جفرا نيوز -
محمود كريشان
ما زال أبناء أحمد عبدالله محمد المهر «أبو عبدالله» المتوفى منذ سنوات يرفضون بيع سيارة والدهم المرسيدس من نوع (18 ـ ل) موديل 1958م، وتعد السيارة أقدم سيارات في الأردن تسير في شوارع مدينة السلط الأردنية التي يحمل الكثير من المواطنين وخاصة في مدينة السلط ذكريات كثيرة معها، كونها كانت تعمل في النقل العمومي لأكثر من أربعين عاما، وإشترى المرحوم أبو عبدالله السلطي السيارة بمبلغ ضخم في عام 1958 من شركة مرسيدس بمبلغ ألف دولار، وعملت السيارة 46 عاما على خطوط مختلفة، أولها كانت على خط السلط ـ الغور ـ نابلس من الفترة بين عامي 1958 إلى عام 1967، وبعد النكبة انتقلت للعمل على خط السلط ـ الشونة الجنوبية ـ الغور الجنوبي بين عامي 1967 إلى عام 2003م، مشيرا إلى أن أول أجرة تقاضاها سائقها كانت قرش ونصف وآخر أجرة هي 25 قرشا، حيث يقول فارس الإبن الأصغر للمرحوم وهو مالك المركبة إن السيارة تتسع لستة ركاب وتم ترخيصها في عمان ورقمها القديم هو 1050.
وتعمل السيارة على الكاز والديزل وقد تم الاحتفاظ بقطعها الأصلية على مدى السنوات الماضية في منزل العائلة ولكن لا يتوافر منها الآن أية قطع في السوق المحلية، إلا من خلال مراسلة الشركة الصانعة في بلد المنشأ يتم إرسال بعض القطع بتكاليف باهظة.
وعلى حد قول فارس نقلا عن والده فلم تتعرض السيارة لأي حادث، وذلك لكون أقصى سرعة فيها هي 140 كلم ـ ساعة، ولكن لا تصل في العادة إلى هذه السرعة، فيما عدادها يصل إلى 20 ألف ثم يصفّر أوتوماتيكيا.
ولا ينوي فارس بيع السيارة، رغم كل العروض المغرية التي تنهال عليه لشرائها، كونها بالنسبة له لا تقدر بثمن لأنها تحمل ذكريات المرحوم والده الذي اعتنى بها طيلة هذه المدة.
وتمت الاستعانة بالسيارة لتصوير بعض المسلسلات التلفزيونية كمسلسل «السلطانة» الذي تم إنتاجه في الأردن وبعض حلقات مسلسل «حارة أبو عواد»، كما شاركت السيارة في معرض السيارات الكلاسيكية الذي تم تنظيمه في منطقة البحر الميت قبل عدة سنوات. ولكن أهم من كل ذلك أنها ما زالت حتى اليوم تجوب الشوارع.
Krshan35@yahoo.com