جفرا نيوز -
تهيمن المحيطات على أكثر من 70% من سطح الأرض، ومع ذلك فإننا لا نعرف إلا القليل عما يكمن تحت أمواجها الهادرة.
ولا تزال العديد من مخلوقات المحيطات غير معروفة لنا، من حيث النوع والعدد.
وتظل سلوكياتها وطرق تكيفها غير قابلة للتفسير، وربما نعرف عن سطح المريخ أكثر مما نعرفه عن قاع المحيط.
فيما يلي مجموعة من ألغاز المحيطات التي لما يحلها العلم بعد، بدءاً من السطح، ووصولاً إلى الأعماق السحيقة، بحسب موقع فوكس:
من أين أتت مياه الأرض؟
لا يزال العلماء غير قادرين على تحديد كيف وصل الماء ليغطي ثلثي سطح الأرض.
ووضع العلماء بعض الفرضيات لتفسير ذلك، مثل وصول المياه إلى الأرض عن طريق اصطدام المذنبات بها، أو أن المياه كانت مدفونة بطريقة ما بعمق داخل الأرض.
وبغض النظر عن طريقة تشكل المياه، إلا أنها تعتبر السبب الرئيسي لوجود الحياة على الأرض.
أين يختبئ التلوث البلاستيكي في المحيطات، وكيف يصل إلى هناك؟
في كل عام، يتم إلقاء أطنان من البلاستيك المصنوع على الأرض في البحار.
لكن العلماء لم يكتشفوا بعد أين يشق التلوث البلاستيكي طريقه عبر المحيطات.
ويقول عالم المحيطات إريك فان سيبيل في برنامج Unexplainable: "إن 99% من مجموع البلاستيك مفقود، نحن علماء المحيطات، ليس لدينا فكرة عن مكان وجود معظم البلاستيك في محيطنا".
ويريد الباحثون مثل فان سيبيل معرفة أين يتجه البلاستيك حتى يتمكنوا من فهم تأثيراته على الحياة البحرية بشكل أفضل.
كيف تستمر الحياة وتزدهر وسط التلوث البلاستيكي؟
قد تكون معظم المواد البلاستيكية في المحيطات مفقودة، ولكن في الكمية الضئيلة التي تطفو منها، اكتشف العلماء لغزاً ضخماً في حد ذاته.
ففي عام 2018، كان عالما البيئة لينسي هارام وجيم كارلتون يدرسان الحطام الذي تم جمعه من رقعة قمامة في المحيط الهادئ، عندما عثرا على شيء غير متوقع، حيث كانت الحيوانات البحرية التي توجد عادة بالقرب من السواحل مثل السرطان تعيش على القمامة، وكان هذا مفاجئاً للغاية.
ويعتقد العلماء أن البشر أنشأوا عن غير قصد نظاماً بيئياً جديداً تماماً على النفايات التي تطفو في البحر، وقادهم ذلك إلى أسئلة هامة، مثل: "كيف تم إنشاء هذه النظم البيئية لبقع القمامة؟ وهل ستتوسع؟ وهل هي دائمة؟
ما هي الأمواج المارقة؟
على سطح المحيط، قد تبدو الأمواج المارقة وكأنها تأتي من العدم.
يبلغ حجم هذه الجدران المائية ضعف حجم أكبر الأمواج المحيطة بها على الأقل، ويبلغ ارتفاعها أحياناً أكثر من 100 قدم.
وعلى عكس التسونامي، فهي لا تنطلق بسبب حدث واضح مثل الزلزال.
ولفترة طويلة، لم يكن العلماء متأكدين من وجود موجات مارقة، لكن كل ذلك تغير في عام 1995 عندما تم تسجيلها لأول مرة.
ومنذ ذلك الحين، يحاول العلماء اكتشافها، كيف تتشكل هذه الموجات العملاقة، وما الذي يحافظ على ارتفاعها الشاهق؟
ومن خلال التحقيق في أقصى درجات الموجات المارقة، يأمل العلماء في الحصول على فهم أعمق للفيزياء الكامنة وراء العديد من أنواع الموجات.
لماذا تقطعت السبل بالحيتان على الشواطئ؟ وهل يقع اللوم على البشر؟
في كل عام، ينتهي الأمر بالآلاف من الثدييات البحرية مثل الحيتان محاصرة على الشواطئ أو في المياه الضحلة بالقرب من الشاطئ.
ووفقاً لبعض الدراسات، فإن عمليات الجنوح هذه آخذة في التزايد.
ولكن لماذا تفعل الحيوانات هذا؟ وهل يقع اللوم على البشر؟ إنه سؤال يصعب الإجابة عليه لأنه بينما نعلم أن البشر يؤثرون على بيئة المحيطات، فقد يكون من الصعب تحليل كيفية حدوث هذه التأثيرات على الأنواع الفردية.
هل يمكن للإنسان أن يكون صديقاً للأخطبوط؟
في عام 2020، أثار الفيلم الوثائقي My Octopus Teacher سؤالاً هاماً: هل يمكن أن تتشكل علاقة بين الإنسان ومخلوق بحري مثل الأخطبوط؟ و من غير المعروف ما إذا كانت الصداقة في الفيلم الوثائقي حقيقية من وجهة نظر الأخطبوط.
وقد لا يتم فهم الحياة الداخلية للحيوانات بشكل كامل، لكن هذا السؤال يعتبر هاماً لمعرفة الأنواع الأخرى التي يمكن للبشر التواصل معها.
كم عدد الأسماك التي تعيش في منطقة الشفق الغامضة في المحيط؟
كلما تعمقت في المحيط، تشرق أشعة الشمس بشكل أقل فأقل.
وعلى عمق حوالي 200 متراً تحت السطح، تصل إلى منطقة تسمى منطقة الشفق، حيث يتلاشى ضوء الشمس تماماً، كما تتلاشى معرفتنا بهذه الأعماق المظلمة أيضاً.
ومع ذلك، فإن هذه المنطقة من المحيط مهمة للغاية. ومن الممكن أن تكون أعداد الأسماك التي تعيش في منطقة الشفق أكبر من الأسماك في باقي المحيط، وتلعب هذه المخلوقات التي تعيش في المحيط المظلم دوراً كبيراً في تنظيم المناخ.
لماذا تتوهج الكثير من الكائنات البحرية؟
من الخطأ القول أنه لا يوجد ضوء في أعماق المحيط، هناك ضوء، لكنه لا يأتي من الشمس.
في أعماق المحيط (وأيضاً على السطح)، يجد الغواصون عروضاً من عالم آخر للتلألؤ البيولوجي، حيث تتوهج بعض الكائنات مثل الألعاب النارية في الظلام. وتقريباً كل كائن يعيش في المياه العميقة يضيء بطريقة ما، ولا يعرف العلماء بعد سبب ذلك.
تم رسم خرائط لـ 20 بالمائة فقط من قاع المحيط. ماذا يوجد هناك؟
حتى الآن، تم رسم 20% فقط من قاع المحيط، مما يجعله مكاناً أكثر غموضاً من سطح القمر أو المريخ.
وهذا يعني أنه في كل مرة ينزل فيها المستكشفون إلى القاع، فمن المحتمل أنهم يرون أشياء لم يرها أي إنسان من قبل.
وعدد الأشخاص الذين ذهبوا في مهام أبولو إلى القمر أكبر من عدد الأشخاص الذين ذهبوا إلى تشالنجر ديب، وهو أعمق جزء من أعمق خندق في المحيط.
ما هي الأسرار المدفونة بالوحل في قاع المحيط؟
لا يقتصر فضول العلماء على قاع المحيطات فحسب، بل هم مهتمون أيضاً بما يكمن تحتها.
وقبل ستين عاماً، حاول الجيولوجيون الحفر في قاع المحيط لاستخراج قطعة من عباءة الأرض، وهي طبقة عميقة من الأرض لم يلاحظها الإنسان بشكل مباشر.
ورغم أن المهمة لم تسر كما هو مخطط لها، لكنها زرعت بذور مجال جديد من العلوم ساعد في إعادة كتابة ليس تاريخ الكوكب فحسب، بل ربما تعريفاتنا للحياة نفسها.