النسخة الكاملة

الأنوف الحمراء: رسالة تؤمن بأهمية الضحك والفكاهة والتهريج

الثلاثاء-2024-04-23 09:34 am
جفرا نيوز -
بات من المعروف استخدام العلاج بالضحك في مجال المعالجة النفسية والصحة العقلية والجسدية.هذا بالاضافة الى ان الضحك هو علاج طبيعي وممتع يمكن أن يساهم في تحسين جودة حياتنا بشكل عام.

لذا اخترنا اليوم ان نسلط الضوء على مؤسسة جعلت الضحك طريقا للأمل وسارت فيه مدعمة بالعلم وحب العطاء نحو الاطفال وكبار السن الفئات الاكثر حاجة لبث الايجابية وروح التفاؤل في اثناء تعرضهم للوعكات الصحية والحالات المرضية.

نلقي الضوء المستحق اليوم على مجموعة عاملة تميزت بأنها تؤمن بأهمية الضحك والفكاهة والتهريج في تعزيز البيئة الصحية والرفاه للمرضى الأطفال وعوائلهم وكبار السن وايضا الطاقم الطبي الذي يتعامل مع هؤلاء على حد سواء، من خلال تنفيذ برنامج الرعاية الصحية النفسية بالضحك.

بدأت رحلة مؤسسة الأنوف الحمراء في الأردن كجزء من برنامج «الأنوف الحمراء الدولي- إبتسامة طارئة» (Emergency Smile ) في عام 2014.

في ذلك الوقت، قام طاقم من المهرجين الأطباء بزيارات إلى مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين (الزعتري والأزرق والبقعة والإماراتي). وتزامن ذلك مع بدء زيارات المهرجين الأطباء بشكل منتظم إلى «مركز الحسين للسرطان» و»مستشفى أطباء بلا حدود» في عمان، حيث أصبحا فيما بعد من شركاء المؤسسة الدائمين.

ومنذ ذلك الحين، استمر فريق المهرجين بالنمو والبرامج بالتوسّع في الأردن إلى مستشفيات ومراكز جديدة حتى تم تسجيل المنظمة رسميًا في الأردن في عام 2017 ، لتصبح المنظمة الحادية عشرة لمجموعة «الأنوف الحمراء الدولية.»

مؤسسة فنية

حول الأنوف الحمراء الأردن قالت المدير الاداري دارا المدانات، ان مؤسسة الأنوف الحمراء هي مؤسسة فنية غير ربحية مسجلة لدى وزارة الثقافة تحت الرقم الوطني (2017032001) وتهدف إلى إدخال البهجة والضحك إلى قلوب من يحتاجون إلى السرور والفرح.

واضافت « نعمل في عدد من مستشفيات المملكة ومراكز الأيتام ومخيمات اللاجئين ودور المسنين على تعزيز صمود وإرادة المنتفعين وتحسين بيئة الرعاية الصحية، من خلال جلب الفكاهة والضحك عن طريق زيارات دورية لمهرجي رعاية صحية متخصصين في فن التهريج بالإضافة إلى مجموعة من ورش التمكين والتدريب للطاقم الطبي والمنتفعين».

وعن الاهداف الرئيسة لعملهم مع هذه الفئة قالت المدانات «إنّ الفرح والتعاطف الذي يجلبه المهرجون يساعد على تناسي الشعور بالخوف والألم ويوفر فسحة من الأمل ومخرجاً من ضغوطات المواقف العصيبة وبالتالي تسريع وتسهيل عملية الاستشفاء ودعم القدرة على الصمود».

وزادت «نحن حركة عالمية ذات تركيز واضح على تشجيع المزيد من الفرح والسعادة في العالم. وتقوم الأنوف الحمراء - الأردن بتنفيذ مجموعة من أنجح برامج الدعم النفسي والعاطفي للأطفال وكبار السن ممن هم بأمس الحاجة إلى الفرح في مختلف البيئات، حيث يتلقى فريقنا من المهرجين المحترفين تدريبًا مكثفاً ومستمرًا وتطويرًا مهنيًا عالي الجودة على المهارات الفنية المطلوبة وعلوم النفس والاجتماع والتواصل والرعاية الصحية السريرية والعناية التلطيفية، ذلك لضمان حصول المستفيدين على خدماتنا بأعلى مستوى ممكن من التميز والاحترافية لتعزيز مرونتهم وقوة إرادتهم».

وحاليا وبحسب المدانات تنفذ الأنوف الحمراء – الأردن خمسة برامج في أربع مدن في الأردن، حيث يتم تنفيذ برنامج الأطفال المكوّن من برنامج زيارات قسم الأطفال في المستشفيات وورش الفكاهة في الرعاية الصحية وبرنامج السيرك الضاحك عبر ثمان مستشفيات وثلاث مؤسسات اجتماعية، في حين يتم تنفيذ برنامج كبار السن في دارين للمسنين، وبرنامج شمول ودمج الأطفال ذوي طيف التوحد (قلب السيرك الأزرق) في أربع مؤسسات اجتماعية، علاوة على ذلك، يتم إجراء ورش الفكاهة في الرعاية الصحية وجلسات التفريغ النفسي من خلال الفكاهة لموظفي المؤسسات الطبية والاجتماعية بهدف زيادة الوعي حول أهمية الفكاهة وكذلك تزويد المهنيين الطبيين والأخصائيين الاجتماعيين بالمهارات والأدوات اللازمة لبناء جسور تواصل فعال مع المرضى ومن هم بحاجة خلال عملهم. تبرز الأنوف الحمراء - الأردن كواحدة من الجهات الفاعلة القليلة التي تقدم مثل هذه التدخلات التي تدعم عافية الأطفال، وتقدم بشكل حصري خدمات الدعم النفسي - العاطفي المستدامة من خلال زيارات المهرجين للمستشفيات الأردنية والمؤسسات الاجتماعية».

واوضحت ان الأنوف الحمراء - الأردن قامت خلال العام 2023 ومن خلال 11 مهرج رعاية صحية محترف بتقديم 462 زيارة استفاد منها 29,535 مستفيدًا، وذلك ضمن سعيها الدؤوب إلى توسيع تأثيرها سنويًا تماشياً مع رؤيتها بأن الضحك يبعث الأمل.

لماذا المهرجين ؟

تقول المدانات : تساهم شخصية المهرج بشكل كبير في تمكين الفئات المستضعفة، حيث يمكن للناس أن يتواصلوا بسهولة مع المهرج صاحب الشخصية المرحة والعاطفية التي تواجه باستمرار تحديات شخصية وعاطفية، والقوة الحقيقية للمهرج تكمن في قدرته على التعامل بنجاح مع الإخفاقات وتحويلها إلى انتصارات شخصية. من خلال تحويل الجوانب الضعيفة إلى جوانب قوية، يقدم مهرج الرعاية الصحية أدوات أساسية للمساعدة في حل المشكلات والقبول والتكيف، وهذه كلها عناصر حيوية مطلوبة لتمكين الناس ومساعدتهم على إدارة ظروفهم اللحظية».

الامل بضحكة وهؤلاء من تقدم لهم

مسؤول التواصل في مؤسسة الانوف الحمراء الاردن هاشم العيسمي اوضح خلال حديثه مع «الدستور» ان اختيار الاطفال وكبار السن ليزورهم الفريق جاء بناء على نتائج دراسات بحثية والعديد من التجارب التي دعمت ان الاطفال وكبار السن الذين يتلقون زيارة المهرج لديهم قدر أقل من القلق والخوف، ويشعرون بمقدار أقل من الألم والوحدة أثناء تنفيذ إجراءات الاستشفاء القاسية، كما يظهرون مستويات أعلى من العافية حيث أن الفرح والتعاطف الذي يجلبه المهرجون فسحة من الأمل ومخرجاً من ضغوطات المواقف العصيبة وبالتالي تسريع وتسهيل عملية الاستشفاء ودعم القدرة على الصمود.

زيارات دورية للمسنين واغان

وعن برامج تتبعها المؤسسة قال العيسمي ان المؤسسة تطبق برنامج كبار السن في دور المسنين التابعة لوزارة التنمية من خلال إجراء زيارات فردية للمسنين، حيث تكون الحاجة إليها في أعلى مستوياتها، وتساهم زيارات المهرج الأسبوعية المنتظمة التي تقوم بها الأنوف الحمراء في تحسين نوعية حياة كبار السن حيث يلتقي المهرجون بكبار السن بشكل فردي بجانب فراشهم -باحترام وتعاطف- يدمجون تاريخهم الشخصي وينشطون جميع حواسهم؛ وهذا يعني غناء الأغاني معًا، تذكر الروائح المألوفة، مشاركة وصفات الطعام، والتواصل مع ذكريات «سنواتهم الذهبية». نعمل من خلال هذا البرنامج على التواصل بشكل تفاعلي مع كبار السن، بإشراك كبار السن في مجموعة متنوعة من الأنشطة يكشف المهرجون عن قدرات منسية منذ زمن طويل ويخلقون شعورًا بالانتماء لديهم، ويعززون بناء الجسور إلى حيوية عالم الشّباب فمن خلال جلب روح الفكاهة يقوم المهرجون الطبيين بتنشيط ذكريات جميلة عند كبار السن، لذلك فإن هذا البرنامج الذي يُطبقه المهرجون المختصون يدعم ويساند بشكل مباشر مرضى كبار السّن الذين يعانون من مرض الزهايمر والاكتئاب والأمراض المزمنة.

لاصحاب المواهب .. يمكنكم التطوع

وعن برامج الأطفال قال ان هناك برنامج زيارات أقسام الأطفال في ثمانية مستشفيات محلية، من خلال زيارات منتظمة يقوم بها مهرجو الرعاية الصحية إلى أقسام الأطفال في المستشفى بشكل دوري أسبوعي.

يقول «عندما يظهر المهرجون في أجنحة الأطفال في المستشفى الذي نزوره يمتلئ الهواء بالمرح والموسيقى والرقص والضحك. إن الفرح والتعاطف الذي يجلبه المهرجون يجعل الخوف والألم ينسى بسرعة، وبالتالي يتم تشتيت انتباه الطفل، ويكون قادرًا على الانفصال عن الموقف العصيب الذي يواجهه ويعيد الاتصال بمشاعر الطفولة الممتعة والبيئة السعيدة التي يجلبها المهرجون، مما يساعد في تعزيز صمودهم وقدرتهم على تخطي التحديات والمصاعب وضغوطات عملية الاستشفاء العصيبة ويوفر لهم فسحة من الأمل والسعادة».

ويؤكد ان باب التطوع للصبايا ، والشباب ممن يتمتعون بروح الفكاهة ، ويمتلكون المواهب الفنية كالموسيقى والعزف والغناء والتمثيل، ويرغبون بالعمل الإنساني ، ولديهم القدرة على العمل مع الأطفال وكبار السن في بيئات مختلفة ، موضع ترحيب في المؤسسة.


الدستور - رنا حداد