جفرا نيوز -
تشكل إصابة لاعب الوحدات لكرة القدم بهاء فيصل وعلاقتها بأرضية الملاعب المحلية حالة فريدة، أثارت جدلا وحوارا في الوسط الرياضي خاصة بين جماهير نادي الوحدات.
وتعالت أصوات النقاش بعد أن وصلت توصية طبية من الطبيب المشرف على علاج بهاء فيصل "البوب" في عمان د. باسل عواد المتخصص في جراحة العظام والمفاصل، الذي أوصى بضرورة عدم تدرب اللاعب على ملاعب صلبة-الترتان والعشب الصناعي-، خشية تجدد الإصابة، فيما يناسبه التدريب واللعب على ملاعب العشب الطبيعي فقط.
وأثارت هذه التوصية جدلا واسعا في الشارع المحلي، في ظل شح الملاعب العشبية الرسمية أو التدريبية، خاصة في ظل نجومية اللاعب الذي طالما أبدع في الدفاع عن ألوان الوحدات وشاركه إنجازات كثيرة، وكذلك تميزه في صفوف المنتخبات الوطنية، ونادي الشمال القطري الذي قدم أروع مواسمه، وشاركه الصعود إلى دوري نجوم قطر، وسجل أهدافا لا تنسى من الذاكرة الأردنية، قبل الإصابة التي تعرض لها بالرباط الصليبي، خلال مشاركه المنتخب الوطني في مباراته أمام المغرب، ببطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2021.
ولعل تميز "البوب" وموهبته التهديفية النادرة، والتي أكدها بعد غياب لسنتين، بالتسجيل خلال مشاركته الوحدات في منافسات كأس الاتحاد الآسيوي 2023، تؤكد أن هذا الموهبة يجب أن يتوفر لها أعلى درجات الرعاية، لخدمة ناديه الوحدات والمنتخب الوطني، في الوقت الذي بقي يتردد، ما مصير "البوب" مع الوحدات في ظل ملازمته لهذه الحالة النادرة؟ وكيف سيتم التعامل مع هذه "الجزئية" على مستوى مجلس الإدارة أو الجهاز الفني، في ظل غياب اللاعب عن تدريبات فريقه الذي يتدرب على الترتان؟.
ويقول طبيب "البوب" د. باسل عواد أنه قدم توصيته الطبية بخصوص إصابة بهاء، حفاظا على سلامته و موهبته التهديفية النوعية.
وقال: الجميع يدرك القيمة النوعية لموهبة فيصل التهديفية، عبر مسيرة طويلة من التألق في صفوف الوحدات والمنتخبات الوطنية، وفي رحلته الاحترافية في الملاعب القطرية، وخضع لـ 3 عمليات كبيرة في الركبة، اثنتان في قطر وواحدة في إسبانيا، واستمر في رحلة علاج وتأهيل لمدة سنيتين قبل توقيعه مع الوحدات".
وأضاف: " وتبعا لصعوبة العمليات التي خضع لها حتى وصل إلى هذه الجهوزية، لا ندري إلى متى ستلازمه هذه الحالة النادرة، من خلال تجدد الآلام في حال لعب أو تدرب على ملاعب صلبة، وغياب تلك الآلام عندما يلعب أو يتدرب على ملاعب عشبية، وهذه مشكلة متأصلة تعاني منها الأندية والكرة الأردنية، والمتمثلة في ندرة الملاعب العشبية".
وزاد: "فيصل يحتاج للدعم والمؤازرة من ناديه وجماهيره في هذه المرحلة، منوها إلى أنه يحتاج إلى الدعم النفسي والتحفيز والتجهيز، تبعا لقيمته الفنية من أركان المهمة الوحداتية إداريا وفنيا وجماهيريا، والزج به تدريجيا بالتدريبات لدخوله فورمة الفريق.
إلى ذلك، أكد أمين سر نادي الوحدات وناطقه الإعلامي عوض الأسمر، أن فيصل يتمسك بحقيقة أن العقد شريطة المتعاقدين، مشيرا إلى أن النادي تعاقد مع اللاعب في حزيران (يونيو) العام الماضي، في عقد يمتد لعامين، حيث يتقاضى في الموسم الاول 40 ألف دينار، مقابل 75 ألف دينار في الموسم الثاني.
وأضاف الأسمر، أن اللاعب أكد عند توقيع العقد، أنه سيكون في جاهزية تامة للعودة إلى الملاعب، خلال شهر آب (أغسطس) الماضي، إلا أن ذلك لم يتحقق، حيث شارك اللاعب في 20 دقيقة أمام الكويت بمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، و25 دقيقة أمام شباب العقبة، و30 دقيقة أمام سحاب في دوري المحترفين، ثم خضع بعد ذلك لعلاج مع طبيبه الذي أوصى بتدرب اللاعب على أرضية ذات عشب طبيعي فقط، دون التدرب أو اللعب على أرضية صناعية صلبة.
وأوضح الأسمر، أن مجلس إدارة النادي، كلفه بالاجتماع مع فيصل ومناقشة حيثيات الأمر، والتوضيح للاعب بأن الفريق لا يمكنه التدرب إلا على ملاعب ذات أرضية صناعية، مضيفا: "طلبنا من فيصل تخفيض قيمة عقده خلال فترة القيد الثانية، إلا أن اللاعب أصر على التمسك بعقده الأصلي وطالب النادي بدفع كامل قيمة العقد".
ووفقا لأمين السر، فإن اللاعب يأتي إلى موعد التمارين الجماعية، دون أن يشارك فيها بناء على توصية طبيبه، الأمر الذي يصعب على الفريق الاستفادة منه، ما جعل النادي أمام خيار الاستئناس برأي دائرته القانونية وكذلك اتحاد الكرة، لحسم الجدل الدائر حول عقد اللاعب.
وأكمل الأسمر، بأن نادي الوحدات يحترم فيصل وحريص على مصلحة لاعبيه، خصوصا من أبناء النادي، بيد أن مصلحة الوحدات تبقى الأولوية الكبرى، وأن العلاقة بينه وبين أي من لاعبيه يجب أن تكون مبنية على الإنصاف دون الإخلال بحقوق الطرفين.