جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حوّل مشروع جداريات المنازلَ في حي شهير في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا إلى لوحة فنية تحمل رسائل دعم للشعب الفلسطيني، وتدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أكثر من ثمانين يوماً.
جدارية هائلة للعلم الفلسطيني، إلى جانب جداريات عدة أخرى، رسمها الفنانون على المنازل في حي بو كاب الشهير خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك كجزء من حملة التضامن المجتمعي التي حملت عنوان "جداريات من أجل غزة".
جداريات من أجل غزة
على واجهات المنازل، يمكن رؤية حوالى ثلاثين جدارية بأحجام وتصاميم مختلفة، بحسب ما يشير موقع IOL الجنوب أفريقي. ويُعرف بو كاب بأنه الحي الأكثر شهرة على "إنستغرام" في كيب تاون. وهو معروف سياحياً بمنازله الملونة وشوارعه المرصوفة بالحصى، إلى جانب مآذن مساجده، وها هو ذا الآن، يصبح مركزاً للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وجداريات الحي التضامنية مبادرة بدأها أحد السكان الذي يدعى عبيد الله جيردين، ليحول جدران منازل الحي الملون إلى لوحة تحمل رسائل دعم للشعب الفلسطيني، الذي يتعرّض إلى القصف والتقتيل والتهجير في هذه الأثناء، على قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في هذا السياق، يقول عبيد الله جيردين في تصريحات لموقع IOL: "أردنا فقط أن نترك بصمتنا في مجتمع بو كاب. نريد أن نظهر أننا نتضامن مع الفلسطينيين، لذلك كان هذا أكبر بيان يمكننا الإدلاء به". وصرّح لموقع "تي آر تي أفريكا" بأن المبادرة تدور حول "الفظائع التي ترتكب ضد الأطفال والأمهات الحوامل، فضلاً عن التركيز على الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي".
بدأت رحلة هذا المشروع، عندما اكتشف عبيد الله ووالدته عائشة جيردين، إمكانية دمج الحفاظ على التراث، مع رسالة المقاومة. هكذا، حشد الرجل ووالدته الفنانين المحليين، قبل أن يتوسّع المشروع، ويتدفق دعم المجتمع المحلي. ويوضح جيردين أنه "علماً بأن بو كاب وجهة سياحية، قرّرتُ أن أتأكد من أن كل صورة من جميع أنحاء العالم، من السياح الذين يأتون لزيارتنا، من كل زاوية، ستنشر الوعي عن غير قصد بأن بو كاب يقف مع فلسطين".
ويُعَد تاريخ بو كاب الغني، الذي كان في السابق حياً يقطنه أولئك الذين تم استعبادهم، بمثابة خلفية لموقف المجتمع القوي ضد العنف. ويقول جيردين إن المشروع يمثّل شهادة على قوة المجتمع والحفاظ على التراث والدعم الثابت. في هذا السياق، يوضح: ''أستخدم تراثي لنشر الوعي. نحن لا نؤيد أي عنف"، ويضيف: "نحن لا ندعم أي شكل من أشكال الفصل العنصري ولا نؤيد القمع".
معالم قطاع غزة... عدوان لتشويه ذاكرة المدن والإنسان
في إطار هذه المبادرة، تجمّع فنانون بمساعدة السكان لرسم العلم الفلسطيني على مجمّع سكني يضم ثلاثة أقسام، وقرابة 20 شقة. بدأ العمل على جدارية العلم الفلسطيني يوم الجمعة الماضي، بسواعد أربعة فنانين، واكتمل السبت.
ويوضح جيردين في تصريحاته لموقع IOL: "نحن نعرف معظم السكان، 99 في المائة منهم، ولذلك أرسلنا حوالى 20 إلى 30 قسيمة إذن، وبحلول اليوم التالي تم التوقيع عليها جميعاً. لقد خططنا لذلك للتو وبدأنا".
ويقول رئيس جمعية بو كاب المدنية ودافعي الضرائب، عثمان شابوديان، إن جداريات التضامن هي "تعبير والتزام" تجاه الشعب الفلسطيني. ويوضح أن "بو كاب سلّطت في الماضي وخلال شهر رمضان الضوء دائماً على محنة الفلسطينيين. وبينما نرى عمليات القتل المروعة هذه للأطفال والنساء والرجال الأبرياء، فإن الجداريات هي تذكير لنا حتى لا ننساها أبداً. تراثنا الحي هو النضال من أجل السلام والعدالة". يضيف شابوديان: "إذا لم تنشر وسائل الإعلام الرئيسية التقارير عن الفظائع في قطاع غزة وفلسطين، فإن الجدران ستتكلم".
يقول الموقع الجنوب أفريقي إن هذه هي الرسالة الأساسية والدافع وراء التعبير الهائل عن التضامن الذي يمكن رؤيته في واحدة من المجتمعات الأكثر زيارة وتصويراً في كيب تاون. يُشار إلى أن الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوز، كان من أوائل المسؤولين حول العالم الذي أعلن دعمه ودعم بلاده للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.