جفرا نيوز -
جفرا نيوز - 13 عامًا مرّت على الزلزال المدمر والتسونامي اللذين تسببا في وقوع حادث في محطة نووية في فوكوشيما في اليابان.
لكنّ الذكريات في اليابان لا تزال حاضرة، وأعيدت مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد اليوم الأول من العام الجديد.
ففي 11 مارس 2011، ولمدة دقيقتين اهتزت الأرض بطريقة لم يعشها أحد في الذاكرة الحية. ويمكن لأيّ شخص عاش هذه التجربة، أن يروي بالضبط أين كان ومدى الرعب الذي شعر به.
وفي غضون 40 دقيقة، كانت أولى موجات التسونامي قادمة إلى الشاطئ، فتحطمت فوق الجدران البحرية، وجرفت البلدات والقرى لمسافة مئات الكيلومترات على طول الساحل الشماليّ الشرقيّ لليابان، وتم نقل كل ذلك على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، بواسطة مروحية إخبارية تحلق فوق مدينة سينداي.
جلب اليوم التالي أخبارًا أكثر فظاعة، كانت محطة الطاقة النووية في أزمة. لقد بدأت انهيارات فوكوشيما وصدرت أوامر لمئات الآلاف من الأشخاص بمغادرة منازلهم، حتى طوكيو لم تشعر بالأمان.
ولقد ترك بصمة ذلك اليوم صدمة جماعية عميقة. يقول أحد سكان طوكيو: "وقتها صرنا نبحث أنا وزوجتي إلى أيّ شيء تم بناؤه قبل عام 1981".
زلزال اليابان
"وكان الرعب الذي شهدناه في عام 2011 قد عاد يوم الاثنين"، وفق المتحدث.
ورغم هذا فإنّ الزلزال الأخير يشكل أيضًا قصة قوية لنجاح اليابان في التعايش مع هذه الأحداث.
ففي الزلزال الأخير الذي وصلت قوته إلى أكثر من 7 درجات، حدث تدمير واسع النطاق للطرق والجسور، الغالبية العظمى من المباني لا تزال قائمة.
ففي مدينتَي توياما وكانازاوا الكبيرتين، بدأت الحياة تعود بالفعل إلى نوع ما من الحياة الطبيعية.
وقال أحد سكان مدينة كاشيوازاكي وفق "بي بي سي":
لقد كان الأمر مرعبًا حقًا ، اضطررنا إلى إخلاء مكاننا بعيدًا عن الساحل ، لكننا عدنا إلى ديارنا الآن وكل شيء على ما يرام.
تعلّم الدروس
ولقد أدى زلزال كانتو في القرن الماضي إلى تسوية مساحات شاسعة من المدينة بالأرض، انهارت المباني الحديثة المبنية من الطوب، والتي تم تشييدها على طول الخطوط الأوروبية.
وأدت النتائج إلى وضع أول قانون للبناء المقاوم للزلازل في اليابان. ومنذ ذلك الحين، كان يجب تعزيز المباني الجديدة بالفولاذ والخرسانة، كما أنّ المباني الخشبية وُضع لها عوارض أكثر سمكًا.
في كل مرة تتعرض فيها البلاد لزلزال كبير، تتمّ دراسة الأضرار وتحديث اللوائح. فحدثت أكبر قفزة في عام 1981، وبعد ذلك تطلبت جميع المباني الجديدة إجراءات العزل الزلزالي. ومرة أخرى، بعد زلزال كوبي في عام 1995، تعلمت اليابان المزيد من الدروس.
ومقياس النجاح هو أنه عندما ضرب الزلزال بقوة 9.0 درجات في عام 2011، وصل مستوى الاهتزاز في طوكيو إلى 5 درجات. وهذا هو الزلزال نفسه الذي تعرضت له العاصمة اليابانية في عام 1923.
في عام 1923، سُوّيت المدينة بالأرض ومات 140 ألف شخص.
أما في عام 2011، فاهتزت ناطحات السحاب الضخمة، وتحطمت النوافذ، ولكن لم تسقط أيّ مبانٍ رئيسية. لقد كان التسونامي هو الذي أودى بحياة العديد من الآلاف، وليس الهزات الأرضية.