جفرا نيوز -
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على حفلات الطلاق والخلع بين مؤيد ورافض، حيث شهدت في الآونة الأخيرة مبالغة في هذه الحفلات، مما جعلها حديث التواصل الاجتماعي في السعودية، وهل هذه الاحتفالات تعبير عن الفرح أو كرد اعتبار؟
وأظهرت عدة فيديوهات نساء يحتفلن بهذه المناسبة، وسط الصديقات والأهل وكأنهن يردن إيصال رسالة لأحدهم، خاصة إذا تطورت الحفلة وأصبحت على مرأى ومسمع وسائل التواصل الاجتماعي.
في هذا الشأن، استطلعت قناة العربية رأي مختصين في الطب النفسي والاجتماعي والسلوكي، فذكر الاستشاري النفسي والاجتماعي أحمد النجار، أن الطلاق أو الخُلع، هما حلان يلجأ إليهما أحد الزوجين عندما يشعران أنهما استنفدا كل الحلول الممكنة، ولم تبق أمامهما أي طرق أخرى، وهو بذلك خيار منطقي وصحي بدل الاستمرار في علاقة مؤذية تؤثر سلباً على الطرفين وعلى الأبناء إن كان بينهما أبناء، ولو تفهم الزوجان ذلك وتعاملا برقي ووعي مع هذا الخيار فستمر الأمور بسلام، بل قد يتمكنان من إدارة حياة أبنائهما بعد الانفصال بنجاح.
ردة فعل غير منضبطة
كما أضاف "لكن الذي يحدث أن الانفصال بالطلاق أو الخلع يتحول إلى حرب مؤلمة مؤذية مُرهقة، كلها عناد وتحدٍ ومكابرة وتعمد إيذاء قدر المستطاع، وعندها يتحول الانتصار في هذه المعركة إلى هدف بحد ذاته، وبعدها تظهر بعض المظاهر من الاحتفال بأشكال مختلفة!".
وتابع النجار حديثه أن حقيقة الاحتفال بعد هذه الحرب هو ردة فعل غير منضبطة، وكذلك غير صحيحة، وسواءً كان الاحتفال لإظهار الفرحة أو لرد الاعتبار أو لإيصال رسالة للشريك السابق، أياً كان مضمونها، فذلك الاحتفال -في نظري- مرفوض أياً كانت أسبابه، فلو كان فرحاً فإظهار الحمد والشكر لله أكثر عقلانية واتزاناً، وإن كان رد اعتبار، فهل في الاحتفال وما فيه من رسالة رد اعتبار من أي نوع، مبيناً أن رد الاعتبار يكون بتجاوز الأمر، والتخطيط لحياة جديدة نتجنب فيها أخطاء التجربة السابقة لتنجح ويكون نجاحها هو فعلاً أفضل رد.
عادة مستحدثة
من جانبه، بين الدكتور ماجد قنش، استشاري علم النفس السلوكي، أن الاحتفال بالطلاق كما هو رائج في المجتمع في الوقت الحالي يعتبر من العادات المستحدثة على مجتمعاتنا وتقاليد باطلة لا صحة لها، فلعقد الزواج حرمة والفراق منه له أحكام وآداب، فغير مقبول تصرفات من يحتفل ويجعل هذه التفرقة الأسرية أمرا يؤدي للاحتفال مما له أثر سلبي من تشتت أسرة بكاملها وضياع أبناء.
انتقام للذات
وذكر الباحث التنموي عبداللطيف الضويحي بتغريدة له على منصة "إكس": تكون حفلة الطلاق انتقاماً للذات وقد تكون انتقاماً من الآخر.. لا أظن أن كل حفلات الطلاق تحقق الهدفين، في الغالب أن الحفلة تقصد أحد الهدفين حتى و إن اختلطت أو اختفت المشاعر الحقيقية.
بينما قالت الكاتبة إيمان محمد: "أنا أراها مكافأة لمرحلة حسمت لصالح أحد الطرفين أو كليهما، ومن حق أي طرف أن يعبر عن سعادته إذا حقق هدفه سواء كان هدفه نبيلا أو العكس".
يذكر أن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية كشفت عن زيادة غير مسبوقة في معدل حالات الطلاق خلال 2022م، وصلت لـ168 حالة يومياً، بواقع سبع حالات طلاق في كل ساعة، وبمعدل يفوق الحالة الواحدة كل 10 دقائق، وبحسب بيانات الهيئة؛ فإنه جرى تحرير 57 ألفاً و595 صك طلاق، خلال الشهور الأخيرة من 2020م، بارتفاع 12.7% عن 2019م،