليومنا هذا .
وقال إنه بمناسبة عيد الاستقلال التي تعد مدرسة السلط من شواهده على تطور المملكة، نستذكر منح المغفور له الملك الحسين بن طلال المدرسة وسام الاستقلال من الدرجة الأولى في 16 أيار 1976 .
وأوضح أن المدرسة سميت بعدة أسماء عبر تاريخها، كالمدرسة السلطانية وهو أول اسم أطلق عليها، ومدرسة السلط الأميرية، ومدرسة السلط التجهيزية، ومدرسة الحربي، والمدرسة الحزبية، ومدرسة التل، وأخيرا مدرسة السلط الثانوية وهو الاسم الذي أطلق عليها منذ عام 1938 وحتى الآن. واطلق عليها الشاعر الراحل حسني فريز لقب (أم المدارس) وهو أحد خريجي الفوج الثاني منها وأحد معلميها فيما بعد ثم مديرها، فقال: أم المدارس كم هنئت بظلها ولقنت أو لقنت حر مقال قد أنجبت في نصف قرن نخبة في ساحة الشهداء والأبطال وزاد حجاج أن المدرسة خرجت ستة رؤساء حكومات وثلاثة من قادة الجيش ومثلهم رؤساء لمجلس النواب وثلاثة من رؤساء الديوان الملكي وأكثر من 60 وزيرا.
بترا - إيمان المومني