جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نشر موقع "ماشابل" التركي، مقال رأي، للكاتب متين أكتاش أوغلو، سلط من خلاله الضوء على النظام الإيكولوجي الافتراضي للتواصل والتفاعل "ميتافيرس".
وقال الكاتب، ، إنه "يبدو أن عالم الأعمال قد تخلى عن الميتافيرس. وأحد الأسئلة التي تطرح في جدول الأعمال التكنولوجي هو "ماذا حدث للميتافيرس؟" هناك من أعلن وفاة الميتافيرس، وهناك من يقول إن المشروع ما زال في بدايته. لكن الحقيقة هي أن الضجة التي أحدثها لم تعد موجودة".
بالمقابل، كان مارك زوكربيرغ، مقتنعًا جدًا بالميتافيرس، انطلاقًا من هذا التصور المستقبلي، لدرجة أنه غير اسم شركته "فيسبوك" البالغة قيمتها مليارات الدولارات إلى "ميتا" في عام 2021.
"ارقد بسلام ميتافيرس"
ولد الميتافيرس، باختصار، بعدد من التوقعات المثيرة. بينما اشترى مستثمرو وول ستريت، وعشاق عالم التكنولوجيا، الفكرة، فعززت عملية الوباء وصعود العملات المشفرة فكرة ميتافيرس في المقام الأول. ومع ذلك، كما كتب إد زيترون، في مقالته بعنوان "أرقد بسلام أيها الميتافيرس"، فإن عدم وجود رؤية متسقة للمنتج أدى إلى تراجعه الحتمي.
وأشار الكاتب، إلى أنه يجب أن تكون التطورات في الذكاء الاصطناعي أيضًا عاملًا في هذا الانخفاض، حيث إن الذكاء الاصطناعي هو "الشيء الكبير التالي" الجديد في عالم التكنولوجيا. فمثلًا "تشات جي بي تي" هو النجم الساطع في الآونة الأخيرة. فماذا سيحدث للميتافيرس في هذه المرحلة؟
"شتاء ميتافيرس"
وفي حديثه إلى موقع "ماشابل" التركي، صرح رئيس مركز أبحاث تعليم وسائل التواصل الاجتماعي والأمن الرقمي، ليفينت أرسلان، أن "هناك عوامل معينة كان لها تأثير في هذه المرحلة".
وقد سردها على النحو التالي: "خاصة في الولايات المتحدة، تعليق الاستثمارات من قبل الشركات الكبرى، وفصل الموظفين، والأهم من ذلك عدم وجود منصة "ميتافيرس" يمكن للإنسان العادي أو المستخدم النهائي استخدامها في حياته اليومية".
اقرأ أيضا:
وميض فضائي سافر ملياري سنة ضوئية يضرب الأرض ويؤثر على الغلاف الجوي
وأضاف أرسلان، "هناك ثلاثة مبادئ علمية لقبول أي تطبيق": "القبول الاجتماعي، والقبول الاقتصادي، والقبول الحرفي. لم تجتمع هذه الثلاثة معًا. يمكن أن يُطلق على كل هذا عنوان "شتاء الميتافيرس أم موت الميتافيرس؟"، أنا أصف هذه العملية بأنها "شتاء الميتافيرس".
بدوره؛ علّق الكاتب ورئيس التحرير الرقمي في "نيوز لاب تركيا"، أحمد ألبهان صبنجي، على الوضع الحالي بقوله: "إذا أردنا تلخيصه بعبارة واحدة: 'الهوس انتهى والجميع قرر الاهتمام بأشياء أخرى'".
وأوضح صبنجي، أنه "على الرغم من استمرار التطورات والمنتجات الجديدة في المجالات ذات الصلة بالميتافيرس، وخاصة في تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إلا أن هناك ابتعادًا جماعيًا عن هذا المفهوم مع فقدان جاذبية القصة التي يتم سردها تحت مظلة الميتافيرس".
وأجاب صبنجي، على سؤال "لماذا لم تنجح الأمور في الميتافيرس، التي تم الترويج لها ذات مرة باعتبارها فكرة رائعة؟" بالقول: "في الواقع، كان الأشخاص الذين يتمتعون بفهم حقيقي للموضوع يقولون منذ البداية إن هذه ليست رائعة، وأنها على الأرجح ستكون اتجاهًا قصير الأجل. وذلك لأن مفهوم "الميتافيرس" يأتي من رواية "سنو كراش" الديستوبية، التي كتبها نيل ستيفنسون، وفيها يضطر الناس إلى العيش في "الميتافيرس" لأن العالم أصبح غير صالح للعيش.
وأشار صبنجي، إلى أن فكرة الميتافيرس كانت أكثر جاذبية عندما كان الناس محصورين في منازلهم خلال فترة الوباء، ومع حل المشكلة، أصبح من الواضح أن الميتافيرس لا يعد لنا مستقبلًا أفضل.
وأكّد صبنجي، أيضًا على نقطة أخرى مهمة، وهي أن البنية التحتية التكنولوجية والاجتماعية اللازمة للميتافيرس غير متوفرة حاليًا. موضّحًا أن "معدات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في ذلك الوقت وحتى اليوم كانت لا تزال تتمتع بإمكانيات محدودة للغاية ويصعب استخدامها".
اقرأ أيضا:
إيلون ماسك يدعو لإيجاد "حَكَم مستقل " لمراقبة شركات الذكاء الاصطناعي
هل ستكون التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي بصيص أمل لـ"ميتافيرس"، أم سيتم نسيان "ميتافيرس" مع تطور الذكاء الاصطناعي؟
وذكر صبنجي، بأن "الضجة المحيطة بالميتافيرس قد انتقلت الآن تمامًا إلى مجال الذكاء الاصطناعي"، مؤكدا أن هذا هو "السبب في توجه المستثمرين إلى الذكاء الاصطناعي".
وتابع أنه "نتيجة لذلك، من الممكن أن تواجه الشركات الناشئة التي تنتج التقنيات التي نطلق عليها اسم الميتافيرس صعوبة في العثور على الاستثمارات والموارد. ويمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى إبطاء التطورات في مجال الميتافيرس وحتى إلى توقفها".
بالمقابل؛ ذكر أرسلان، أن "مناقشات الذكاء الاصطناعي بدأت في الستينيات، ثم عادت إلى الظهور بعد انقطاع لمدة 20 عامًا بعد مباراة لاعب الشطرنج، غاري كاسباروف، ضد حاسوب ديب بلو، مشيرًا إلى أنه "في الوقت الحالي، مع تشات جي بي تي-4، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحياة اليومية. لذلك، في النهاية، سوف يستخدمه المواطنون".
وأضاف أرسلان أن "الناس لا يهتمون بالشيء الذي لا يستخدمونه؛ عندما لا يستخدم الناس، لا معنى لأفاتار أو التوائم الرقمية أو المنصات التي تم إنشاؤها، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن الميتافيرس ميت".
"أشعر بالأسف على الأشخاص الذين أنفقوا أموالهم في ميتافيرس"
وأشار الكاتب إلى أن هناك أيضًا جانب المستثمر في الأمر، ففي جميع الدول؛ أبدى العديد من المستثمرين اهتمامًا بالميتافيرس، بل اشترى الناس مساحات فيها. وقد وجدت هذه الاهتمامات مكانها في جدول الأعمال، وفي ذلك الوقت، تمت مناقشة المخاطر التي يمكن أن تحتويها هذه الاستثمارات.