جفرا نيوز -
اعتبر العديد من المُحللين والخبراء في تل أبيب أنّ قُتل القائد في الحرس الثوري الإيرانيّ، العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في هجومٍ إسرائيليٍّ استهدف مبنى القنصلية الإيرانيّة في ريف العاصمة السورية دمشق، اعتبروا أنّ هذه العملية رفعت حالة التوتر بين حزب الله ودولة الاحتلال، وبات السؤال المُلّح متى ستندلع الحرب أكثر إلحاحًا، حيث أكّد المحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ العملية، التي لم تتبناها إسرائيل رسميًا، تعتبر تصعيدًا وتحديًا لكلٍّ من إيران وحزب الله، على حدّ تعبيره.
وفي السياق، قصفٌ مكثّفٌ من حزب الله على عمق دولة الاحتلال بمعدّل خمسة آلاف صاروخٍ في اليوم، سيؤدّي إلى إعطاب البنية التحتيّة للكهرباء، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ حركة المواصلات البحريّة والجويّة من وإلى تل أبيب ستتوقّف نهائيًا، هذا هو السيناريو الذي كشفه رئيس سلطة الطوارئ الإسرائيليّة، وهي تابعة لوزارة أمن الكيان، في اجتماعٍ خاصٍّ وسريٍّ مع أصحاب الشركات في دولة الاحتلال، وفق ما كشفت عنه النقاب صحيفة (كالكاليست) العبريّة.
وبحسب المسؤول الإسرائيليّ، الجنرال يورام لاردو، فإنّ الدولة العبريّة قامت بشراء موادٍّ أساسيّةٍ للغذاء والدواء بقيمة ملياريْ شيكل إسرائيليّ، (500 مليون دولار)، وهو مبلغ غير مسبوقٍ، وذلك في إطار استعداداتها لنشوب حربٍ شاملةٍ مع حزب الله. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الاجتماع المذكور عُقِد ضمن استعدادات الصناعيين في الكيان لمُواجهة الحرب ضدّ المنظمة اللبنانيّة.
وأوضحت الصحيفة العبريّة في تقريرها الحصريّ أنّ الجنرال لاردو امتنع عن كشف الاحتياطات التي تملكها إسرائيل، ولكنّه قال أنّ هذه الاحتياطات مهّمة جدًا لمحاولة ضمان استمرار الحياة اليوميّة في الأسواق الإسرائيليّة، إذْ أنّ القصف الكثيف الذي سيتعرّض له العمق الإسرائيليّ من قبل حزب الله، سيكون مؤلمًا وقاسيًا جدًا، كما أنّ السفن المحملّة بالبضائع والقادمة إلى إسرائيل لإفراغ حمولاتها ستتوقّف، علمًا أنّ 90 بالمائة من الاستيراد الإسرائيليّ يعتمد على النقل البحريّ.
وشدّدّ الجنرال لاردو على أنّ حماس لم يُشكِّل تهديدًا عميقًا على حريّة نقل واستيراد البضائع عن طريق الموانئ، ولكن في حال اندلاع الحرب مع حزب الله سيكون الوضع مختلفًا بالمرّة، إذْ أنّ سقوط خمسة آلاف صاروخ يوميًا على إسرائيل سيؤدّي للقضاء على قوّة الطاقة الإسرائيليّة، الأمر الذي سينتج عنه دخول الكيان إلى حالةٍ من الظلام الدامس تستمّر من يومٍ حتى يوميْن، وفي مناطق أخرى قد تستمّر عدّة أشهرٍ، دون أنْ يُفصِح عن اسم المناطق، طبقًا لأقواله.
من ناحيته، أضافت الصحيفة العبريّة، قال مدير شركة الكهرباء الإسرائيليّة، إنّه في الحرب القادمة مع حزب الله ستشهد إسرائيل انقطاعات كثيرة وكبيرة في الكهرباء، ولا يُمكننا التعهد بتزويد الكهرباء كما هو الحال الآن، على حدّ تعبيره.
وطبقًا لأقواله، فإنّ التأثر المباشر لحرب الشمال سيكون على التزوّد بالغاز الطبيعيّ، لأنّ 70 بالمائة من الكهرباء في إسرائيل يعتمد على الغاز، مُشدّدًّا على أنّ منصّات الغاز التي تعتمد عليها إسرائيل لإنتاج الكهرباء ستتوقّف تمامًا عن العمل، وستنتقل إسرائيل إلى العمل اعتمادًا على موادٍ أخرى، مُضيفًا أنّ تقديرات شركة الكهرباء تؤكّد دخول إسرائيل كلّها 11 مرّةٍ إلى حالةٍ من الظلام الدامس بسبب الحرب، ناهيك عن استمرار انقطاع الكهرباء لفتراتٍ زمنيّةٍ طويلةٍ في مناطق معينّةٍ، وأكّد أنّ انقطاع التيّار الكهرباء سيكون ما بين أربع حتى ست ساعات يوميًا.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، وعلى ضوء استمرار تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل بشكلٍ يوميٍّ منذ قرابة النصف سنة، أشار الجنرال لاردو إلى أنّ الحرب مع حزب الله ستندلع بشكلٍ مفاجئٍ، إنْ كان بسبب هجوم لإسرائيل أوْ من قبل حزب الله، لافتًا إلى أنّ وزير الأمن يوآف غالانط، كان قد قال إنّ إسرائيل ستضرب بيروت، و”أنتم ستعرفون أنّ الحرب اندلعت عندما تستيقظون في الصباح أوْ خلال يومٍ عاديٍّ”، وأضاف أنّ الأكثرية الساحقة من الصواريخ التي ستسقط على إسرائيل ستكون
على حيفا وجميع المدن والمستوطنات والقرى الواقعة في شمال إسرائيل، على حدّ تعبيره.
وكان اللواء المتقاعد يتسحاق بريك قد قال إنّه قبل أنْ تتحوّل الحرب القادِمة لحربٍ إقليميّةٍ فإنّه يجِب التوقّف عند المواجهة أولاً على الجبهة الشماليّة ضدّ حزب الله، مشيرًا إلى أنّه بحسب قائد اللواء الشماليّ بالجيش، فإنّه يوميًا ستسقط على إسرائيل خمسة آلاف قذيفة وصاروخ، وذلك في الأيّام الأولى فقط من الحرب، أيْ أنّ الموجة الأولى من الصواريخ باليوم الأوّل ستكون أكثر من كلّ الصواريخ التي أطلقها حزب الله في حرب لبنان الثانية صيف العام 2006 والتي استمرّت 34 يومًا، كما قال.
وشدّدّ على أنّ خطة (حزب الله) تقضي باستغلال قصفه إسرائيل بشكلٍ مكثّفٍ كي يدفع بوحدة النخبة (الرضوان)، التي يصل تعداد أفرادها بحسبه إلى حوالي عشرة آلاف مقاتل، من الكوماندوز، المُدّربون جيّدًا والذين يحملون الأسلحة المتطورّة والفتاكّة، حيث سيعبرون الحدود عن طريق البرّ، بهدف السيطرة على عددٍ من المُستوطنات الإسرائيليّة في الشمال، والتوقّف عند هذا الحدّ والبدء بمفاوضاتٍ.
وكالات