جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لم يتوقع الكثير قدوم هذا الوقت الذي تأسست فيه برامج فريدة للذكاء الاصطناعي سهلت من حياة الناس ولبت احتياجاتهم التي كانت، سابقًا، تأخذ زمنًا طويلاً لإنجازها. واليوم جاءت برامج الذكاء الاصطناعي لتكون إحدى الأدوات المهمة التي يستخدمها الموظف خلال ساعات عمله.
أطلقت شركة "غوغل"، في فبراير 2023، روبوت الذكاء الاصطناعي Bard AI الذي كان بمثابة رد على شركة "OpenAI" المطورة لـ "ChatGPT"، بحسب خبراء.
وبُني "Bard" على نموذج لغة الذكاء الاصطناعي من "غوغل" لتطبيقات الحوار "LaMDA"، ليكون خدمة محادثة تعمل بالذكاء الاصطناعي، تجيب عن الأسئلة، وتوفر معلومات بطريقة محسنة، وتعتمد على شبكة الإنترنت لتقديم استجابات جديدة وعالية الجودة، وتكمن قوة "Bard" في قدرته على تقديم إجابات بسيطة، عكس الصفحات التي لا نهاية لها من محتوى الويب.
ما هو ChatGPT؟
تم إصدار "ChatGPT" في نوفمبر 2022، وهو عبارة عن روبوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي من "OpenAI"، يجيب "ChatGPT" عن الأسئلة والمطالبات بأي تنسيق تريده، وتكمن قوته العظمى بأنه رغم كونه أداة ذكاء اصطناعي، إلا أنه يجري محادثات تشبه محادثات الإنسان.
يجيب ChatGPT عن الأسئلة والمطالبات بأي تنسيق تريده
كما يمكن لـ "ChatGPT" أن يقوم بما لم يتمكن سوى البشر من القيام به حتى الآن، ألا وهو التفكير الإبداعي مثل: كتابة القصائد، ورسائل البريد الإلكتروني، والمدونات، والمقالات، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وتلخيص البودكاست والنصوص، وحل المسائل الرياضية المعقدة، وتحديد الكلمات الرئيسة لتحسين محركات البحث، وما إلى ذلك.
ويسحب "ChatGPT" المعلومات من كميات هائلة من البيانات ونماذج لغة الذكاء الاصطناعي الكبيرة لصياغة استجابات طبيعية شبيهة بالبشر لحالات الاستخدام الترفيهية، والتعليمية، والعملية.
مقارنة بين غوغل "Bard" و "ChatGPT"
لا يمكن القيام بمقارنة دقيقة بين غوغل "Bard" و "ChatGPT"، لأن نفس الأداة قد تعطي إجابة مختلفة إذا قمت بنفس الطلب مرتين، إلا أنه يمكن المقارنة بين بعض الأمور الملموسة، وهذه أبرزها:
سعر الاشتراك
رغم تشابه غوغل "Bard" و"ChatGPT"، لكن الاثنين ليسا متساويين تمامًا، لأن "Bard" مجاني، في حين أن تكلفة الوصول لكامل ميزات "ChatGPT" الذي يعمل بنظام "GPT-4" الذي يطلق عليه اسم "ChatGPT Plus" تبلغ 20 دولارًا شهريًا.
سرعة الاستجابة
لعل أحد الاختلافات الواضحة التي لاحظها أغلب المستخدمين، أن "Bard" يميل إلى أن يكون أبطأ من "ChatGPT"، إذ عادة ما يستغرق ما بين 5 إلى 6 ثوانٍ للتفكير قبل مباشرته الكتابة، بينما يستغرق "ChatGPT" من ثانية إلى 3 ثوانٍ قبل البدء في تقديم نتائجه.
لا يتمتع "Bard" بنفس قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "ChatGPT"متداول
أما إجمالي وقت التسليم لكليهما فيعتمد على المعلومات المطلوبة، في الوقت الذي تميل فيه المطالبات الأكثر تعقيدًا إلى إنتاج إجابات أطول تستغرق وقتًا أكثر للانتهاء من ملئها.
القدرات العامة
لا يتمتع "Bard" بنفس قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "ChatGPT". ففي حين أن هدف "Bard" على الأقل في الوقت الحالي هو دعم بحث "غوغل"، إلا أن باستطاعته أيضًا كتابة مقالة بطريقة إبداعية. من جهته، يقوم "ChatGPT" أيضًا بعمل رائع في تقديم مقالة عالية الجودة.
تقديم الإجابات بالصور، أحد الاختلافات المهمة بين "Bard" و"ChatGPT" هو قدرة "Bard" على تقديم الإجابات بالصور، وهذه ميزة رائعة لإثراء النص الذي تم إنشاؤه. على النقيض من ذلك، قام "ChatGPT"، مؤخرًا، بزيادة قدراته على التعامل مع الصور.
قيود الاستخدام
وضع كل من "OpenAI" و"غوغل" بعض القيود على أنواع الإجابات التي يمكن لروبوتات الدردشة "Bard" و"ChatGPT" تقديمها. فمن خلال عملية تسمّى الفريق الأحمر، قام المطورون باختبار سياسات المحتوى والسلامة، وبناء حواجز ضد انتهاك حماية حقوق الطبع والنشر أو تقديم إجابات عنصرية وضارة.
التعليم والبحث
يمكن لـ "ChatGPT" تقديم تجربة تعليمية فردية للطلبة من خلال تقييم سلوكياتهم، كما يمكنه أن يساعد في البحث عن طريق غربلة المواد لتحديد الحقائق المهمة. فالباحثون والطلبة الذين يحتاجون إلى الوصول إلى المواد بسرعة قد يجدون "ChatGPT" مثمرًا أكثر من Bard.
المساعدة في الكتابة
تم تصميم التكنولوجيا الأساسية لـ "ChatGPT" و "Bard" خصيصًا للتفوق في مهام الكتابة. ويمكن تنفيذ كل مهمة كتابية تخطر على بالك بواسطة هذه الأدوات، بدءًا من كتابة المقالات، ووصفات الطبخ، والنشرات الإخبارية، والقصائد، والملخصات، وحتى النكات.
ومن الصعب قياس الأداة التي توفر أفضل الردود، لأن كلاً من "ChatGPT" و"Bard" يتمتعان بمعايير جودة رائعة، ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات الجديرة بالذكر. أولاً، الحد من عدد الكلمات. فحاليًا، يبلغ الحد الأقصى للكلمات في الإصدار المجاني من "ChatGPT" حوالي 500 كلمة أو 4000 حرف، أما الإصدار المحترف فيأتي مع عدد غير محدود.
من جهته، يدّعي "Bard" أنه ليس لديه حد لعدد الكلمات للإجابات، ويمكن أن يُحدث هذا فرقًا كبيرًا، خاصة إذا كنت تتوقع أن توفر هذه الأدوات إجابات مطولة.
تجربة المستخدم، بشكل عام، يعد كل من "ChatGPT و"Bard" أدوات بسيطة وسهلة الاستخدام وبديهية. إذ يأتيان مع واجهة سهلة الاستخدام تعتمد على الدردشة، حيث يتعين عليك فقط كتابة طلبك كما لو كنت تتحدث إلى صديق.
خلاصة الأمر.. مَن الفائز؟
في المجمل، تبين أن "Bard" قادر إلى حد كبير على مجاراة "ChatGPT" بشكل كامل، رغم أنه أبطأ قليلاً في الاستجابة، ولكن بالنسبة للسعر المجاني، فإن "Bard" يعد صفقة أفضل.
الجدير بالذكر أن "ChatGPT" و "Bard" يشتركان في خدعة ملحوظة، وهي أن كلا روبوتي الدردشة يعطيان استجابات تبدو معقولة ولكنها غير دقيقة. لكن في نهاية المطاف، تعتمد أداة الذكاء الاصطناعي الأفضل على الغرض الذي تستخدمها من أجله، وما إذا كان بإمكانك التعامل مع الإجابات التي تقدمها بسهولة، أما فيما يتعلق بتصميم واجهة الاستخدام، لا نستطيع أن نقول إن أحدهما أفضل من الآخر، لأنها مسألة ذوق شخصي.