جفرا نيوز -
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الاثنين8 نيسان /أبريل الجاري، تحليلا قالت فيه إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب قواته من خان يونس جنوب قطاع غزة ليلة السبت دون تحقيق أهدافه الأساسية، وأكدت أن النصر الذي يسعى إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس قريبا كما يصفه.
وأضافت الصحيفة أن الجنود الإسرائيليين يغادرون الجزء الجنوبي من غزة، وإسرائيل ليست أقرب بكثير من تحقيق أهداف الحرب، ويجب عليها الآن مواجهة المزيد من الاعتراضات من الغرب.
وبحسب الصحيفة، لم يعد لدى الجيش الإسرائيلي أي قوات برية في جنوب قطاع غزة. ولا يزال أحد فرق اللواء القتالية في الممر الذي يفصل شمال غزة عن جنوب غزة. وهناك عدد قليل من الألوية الأخرى المتمركزة خارج غزة وستدخل حسب الحاجة.
ويسلط الجيش الإسرائيلي، ونتنياهو، الضوء الآن على إنجازات حملة خان يونس متمثلة -كما يزعمون- بتدمير جزء كبير من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تلك المنطقة، وهو ما أسفر عن مقتل الآلاف من أعضاء حماس وضرب مواقع القيادة. ويتزامن هذا مع نشر إحصاءات للأشهر الستة الأولى من الحرب. (يعتقد الجيش أنه قتل حوالي 12 ألف مسلح، وهو ما يبدو مبالغا فيه).
السنوار والضيف
وتشير الصحيفة إلى أنه حتى الآن، لم يتحقق الهدفان الرئيسيان لعملية خان يونس. ولا يزال اثنان من كبار مسؤولي حماس في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، طليقين. كما لم يحدث أي انفراج في استعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة، باستثناء إنقاذ اثنين منهم في رفح قبل شهرين.
وتقول الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي والشاباك وجدا أنفاقا اختبأ فيها السنوار أثناء الحرب. وفي تلك الأنفاق وجدوا مراكز قيادة حماس، ووثائق السنوار الشخصية والعتاد. ومنذ ذلك الحين، يبدو أنه كان يتحرك بين مخابئ أخرى في مجمعه العميق تحت أرض خان يونس، وفق الصحيفة.
وترى الصحيفة أنه لا يزال من الممكن أن يكون هناك اختراق في إنقاذ المحتجزين في غزة، لكن يجب إخبار الجمهور بالحقيقة، وهي أن قدرات حماس العسكرية والحكومية تتدهور تدريجيا، لكن الحركة ليست على وشك الهزيمة. "نحن لسنا على بعد خطوة واحدة من النصر”، كما ادعى نتنياهو مرة أخرى الأحد الماضي بدون أي أساس في الواقع، وهو ما أثار استياء الضباط والجنود الذين، بغض النظر عن آرائهم السياسية، يمكنهم اكتشاف الخداع، وفق قول الصحيفة.
3 سيناريوهات
أين نذهب من هنا؟ هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: الأول، مزيد من التصعيد مع إيران وحزب الله بسبب رد طهران على اغتيال قادة ومستشارين في الحرس الثوري الإيراني. ثانيا، تقدم غير متوقع في المفاوضات مع حماس بشأن صفقة الرهائن، ثالثا، عملية عسكرية جديدة في رفح (أو، بدلا من ذلك، في بعض مخيمات اللاجئين وسط غزة).
إلى جانب النصر الكامل ، وعد نتنياهو مرارا بغزو رفح. وقد تم بالفعل إجراء الاستعدادات الأولية لهذا الأمر ، ولكنه سيتطلب حشد القوات في جنوب غزة مرة أخرى ، وقبل كل شيء ، استكمال خطة لإجلاء العدد الهائل من المدنيين ، حوالي 1.4 مليون شخص ، المكتظين الآن في المدينة.
وخلال النصف الأخير من العام ، أخلت القوات الإسرائيلية قسرا معظم سكان شمال غزة ، ثم خان يونس جنوبا. إن انسحابها من خان يونس سيمكن المدنيين من التحرك شمالا مرة أخرى إلى تلك المدينة. ومع ذلك ، لا يبدو أن إسرائيل تأخذ التغيير في المواقف الغربية تجاه غزو محتمل لرفح على محمل الجد. لم تعد إدارة بايدن تتردد في التعبير علنا عن معارضتها.
خلال الأسبوعين الماضيين ، تحدث مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار عن خطط الجيش الإسرائيلي بشأن رفح. تمت مناقشة التفاهمات المحتملة في محادثة مع وزير الدفاع يوآف غالانت.
وتقول هآرتس إن اعتراضات الغرب لا تنبع فقط من المخاوف بشأن سكان رفح. هناك أيضا انتقادات متزايدة لسياسة المساعدات الإنسانية الإسرائيلية والضرر الذي تسببه لسكان غزة. في حين تنفي إسرائيل رسميا وجود مجاعة في غزة ، فإن المجتمع الدولي يزداد قلقا.
وستؤدي الضربة التي شنتها طائرة بدون طيار الأسبوع الماضي على قافلة إغاثة تابعة لمنظمة المطبخ العالمي المركزي، مما أسفر عن مقتل سبعة موظفين أجانب، إلى مزيد من الضغط على إسرائيل لإزالة العقبات التي تحول دون توزيع المساعدات. بمجرد الانتهاء من بناء الرصيف الأميركي جنوب مدينة غزة ، فإن الخطة هي إرسال ما يقرب من 2 مليون وجبة يوميا إلى غزة عبر هذا الطريق.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
الجزيرة