جفرا نيوز -
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن أكثر من 100 مجندة إسرائيلية رفضن العمل في وحدة المراقبة بالجيش، إثر صدمة هجوم "حماس" على قواعد عسكرية محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الصحيفة ذكرت أنه "بعد مرور نصف عام على اندلاع الحرب، لا يزال جيش الاحتلال يواجه صعوبة في إعادة تأهيل الشابات القادرات على العمل مراقبات بعد صدمة 7 أكتوبر".
كما لفتت إلى أن "هذه هي الدورة الثالثة على التوالي منذ اندلاع الحرب التي يتم فيها تجنيد عدد كبير من النساء ويرفضن ترك قواعدهن للخدمة في الوحدة المهمة (للمراقبة)".
وبشكل عام يعمل عدد من المجندات في مراقبة الحدود من شاشات تستقبل الصور المباشرة من كاميرات وطائرات بدون طيار على مدار الساعة.
وقالت الصحيفة: "من بين المجندات البالغ عددهن 346 هذا الأسبوع، رفض نصفهن في البداية الذهاب إلى قاعدة التدريب، وقال الجيش إن العدد المحدث صباح اليوم الخميس، يقدر بنحو 116، أي نحو 30% من إجمالي عدد المجندات".
إضافة إلى ذلك، أوضحت أنه "من غير المتوقع أن يتم سجن المجندات اللواتي يرفضن ذلك، لكن سيتم نقل بعضهن، على الأرجح غداً إلى مركز الاحتجاز في قاعدة الاستقبال والفرز في تل هاشومير (وسط)، أو سيتم تعيينهن في مواقع أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن "معظم حالات الرفض تتراوح بين أسباب الخوف من العمل في دور مختلف، منذ اختطاف أو قتل عشرات المراقبات من فرقة غزة على يد عناصر النخبة (الوحدة الخاصة في حماس) في 7 أكتوبر، وصعوبة النظر إلى الشاشة لمدة أربع ساعات متتالية من العمل، وقلة المعرفة بالمهمة".
ولفتت إلى أن المسؤولين أوضحوا للمجندات أنه "من المتوقع أن يحصلن على أسلحة شخصية أثناء خدمتهن، على عكس الماضي".
"الأمر مخيف للغاية"
في سياق متصل قالت المجندة الإسرائيلية رومي فيشر، التي حضرت إلى مركز تجنيد في وسط إسرائيل هذا الأسبوع بعد تلقّي استدعاء: "الأمر مخيف للغاية، ما حدث لهن (المجندات اللواتي قتلن على الحدود) يمكن أن يحدث لي"، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2024.
وقالت فيشر إنَّها لن تتخذ قرارها بركوب الحافلة التي ستنقلها إلى القاعدة العسكرية من عدمه إلا في اللحظة الأخيرة. وصرَّحت للتلفزيون الإسرائيلي: "كلنا خائفات، ولا تريد أيٌّ منا فعل هذا فعلاً".
فيما قالت المجندة إيزابيلا، التي كانت في قاعدة عسكرية تقع أقصى شمال غزة حين خرج نحو 6 من ضفادع حماس البشرية من زوارقهم وحطوا على أرض إسرائيل: "في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، توقفت 4 من كاميراتنا في الميدان عن العمل، ثُم انقطعت كل الكهرباء في القاعدة، ثُمَّ توقفت هواتفنا عن العمل".
وأضافت: "ذهبت الفتيات جميعاً إلى مركز القيادة وأغلقن الباب. وأُبلِغنا بألا نفتحه تحت أي ظرف".
كانت جنديات المراقبة تحذر طوال أسابيع، إن لم يكن شهور، من نشاط غير معتاد لحماس عند السياج الحدودي، بما في ذلك التدريب على السيطرة على نقطة مراقبة، وفقاً للصحيفة البريطانية.
من جانبهم تقول النساء في قاعدة "يفتاح" العسكرية إنَّ بروتوكولاتهن كلها تغيَّرت منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع أنَّ العديد من جنود الاحتياط الذكور الذين أُرسِلوا كتعزيزات قد عادوا إلى منازلهم في الأشهر الأخيرة.
إلى ذلك قالت أيالا (20 عاماً): "كل شيء تغيَّر"، مضيفةً أن تعليمات إطلاق النار تغيَّرت أيضاً.
بينما قالت ليات، والدة مجندة جديدة أُرسِلَت إلى الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث تراقب جنديات المراقبة الإسرائيليات أي عملية تسلل من جانب حزب الله وقوة النخبة لديه، قوة الرضوان: "آمل أن يكون الجيش تعلَّم الدرس. إنَّنا نرسل أبناءنا إلى هذه المهمة بقلب مُثقَل وليس برضا كامل".
لكن على الحدود، لا يزال سكان غزة يقتربون من السياج، والمتفجرات غير المنفجرة مُلقاة لا تتحرك، ولا تزال نقاط تفتيش الجيش، بما في ذلك معبر إيرز، في حالة يُرثى لها في ظل عدم وجود خطط معتمدة لتجديدها.
فقالت أيالا: "دورنا الأول والأساسي هو الإبلاغ. ولا يوجد الكثير للإبلاغ عنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكنَّ الناس لا تزال تأتي لعبور السياج أحياناً. لا يوجد الكثير جداً من هذا، لكن الناس لا تزال تعبر السياج، الفقراء والفلاحين الذين ليس لديهم ما يأكلونه ويأتون لجمع الخيار من الحقول، لكن ليس كما كانوا معتادين في السابق".
وأضافت: "نُبلِّغ حين يأتون، لكن ما زلنا نعتمد على قوات القيادة لتقرير إطلاق طلقات تحذيرية من عدمه".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية في غزة عملية عسكرية سمّتها "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وشمل الهجوم استهداف مقر "فرقة غزة" التابعة للجيش الإسرائيلي في غلاف القطاع حيث تتواجد فرق المراقبة.