عجائب في جامعة اليرموك
الثلاثاء-2012-10-09 01:39 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حسن حسنين
لقد كثر الحديث في الاونة الاخيرة عما يجري في الجامعة من احداث سواء على مستوى الطلبة او العاملين او البرامج المطروحةاو غير ذلك, وبالكاد تكاد تخلو الصحف الالكترونيه من اشارة يوميه الى الجامعة ما اضاء منها وما اظلم وان كان الغالب عليها ان شاء الله الخير والنماء والعطاء , ولا تكاد تخلو اية مسيرة من الكدر لان ذلك من طبيعة واحوال البشر .
واريد الحديث في هذه العجاله عن امرين احدهما مضى ومازال يلقي بظلاله على الجامعه , والاخر مازال مخيما ينتظر الامر بالرحيل , اما الاول ففي عهد احد الرؤساء السابقين كان الميل والتوجه الى عدم تعيين حملة الدكتوراه المتخرجين من الجامعه واشتراط ان يكون عضو هيئة التدريس خريج الجامعات الامريكيه والبريطانيه, حتى انه بلغ الامر بهذا الرئيس ان اوفد احد اعضاء هيئة التدريس وكان يحمل درجة الدكتوراه من احدى الدول العربيه للحصول على نفس الدرجه من احدى الجامعات البريطانيه في تخصص الاسلاميات مكلفا الجامعه زهاء خمسين الف دينار على اقل تقدير.
ومثل ذلك ماجاء في احد حلقات مسلسل مرايا عندما كان ياسر العظمه عندما يرغب في تناول الحلاوه كان يطلب من عامله ان يحضرها من انتاج غير مصنعه لمعرفته بما ارتكب من غش في انتاجه , ونعوذ بالله ان تكون جامعة اليرموك كذلك.
جميل ان نحترم الدول التي احتلتنا او وضعتنا تحت الانتداب او مازالت تدعم وتساند في احتلال جزء مقدس من ارضنا ولكن الاجمل من ذلك ان نعترف بانفسنا قبل كل شئ.
وبقي الامر على حاله الى ان انتهى عمل الرئيس, وجاء رئيس اخر وبفضل الواسطات والمحسوبيات تم التغلب على هذا الميل وتم تعيين بعض خريجي الجامعه اعضاء هيئة تدريس فيها وان كان هناك اولوية لتعيين خريجي تلك الجامعات, فرب ضارة نافعه ولعل ذلك احدى فوائد الواسطات الوطنيه .
وقد يعود الامر الى ان معظم المتنفذين في الجامعات هم من خريجي تلك الدول فهم يحبذون نظراءهم ولوكان على حساب الجامعة والاهل والوطن . ولعل من العدل ان يكون التمييز على اساس الكفاءة والاقتدار وليس على اساس بلد التخرج.
اما الامر الثاني والذي ما زال مخيما على بعض العاملين في الجامعه هو ان الرئيس الراحل قد بادر مشكورا الى تعيين ابناء العاملين الذين يقدمون استقالاتهم ممن لا تزيد اعمارهم عن(58) عاما في الجامعه وان تم تجاوز هذا القيد لبعض المعارف والمحاسيب , الا ان هذا ليس بيت القصيد, ففي ظاهر هذا الامر فوائد ماديه ومعنويه للجامعه
اولها ان الجامعه استبدلت شيوخا بشباب وثانيها الوفر المادي فالوالد المستقيل من الجامعه في سن (58) وفر على الجامعه راتب (24) شهرا بالاضافه الى راتب (6) مكافاة نهاية خدمه بما مجموعه راتب(30) شهر وبحسبه بسيطه يكون مجموع الوفر بالمتوسط 30* 700= 21000 دينار مقابل تعيين ابنه براتب بالمتوسط 300 دينار وبمعنى اخر فان اي اب مستقيل تحمل راتب ابنه لخمسة سنوات على الاقل . هذا كله للايضاح ولكن المشكله والطامه ما تعمده هذا الرئيس سواء برايه او باستشارة البطانه هو تعيين البكالوريوس بتقدير جيد على اساس درجة البكالوريوس وبراتب بداية الدرجه الرابعه وتعيين حملة درجة البكالوريوس من نفس الجامعه بتقدير مقبول على اساس الثانويه العامه وبراتب بداية الدرجه السادسه وبفارق عشر سنوات عن نظيره من حملة نفس المؤهل بتقدير جيد , ومرة اخرى لم تعترف الجامعة بمؤهلاتها . ولمزيد من الايضاح فشخص معدله (67.9) مثلا وتقديره مقبول يعين براتب بداية الدرجه السادسه وآخر معدله( 68) وتقديره جيد براتب الدرجه الرابعه بفارق عشر سنوات خدمه فلا ادري ما الذي استفاده صاحب التقدير المقبول من شهادته الجامعيه في جامعته مع ان نظام الموظفين في الجامعه لم ينص على التقدير في التعيين في الوظائف الاداريه والفنيه والخدميه وان كانت هناك تعليمات نصت على تقدير جيد بالنسبة للوظائف الاكاديميه ولمن يرغب بمتابعة دراسته العليا. علما بان هذه الفئه قد عينت بسبب استقالة ابائهم تحقيقا للوفر ولرفد الجامعه بروح الشباب . فاي روح للشباب ابقت الجامعه في ظل هذا التمييز الذي لايقبله العقل السليم وان كان قد قبل به المعينون في ضوء غياب الفرص اذعانا وتسليما لا طوعا واختيارا وكما قيل في المثل الشعبي (من اجبرك على المر قال ماهو امر منه ) فمن غير المعقول او المقبول ان لا تعترف الجامعة بشهاداتها بسبب التقدير.
ويحضرني في هذا المجال ما صرح به احد المسؤولين على شاشة التلفاز في شحنة القمح التي وردت الى البلد بان نسبة السوس والقوارض اقل من 5% فهي اذن صالحه للاستهلاك البشري كما انه دوليا اذا كانت نسبة الخطا والتزوير في الانتخابات مثلا في حدود خمسه بالالف فهي نزيهه , فلماذا لا تعتمد الجامعه تحقيقا للعدل والانصاف وتجنبا للجور والظلم هامشا للخطا بنسبة 5% على التقدير خاصة ان مثل هذا الهامش ينجم غالبا وكما يعلم الجميع عن التمايز بين اعضاء هيئة التدريس فهم ليسوا سواء او نتيجة تساهل بعض المدرسين في التقييم وتطرف وتشدد اخرين او نتيجة الواسطات وقد يلاحظ ذلك اثناء عملية التسجيل باقبال الطلاب الشديد على مدرسين دون غيرهم.
والخلاصه في هذه القضيه ان عمرالانسان كما قال عليه السلام ( اعمار امتي ما بين الستين والسبعين وما زاد عن ذلك فهو بركه) تم تاتي ادارة الجامعه بقراراتها المجحفه وتمزح بعشر سنوات من عمر الموظف بسبب علامه او اعشار العلامه في التقدير , فهذا ظلم وغبن وجور يستوجب اعادة النظر والدراسة والتعديل, ولو كنت مكان رئيس الجامعه لا سمح الله فمبارك له ذلك لجعلت راتب من استحق التثبيت منهم راتب بداية الرابعه وبذلك يكون قد خسر الموظف ذو التقدير المقبول اقدمية اربع سنوات بالاقدميه عن نظيره صاحب التقدير الجيد , وهذا عقاب كاف لعدم الجد والاجتهاد في الدراسه
وختاما ارجو من عطوفة رئيس الجامعه وهو على ما اظن اهل للعدل والحسنى اعادة النظر في هذا الموضوع احقاقا للحق ودفعا للظلم الذي لا يولد الا حقدا وضغينه وعدم انتماء للوظيفة والوطن , والله من وراء القصد

