النسخة الكاملة

الأحزاب: الأردن رأس حربة لإحباط المخططات الصهيونية

الأحد-2023-11-19 10:00 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - وقف الأردنيون صفا واحدا خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه الحرب المستعرة على الأهل في قطاع غزة، شعبيا ورسميا وحزبيا وبرلمانيا، بصورة واضحة وصوت تجهر به الآراء الواضحة من ما يشهده قطاع غزة، وتسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة دون مداراة أو تغليف للواقع الذي تجاوز جرائم الحرب والمجازر، حدّ الإبادة الجماعية، باستهداف الأبرياء المدنيين وتحديدا الأطفال والنساء.

ويعدّ الدور الحزبي محليا من خلال الأحزاب السياسية من أهم الأدوار التي شهدها الشارع المحلي، بل أن بعضها قرر أن يتجاوز دوره محليا وقرر مخاطبة نظراء له دوليا، فقد نقلت الأحزاب واقعها الذي اقترب من التلاشي قبل بدء تطبيق قانون الأحزاب والانتخاب الجديدين، إلى مكان مختلف أعاد الثقة بالحياة الحزبية، فكان خطابه قويا متزنا واعيا مساندا بحرفيّة المعنى للأهل في غزة، منسجما ومتناغما مع المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

ضمن سلسلة ندواتها التي أطلقتها لمتابعة الحرب على الأهل في غزة في سياق تحليلي وقراءات من المختصين والخبراء، نظمت جريدة «الدستور» ندوة للوقوف على رؤية الأحزاب وموقفها من هذه الحرب، وفعالياتها التي نظمتها وستنظمها لهذه الغاية، وحتى تقييمها للأداء الحزبي في هذه المرحلة، في ظل تفوّق بعض الأحزاب عمليا فيما حققته بهذا الشأن.

جريدة «الدستور» استمعت في ندوتها التي استضافت خلالها الأمناء العامين لحزب الميثاق الوطني الوزير الأسبق عضو مجلس الأعيان الدكتور محمد المومني، والأمين العام لحزب إرادة الوزير الأسبق نضال البطاينة، والأمين العام لحزب النهج الجديد الدكتور فوزان البقور، وعضو حزب إرادة نور الدويري، استمعت حول تفاصيل الأداء الحزبي خلال الفترة الحالية، وقراءة الأحزاب للحرب على غزة، وتفاصيل كثيرة نقرأها تاليا:

خميس عطية

في بداية الحوار، رحّب رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور وهو رئيس المجلس الوطني لحزب إرادة، بضيوف الدستور، وقال نرحب بالضيوف في دار «الدستور» والتي منذ بدء الحرب على الأهل في غزة، والعدوان الصهيوني كنا مع غزة، وسنبقى دائماً ضد الصهاينة، نرحب بكم في هذا الحوار والنقاش حول العدوان الصهيوني على غزة، الذي لم يعرف التاريخ مثله، بل أن قادة الكيان وجيشه النازي يرتكبون جرائم حرب، فهم عمليا يقومون بحرب إبادة ضد غزة.

وبالطبع، في نقاشنا على طاولة «الدستور» سوف نتطرق إلى الموقف الأردني وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف العدوان، فقد وضع جلالته هذا الأمر أولوية، لأن إنقاذ الناس في غزة أولوية، كما نؤكد على الجهود الأردنية تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك بإرسال مساعدات غذائية ودوائية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية التي تقوم بدور كبير ومقدر، كما نؤكد على أهمية المستشفى الميداني الأردني في غزة، وأهمية الإنزال الجوي الذي قام به سلاح الجو الأردني بإنزال أدوية ومعدات طبية عبر الجو، فهي مبادرة مهمة وكبيرة لأنها تختلف عن كل مرة.
ما يجري اليوم في غزة من جرائم حرب يحتّم تقديم قادة الصهاينة لمحكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

مصطفى الريالات

رئيس التحرير المسؤول للزميلة «الدستور» الزميل مصطفى الريالات شكر رئيس مجلس الادارة خميس عطية، وقال نرحب بالسادة الحضور جميعاً  للحديث عن الحرب في غزة، المآلات والسيناريوهات والدور الأردني والخيارات الاستثنائية الأردنية التي يمكن أن تتعاطى معها الدولة في الفترة القادمة انطلاقاً من سياسة التدرج في اتخاذ المواقف التي نراها في مطبخ القرار الأردني.

دور الأحزاب هو دور هام ولا يمكن القفز عنه ونحن نتعاطى مع مشهد الحرب ولذلك جاءت هذه الندوة لنستمع إلى آرائكم ووجهات نظركم فيما يخص هذا الأمر بكافة تجلياته وبكافة تفاصيله ونبدأ ابتداءً من الموقف الأردني في التعاطي مع هذه الحرب، وما هي السيناريوهات التي يمكن أن يتعامل معها الأردن في الفترة القادمة في ظل تصاعد الأحداث وتصاعد وتيرة الحرب الصهيونية الغاشمة على الأبرياء في غزة.

الموقف الأردني متقدّم سياسيا وانسانيا ودبلوماسيا

** د. المومني: شرف كبير بأن أكون في هذا الصرح الوطني المحترم، فشهادتي مجروحة في الدستور، وفي هذه القاعة وفي تاريخ هذه المؤسسة العريقة سنديانة الصحافة الأردنية.

هذه الندوة مهمة لأن هناك محورين لما يتم الآن، محور شعبي من مسيرات ومظاهرات، وهناك محور فكري عميق، وهذا المحور مهم وغائب، لذلك أقدر وأسجل لكم ما قمتم بعمله في هذه الجريدة، فالجميع يراقب ما هو الطرح العلمي العميق، ومن يتابع مراكز التفكير العالمي يرى كم يوجد الآن من حالة من التخبط والضحالة، فلغاية الآن لا يوجد أحد يستطيع لملمة الموضوع أو يتحدث في أبعاده، لذلك أي جهد يخرج من مؤسسة عريقة مثل الدستور له أثر ومرحب به.

بالنسبة للموقف الأردني ووصف الحرب وكيفية التعامل معها، أولاً نحن لسنا أمام حرب، نحن أمام حروب لما يحدث في غزة، هناك حرب عسكرية بدأت في السابع من الشهر الماضي، الجميع شاهدها ونتابعها يومياً من عمليات عسكرية، وهناك حرب سياسية ودبلوماسية، حرب بالمعنى الحرفي للكلمة، وحرب إعلامية وحرب إغاثية إنسانية، فنحن نتعامل مع مجموعة حروب وليست حربا واحدة.

الحرب العسكرية الجميع رآها، فهناك محللون عسكريون يتحدثون بها، ما حدث يوصف أنه صفعة لإسرائيل، ويوصف أنه إخفاق عسكري واستخباري على المستوى الدولي، وهذا دلالته تأكيد لما يقوله الأردن دائماً أنه مهما كنت قويا ولديك ترسانة فأنت أمام هذه الشجاعة والمبادرة التي حصلت فأنت تقف عاجزا، بعد ذلك آلة الحرب والتدمير، لأن إسرائيل لا تحارب جيشاً بل تحارب مجموعة من الناس هي جزء من الشعب في غزة، وبالتالي الذي يحدث كما نسمع في التقييمات العسكرية يكون هناك إطلاق نار من بناية معينة، فإسرائيل لا تقوم بإطلاق النار على من أطلق عليها بل تقوم بقصف المبنى كاملاً على رؤوس من فيه، وبالتالي الكارثة التي تحدث كبيرة عسكرياً، وهذا رأيناه في حروب مختلفة أشهرها الحرب الاميركية في العراق، فما يجري في غزة هو شبيه لما حدث في العراق.

الحرب السياسية والدبلوماسية التي تجري، أؤكد بأن التاريخ سيذكر للأردن وسيسجل له أنه الأشجع والأقدر والأقوى والأكثر تقدماً في خطابه السياسي وخطابه الدبلوماسي، وصلنا إلى كل الخطوط الحمراء، عندما تحدث جلالة الملك في خطاب العرش، خلال افتتاح الدورة البرلمانية، وهو يتحدث بها أدركت حجم تكلفتها السياسية علينا، لا أحد يعتقد بأن الموقف الأردني سيكون بدون أي تكلفة، هناك تكلفة تترتب علينا، فهناك من يعارضنا وهناك من يتساءل لماذا نتحدث بهذه اللهجة، وبالتالي حجم التكلفة الكبير الذي نتحمله نحن نتحمله وبشجاعة، فخطابنا المتقدم والدبلوماسي ترفع له القبعة، وهذا ليس رياءً ولا مزاودة، بل نقولها بكل تواضع، عندما نصل إلى مرحلة نقول أن حماس فكرة، وتعلمون بأن حماس مصنفة دولياً بأنها منظمة إرهابية، لكن عندما نقول عن هذه فكرة فهذه أقصى درجات المغامرة والشجاعة دبلوماسياً.

جلالة الملك خطاباته تكون مدققة قانونياً، فجلالة الملك لم يتحدث بكلمة تمسك علينا قانونياً، فعندما قال جلالته (جريمة حرب) جميعنا وقفنا، فهي جريمة حرب في القانون الإنساني الدولي، وأقول هنا بأن أفضل خبير في القانون الإنساني الدولي في المملكة الأردنية الهاشمية هو الدكتور بشر الخصاونة، وعندما كان في الخارجية، ومن مراحل إعدادات خطابات جلالة الملك تمر في النهاية على رئيس الوزراء حتى يطلع عليها ويعطي رأيه وملاحظاته عليها. هذا كلام قوي وعميق فهي بالفعل جريمة حرب، وآخر خطاب لجلالة الملك قال كلمة مهمة أنها ليست حرب دينية، هذا مهم، فهي ليست حرب دينية، وقالتها جلالة الملكة رانيا العبدالله قبله في مقابلتها مع الـCNN، قالت بأننا واليهود عشنا آلاف السنين مع بعضنا البعض، نحن مشكلتنا حقوق الشعب الفلسطيني المنتقصة، نحن مشكلتنا بدولة تحتل شعبا بالملايين وأرضه، فإذا غامرنا وأرسلناها حربا دينية حينها سنخسر كثيراً، وخطأ استراتيجي وخطر.

إذن خطابنا السياسي والدبلوماسي أعتقد أنه كبير ومتقدم، وفيه كم كبير من الجرأة والشجاعة، وفيه لغة يحترمها العالم ويقدرها حتى لو اختلف معها، ومن يرى نبرة جلالة الملك وهو يلقي هذه الخطابات يدرك كم أن الكلام يخرج من قلبه.

يذكّرني كلام جلالة الملك بأنها ليست حربا دينية، يذكرني بعام 2001 عندما حضرت لجلالته خطابا في جامعة رايس في هيوستن، تحدث وقتها عن صراع الحضارات، وقال وقتها بأن هذا ليس صراع حضارات، هذه حروب ونزاعات، فهذه الجبهة الأولى، الجبهة الثانية جبهة الإعلامية، الجبهة الإعلامية مهمة جداً، وأعتقد ومرة أخرى شهادتي مجروحة بإعلامنا الوطني، الإعلام الوطني يثبت مرة أخرى أنه إعلام وطني ينحاز لضمير الأمة وينحاز للحق ويستطيع أن يقود الرأي العام، في الربيع العربي ماذا كانت عوامل قوتنا؟ من الذي أمسك البلد غير القرار الحكيم وسعة صدر القيادة والإعلام الوطني، الآن نفعل نفس الشيء، إعلامنا الوطني يقدم طرحاً إعلامياً جيداً ومتماسكاً وحد صفوف التباينات السياسية المختلفة بطريقة حكيمة وبطريقة متقدمة.

إعلامنا الوطني يقوم بدور رائد، وسأعطيكم الدليل، وأيضاً الإعلام العربي الذي يتحدث بلغة تختلف عن الإعلام الغربي، سأعطيكم دليلا على نجاحنا في هذا الأمر، استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية من يقفون مع إسرائيل أو يتعاطفون مع إسرائيل فيما يجري 61 %، من يتعاطفون مع فلسطين 13%، نرى بأن هذه نسبة قليلة، لكن أقول لكم بأن هذا إنجاز كبير، حيث في الماضي كانت النسبة 98 مقابل 2 بالمائة، و99 بالمائة مقابل 1 بالمائة، مما يدل على أن معركتنا واستخدامنا لإعلامنا بطريقة حضارية متنورة هذا يأتي بأثر جيد، وبالتالي صحيح من يتابع الإعلام الغربي في حالة من الانحياز الواضح للرواية الإسرائيلية، لكن هناك اختراقات تحدث وهذه الاختراقات دليلها هذه الأرقام، لذلك سنستمر لنقدم رواية إعلامية حكيمة موزونة تفهم الآخر، فلا نتحدث بشيء يفهم بانه معاداة للسامية، حيث قالت جلالة الملكة رانيا العبد الله بأن انتقاد اسرائيل لا يعني معاداة السامية، فيجب علينا ان نعيد هذا اكثر من مرة حتى يعلموا بأننا لسنا ضد اليهود، حيث يوجد 20 بالمائة مسلمون في اسرائيل، فهذه جبهه.

وأُنهي بهذا الشأن، في البعد الانساني الذي اعتقد ان لنا غلبه فيه، البعد الانساني فيما يجري لا يوجد انسان حر في هذا العالم يرضى بما يحدث للشعب الفلسطيني الاعزل في غزه، وصور الابرياء والأطفال والمقطعين حركت الضمير العالمي، لذلك أكثر نصيحة يقولها اصدقاء اسرائيل لإسرائيل بأنهم لن يستطيعوا تحمل تكلفة الضريبة الإنسانية التي يفعلونها، فلا يوجد انسان حر ولديه كرامه يقبل بما يحدث في اطفال غزه، بالتالي هذا يرتب عليهم اعباء كبيره.

كان ملفت جدا عندما تحدثوا عن الاطفال الذين قتلوا خلال شهر في غزه انهم يمثلون 10% قتلوا في اوكرانيا على مدى عامين، هذه احصائيات مؤثرة وهذا يدل على حجم الدمار وحجم القتل، هذا سيجعلنا نكسب مزيدا من التعاطف الدولي وهذا سيشكل ضغوطات على اسرائيل، وبالطبع تكلفته غالية علينا وعلى الأهل في غزه، لكنه في النهاية سوف يصب استراتيجيا في صالح القضية الفلسطينية.

اقول بأن ما يجري كبير وخطير، والتعامل معه بحكمة سوف يجعلنا نقطف ثماره بشكل جيد ولذلك من أهم مفردات الخطاب الاردني بأنه مهما فعلتم لانهاء العنف، لن يتحقق الا بإحقاق الحق واعطاء الفلسطينيين حقوقهم بعملية سياسية ذات مصداقية، فهذه يجب ان نركز عليها دائما حيث ان كل ما حصل وبعدها نعود للمربع الأول فلن نكون استفدنا اي شيء، نريد ان نستفيد من هذا الامر بطريقة أن يكون هناك عملية سياسية واعطاء حقوق للشعب الفلسطيني وهذا ما نسعى له جميعا.

** الريالات: نحن نعتقد اليوم على الأقل في الدستور، وهذا نعبر عنه بشكل واضح وعبر عنه الأردن، أن الأردن طيلة الشهر الماضي، طيلة أيام هذه الحرب التي تجاوزت الأربعين يوما وما قبل ذلك كما ذكر جلالة الملك بأن المسألة لم تبدأ من 7 تشرين الأول، نحن الأصدق قولاً والأخلص فعلا.

الأردن بقيادة الملك.. أدوار عالمية هامة

وقال امين عام حزب إرادة أنا متفق إلى حد كبير مع ما تفضل به الدكتور محمد المومني المحور السياسي، الأردن وجلالة الملك يقودان دبلوماسية عالمية لإثبات الحقوق وإظهار الجرائم البشعة والمناداة بالاحتياجات الأساسية لأهل غزة والتحذير من توسيع رقعة المعركة، على الصعيد الشعبي الجبهة الداخلية موحدة، تنهج بنفس الخطاب وتنهج بنفس النظرة وبنفس التعاطف وبالاستعداد لبذل الغالي والنفيس وكل الأردنيين مشاريع شهداء عندما يتعلق الموضوع بغزة وفلسطين، فما بالكم إذا كان هناك محاولات لإنهاء القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

اما البعد الإنساني، نقول أن ما نراه من مشاهد، فان بيغوفيتش الذي تم محاكمته في لاهاي لم يقم بمثل هذه المجازر، فما يحدث في غزة من قتل للأطفال عار على الإنسانية، وعار على من يدعي حقوق الإنسان.

على الصعيد الإعلامي، أظهر الإعلام الذي تعودنا على أخباره المصدقة، أظهر أنه يكيل بمكيالين وغير صادق، جميعنا رأينا الصور التي نشرتها الـCNN عن قطع رؤوس الأطفال من قبل المقاومة الفلسطينية واعتذرت، واعتذر بايدن عن نشر الصور، لكن الاعتذار أتى بصوت منخفض، لذلك ماذا على إعلامنا أن يفعل رغم الجهود المضنية التي يقوم بها، أن يقوم بتفعيل الإعلام الاستقصائي، والتوثيقي لهذه المجازر البشعة.

وفيما يخص السيناريوهات، الكيان يستغل الدعم الأميركي غير المسبوق، فلم يسبق للأمريكان أن قدموا هكذا دعم للكيان، فقبل أن يعدل أو يوازن من خطابه الإمبريالي يقوم بحرق الأخضر واليابس استغلالاً لهذا الغطاء غير المسبوق.

رقعة المعركة برأيي ستتسع، اليوم إذا لاحظنا أصبحنا نتحدث عن غزة بمعزل عن القضية الفلسطينية، وهذا موضوع له تبعاته، أعتقد أننا أمام مخطط صهيوني، فما يجري حالياً أتوقع المخطط الصهيوني سيذهب إلى تهجير قسري، وجميعنا سمعنا المنشورات باللغة العربية التي وزعت على أبناء جنين بأن يلجأوا إلى الأردن، وأتوقع الحد الأدنى هو قضم غزة وحصر غزة في رقعة صغيرة والسيناريو في غزة هو تهجير قسري لمصر.

اليوم دور الإعلام يجب أن تصل رسالتنا لدافعي الضرائب في تلك الدول ونقول لهم أن ما تدفعونه من دولارات تتحول إلى قنابل فسفورية تسقط على أطفال غزة، هذه معركة وعي، وفي معركة الوعي الإعلام هو الفيصل وإعلامنا يجب أن تكون رسالته موحدة وقوية في هذا الصدد وفي كل لغات العالم.

محور المقاومة، سمعنا هذا المصطلح كثيراً، فمحور المقاومة إذا لم يظهر نفسه في زمن الحرب فمتى سيظهر نفسه؟! أعتقد أن محور المقاومة العقلانية هو الأردن ولا أحد غير الأردن، فاليوم هي معركة بين قوة الحضارة وحضارة القوة، ونحن نملك قوة الحضارة، أعتقد ومتأكد بأن فلسطين ستبقى ليوم الدين وغزة ليوم الدين.

غزة تتعرض كل 3-4 سنوات لأمر مشابه، أليس ملفتا بأن عدد سكان غزة يتضاعفون، هذه قوة الحضارة وقوة الحق، التاريخ سوف يسجل للجميع ما له وما عليه، نعم نحن أمام جرائم حرب، واستشرنا خبراء في القانون الدولي، فهناك دول قامت بفعل أقل مما فعلته إسرائيل ولم يسمح لدبلوماسييها ومسؤوليها بأن يتنقلوا بين الدول وأصبحوا يعتقلون في الدول التي يذهبون إليها، فكفى الكيل بمكيالين.

نؤكد على ما دعا اليه جلالة الملك أن العرب يجب أن يتحدوا في كلمتهم، وأن الغرب لا يعرفوا إلا منطق القوة، وليس هناك قوة أمام العرب إلا أن يتحدوا بكلمتهم، ونكرر ما قاله جلالة الملك: لن تهنأ المنطقة ولا العالم إلا بسلام عادل يضمن للفلسطينيين نيل حقوقهم على ترابهم.

ماذا علينا أن نفعل؟ يجب أن تبقى الجبهة الأردنية موحدة، فالأردن اليوم في عين العاصفة، الموضوع ليس لنا قضية خارجية بل القضية داخلية، فالأردن في عين العاصفة يجب أن نبقى متحدين على صعيد الجبهة الداخلية، لا نسمح للغوغائية أن تخترق صفوفنا، لا نسمح لنداءات تنادي بعصيان مدني التي تضعف الأردن وبالتالي تضعف فلسطين، لأنه إذا كان الأردن قويا ففلسطين قوية.

الالتفاف حول القيادة الهاشمية، اليوم الشعب والقيادة في خندق واحد، الشعب طالب والقيادة سارت بنفس الاتجاه بالنسبة لاستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وعدم عودة سفير الكيان إلى عمان وهذا بمثابة قطع العلاقات الدبلوماسية إلى أن تضع الحرب أوزارها، ووقتها لكل حادث حديث.

علينا كأحزاب وطنية اليوم ليس في الوقفات وفي التعبير وإنما الأحزاب متاح لها قانوناً التعاون مع مثيلاتها ضمن قانون الأحزاب وضمن الدستور ببناء تحالف رديف لما يقوم به جلالة الملك ونساعده في دبلوماسيته التي يقودها وتوضيح موقف الأردن والعرب وإبراز القضية الفلسطينية وإعطائها مركزيتها التي تستحقها في خضم ما يحدث.

ما تشهده غزة مخطط له منذ سنوات

باعتقادي بأن ما يحدث ليس وليد اللحظة أو الصدفة، وأن 7 تشرين الأول كان عبارة عن مرحلة من مراحل مخطط قديم جديد، وهذا المخطط خلال السنوات الماضية رأيناه بأكثر من نمط وأكثر من طريقة، هذا المخطط يهدف بشكل رئيس إلى إنهاء القضية الفلسطينية وإنهاء الهوية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، واستبدالها بدولة واحدة فقط لا غير وهي دولة الكيان الصهيوني، وممكن أن سردية التاريخ، ولا أريد العودة كثيراً للوراء، بل سأعود لما قبل ست أو سبع سنوات منذ حكومة ترامب وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والتاريخ ما قبل ذلك الجميع يعلمه وقرأه والجميع يعلم السيناريوهات التي مرت بها القضية الفلسطينية في أكثر من محطة، لكن المحطات في آخر سبع سنوات توضح حجم المؤامرة وحجم القضية التي تحاك أولاً على القضية الفلسطينية وإنهائها، وثانياً حول قضية الدول العربية أو العروبة بشكل عام.

منذ إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل اتضحت البوصلة والصورة وأن هذه العملية لن تطول، وأن المخطط حقيقي وواضح للوصول إلى إفراغ الهوية الفلسطينية من فلسطين، وإحلال الهوية للكيان الصهيوني بديلاً عنها، ولحق ذلك في عام 2021 الإعلان عن صفقة القرن، وهذه أيضاً كانت طريقة أو بوابة أخرى فيما يطمح له الكيان الصهيوني، وفي مراحل أخرى وما قبلها كان الأردن رأس حربة، وكان الأردن دائماً موجودا في الساحة السياسية والدبلوماسية قائدا ولا يُقاد، يقود الرأي العام بكافة دول العالم، كان دائماً صاحب موقف ثابت بقيادتنا الهاشمية، يوضح خطورة هذه الصفقات، ويوضح أي اتجاه ويوضح ما هي معطيات هذه الصفقات، وبالتالي هو دائماً رأس حربة لإحباط هذه المخططات الصهيونية، فليس جديدا إطلاقاً الموقف الأردني الذي لاحظناه اليوم في عملية أو حرب طوفان الأقصى.

انتهت هذه المرحلة بـ7 تشرين الأول، وبدأت مرحلة جديدة، فاليوم وجدنا بأن هناك محاولات كثيرة وعديدة لهذا الكيان دبلوماسية وسياسية وضغط اقتصادي على المحيط حتى يتقبل صفقة القرن، وعندما رأى نفسه بأنه غير قادر على اجبار المحيط واجبار المجتمع الدولي بقبول هذه الصفقة وهذا النمط الجديد حاول من خلال تصفية القضية بالطريقة العسكرية، وكانت الذريعة في 7 الشهر الماضي، وبغض النظر إن كانت هذه العملية هم على علم بها أو غير عالمين فيها أو لا يوجد معلومات استخبارية، فهذا الكلام ليس هو الأساس، ما يعنينا ردة الفعل التي حصلت ما بعد ذلك وهل كان مخططا لها في حال وجود عملية مقاومة قبل هذا التاريخ، أو بعده، أعتقد أنها عملية وقت لا أكثر ولا أقل، فالحرب قائمة وموجودة.

منذ بدء هذه الحرب بدأت المرحلة، وأعتقد أنها المرحلة العسكرية لتصفية القضية الفلسطينية، وتتكون باعتقادي من ثلاث مراحل، الأولى إنهاء وإبادة كل مظاهر الحياة في قطاع غزة، وتقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة مجالات: شمال، وشمال وسط، وجنوب، وجميعنا يعلم خلال السنوات الماضية بأن مركزية الحياة في غزة كانت المنطقة الشمالية: المؤسسات الحكومية، الاقتصاد، التجارة، السياسة، نحن نتحدث عن غزة معنى ذلك أننا نتحدث عن الشمال، وحتى خلال الأربع حروب السابقة لم يضرب الشمال بقدر ما ضرب الجنوب، فكانت العملية عكسية تماماً، ودليل ذلك حي الزهراء كان قائما لفترة طويلة خلال هذه الحروب ولم يطلق عليه ولو قنبلة واحدة إلا في المرحلة الحالية، وهذا دليل على بدء مرحلة تصفية القضية من بوابة غزة، فباعتقادي أن طموح الكيان الصهيوني ينحصر في بدء تصفية القضية الفلسطينية من مدخل إنهاء مظاهر الحياة في شمال قطاع غزة وشمال شرق قطاع غزة، وتهجير ما لا يقل عن مليون و200 ألف غزاوي إلى أقصى الجنوب، وهذا حصل بالفعل، اليوم من تم تهجيره يتجاوز عددهم ما بين 900 إلى 950 ألفا، وثالثاً تحويل غزة إلى مخيم كبير، وهذه المرحلة هي التي ستكون لاحقاً تمهيدية إلى مرحلة تصفية القطاع، خلال هذه المرحلة يتم الآن التضييق على أهلنا في الضفة الغربية، وكل ما يحدث مخطط له بشكل واسع وشمولي.

اليوم الكيان لا يعمل على ضرب قطاع غزة، بل يعمل على ضرب كل مفاصل دولة فلسطين، وأنا أسميها دولة فلسطين، كل مفاصل المجتمع الفلسطيني ومكوناته، قوى سياسية وقوى دبلوماسية وقوى عسكرية ومقاومة، كل المقومات يعمل عليها اليوم الكيان الصهيوني.

أتمنى أن يفشل هذا المخطط الذي نتحدث به، وأن يكون الأردن اليوم كما كان دائماً أن يكون رأس حربة لإفشال أي مخطط وفعلياً من يستعرض الموقف الأردني منذ اليوم الأول لبداية هذه الحرب كان موقفا ثابتا، فمنذ اليوم الأول كان جلالة الملك في جولة في الاتحاد الأوروبي وبعد ذلك انتهت في أميركا، وأطلقت قمة السلام في مصر، كان هناك جولة ثانية وثالثة لجلالته، وكان هناك تأثير على الموقف الإيطالي بداية، وكان هذا بداية لتغيير موقف مكونات الاتحاد الأوروبي باتجاه تصوير المأساة وحجم الجرائم التي تقع في قطاع غزة، وبالتالي إعادة تصدير الحرب بشكل مختلف، بشكل حقيقي عما وصل له الإعلام الغربي في بداية هذه الحرب.

وهنا يجب التأكيد على أن الإعلام الأردني قام بدوره وواجبه، منذ اليوم الأول كان هناك مشاركات قوية جداً من صحافتنا الرسمية ومن قنواتنا الرسمية في التغطية بكل مكان، سمعنا قصص بطولات، وبالطبع يجب الاستمرار محليا وعربيا بتصدير رسالة إعلامية حقة توضح حجم هذه الجرائم، وتوضح هذا المخطط للمجتمع الغربي، وحتما سنشهد تغييرات قريبا في كل ما يحدث والنمط سيختلف في قادم الأيام إذا صمدت المقاومة من الآن إلى ثلاثين يوما إضافية أو أقل بقليل فأعتقد أن مجريات الحرب بشكل كامل ستختلف وسيكون هناك طاولة مباحثات أخرى وسيتم تأجيل هذا المخطط، ولا أقول إنهاؤه، لأن الكيان الصهيوني لا يكل ونحن أيضا لن نكل، والفلسطينيون لن يكلوا، لأنهم أصحاب الحق وأصحاب الأرض.

عودة للمربع الأول فلسطينيا

: في حديثه مع الدويري قال رئيس التحرير المسؤول بحكم النشاط السياسي وكامرأة كيف تقيمين دور المرأة الأردنية بشكل عام في مسألة التعاطي مع الموقف الرسمي والموقف المعبر عن رفض العدوان الإسرائيلي على غزة؟

**الدويري: أولاً أشكر دعوتكم اليوم لوجود صوت نسائي يتحدث بوعي عن القضية الفلسطينية وعن الوضع السياسي، يجب أن ندرك أن الأردن هو الدولة الوحيدة والموقف السياسي الوحيد القائم من جلالة الملك الذي كان يؤكد دائماً بأنه يجب حل القضية الفلسطينية بناء على حل الدولتين، ونحن من أكثر الدول المتمسكين بحل الدولتين، وفي اجتماعات الأمم المتحدة الـ 76 كما نذكر جلالة الملك كان القائد الوحيد الذي تحدث عن القضية الفلسطينية وأهميتها وأننا نعيش أزمة عمرها 76 سنة ولم تنته هذه الأزمة، وحتما نتيجة لذلك تحدث كوارث.

الكارثة التي حدثت في 7 تشرين الأول هي إحدى كوارث المراحل المفصلية التي تعيشها فلسطين المحتلة، وأعادت الحوار إلى المربع الأول الذي تطالب فيه المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملك بحل الدولتين ومنح الفلسطينيين حقوقهم على أرضهم.

الموقف الشعبي الأردني ما يجعله مميزا برز خلال مرحلة ما قيل عنه الربيع العربي ولغاية اليوم هو وحدة صفه، فلا يوجد لدينا تباين بين الرأي الشعبي والرسمي، وهذه قضية مهمة، إذا ما شاهدنا اليوم ما يخص الموقف من القضية الفلسطينية في العديد من الدول هناك تباين في الآراء، إلا أن الموقف الأردني كان موحدا في الصفوف دائماً والجبهة الداخلية كانت موحدة.
واقع الحال اليوم يقول كلنا في خندق واحد، علينا ان نستثمر ذلك في تحويل الرواية التاريخية او الأكذوبة التاريخية التي برمجتها إسرائيل في العقل الغربي، وأن نستثمر رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين نقلوا هذه الصورة، بنشر الرواية الحقيقية عن فلسطين.

ويجب أن يقوم الإعلام الأردني، وهو يستطيع، بتشكيل خلية أزمة لعمل رواية تاريخية فلسطينية ما بعد الكارثة، فالأزمة لم تنته، بل بالعكس نحن يجب أن ننظر إلى ثلاثة محاور رئيسية: إسرائيل وغزة وفلسطين، هذه المحاور الرئيسية داخل القضية الفلسطينية ستشكل خارطة الطريق القادمة للمحور الأساسي الذي تدعو له أميركا والغرب في صفقة الازدهار التي دعا إليها ترامب وصنفت إعلامياً بصفقة القرن، هي لم تنته، بل تم إخمادها بشكل معين وبصورة من الصور.

الموقف الرسمي الأردني كان واضحا ضد التهجير، يجب أن نعي تماماً بأن خروج الفلسطينيين من أرضهم اليوم ليس كعام 1948، هو خروج رسمي لإعلان الوطن البديل وإنهاء القضية الفلسطينية، وهو ما يرفضه الأردن، ونحن الدولة الوحيدة التي تدرجت بتصعيد الموقف السياسي، ولا زلنا سنقوم بتدرجات أكثر، كما أن الأردن من أكثر الدول التي توحد فيها الخطاب رسميا وشعبيا واعلاميا في كل الأزمات السياسية التي عشناها.

الأردن لديه عقيدة قوية وهذا واضح بالتكاتف الشعبي والرسمي، والقضية الفلسطينية هي قضيتنا المحورية والرئيسية، وعلى أساسه يجب أن تكون هناك كل المنصات الإعلامية وكل المؤثرين وكل الكتاب والصحفيين والمرأة جميعهم يعملوا ضمن هذه الخلية، وأتمنى أن تكون «جريدة الدستور» أول من يؤسس لهذه الخلية الإعلامية، فمن الواضح أن الحرب على غزة اليوم هي الأشرس والأقوى لأنها تسعى إلى تدمير البنية التحتية لغزة التي بنيت بصعوبة.

** الريالات: نشكر الأستاذة نور على مداخلتها، وفيما يخص الخلية والدستور، فنحن في جريدة الدستور نعمل ضمن سياق رسالة الدولة الأردنية، ونحن لسنا بعيدين عن هذا الموضوع وإنما لنا دور وأدوات نقدمها بشكل أو بآخر ومنتج يقدم في سياق هذه الرسالة.

الخطاب الحزبي اليوم.. وتوافق الأحزاب من عدمه مع الأحداث


تحدثتم عن موضوع الخطاب الإعلامي، هل يمكن أن نعرف من خلالكم ما هو الخطاب الحزبي اليوم، ونحن نعلم بأن الأحزاب اليوم تتسيد المشهد السياسي المحلي، والمرحلة القادمة ستكون للأحزاب، فما هو الخطاب الحزبي اليوم، ونحن ندرك تماماً ما تقوم به الأحزاب منذ السابع من تشرين الأول الماضي من حراك حزبي قوي جداً وضخم جداً انتصاراً لغزة وللفلسطينيين، والأحزاب جزء من المنظومة الأردنية بشكل عام؟ وهل يوجد اختلاف بالآراء الحزبية في الشارع الحزبي اليوم، سواء كان في الخطاب الموجه للقضية الفلسطينية أو بشكل عام؟

** البطاينة: الخطاب الحزبي أعتقد عندما يوجد الأردن تسقط الهويات الفرعية، كل الأحزاب مجتمعة في مبادئها على مركزية القضية الفلسطينية، فلا يوجد حزب مختلف عن خطاب الدولة وعن خطاب جلالة الملك، مركزية القضية الفلسطينية موجودة لدى الجميع، يجب أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه على ترابه، كلنا مجمعون بأن هذه جرائم ضد البشرية وجرائم حرب، لكن أعتقد اليوم الأحزاب وهي في خضم وضع برامجها، فكما قال جلالة الملك تحت قبة البرلمان في الآونة الأخيرة، التركيز على أحزاب برامجية مع الاحتفاظ بالأيديولوجية، لكن ليست أيديولوجية بحتة، أعتقد جميع الأحزاب يجب أن تستشرق المستقبل وتركز في برامجها على موضوع المياه والطاقة، ويجب على الأحزاب والحكومة بالتوازي أن تبحث في برامجها عن بدائل وعن استشراف للمستقبل بخصوص المياه والطاقة وصولاً للاعتماد على الذات في هذا الخصوص.

بالنسبة للانقسامات أو الاختلافات في الشارع الحزبي، فلا أعتقد أنه توجد انقسامات في الشارع الحزبي، جميع الأحزاب وراء موقف القيادة المنسجم مع الموقف الشعبي، فنحن أحزاب وطنية مرخصة ضمن القانون ونحن إفراز شعبي في النهاية، فالأحزاب جميعها منسجمة مع مبادئها، من المهم أن يكون خطاب هذه الأحزاب مغذى وطنياً.

أعتقد أننا وصلنا للخط الأحمر، فماذا يوجد أكثر من إبادة الأطفال وإبادة الشيوخ والنساء والإبادة الجماعية في هذه الحرب، أعتقد لا يوجد خطوط حُمر أكثر من ذلك.

** د.البقور: بالنسبة للخطاب الحزبي، نحن لا نرى أي منافع فيما يحصل من إجرام وفيما يحصل من تعدي على أهلنا في غزة، ولكن أعتقد أن هنالك نفع للأحزاب اليوم بخطاب موحد، وهذا ظهر جلياً في الشارع الأردني، ومن يستعرض ما قبل قانون الأحزاب الجديد، والشكل الجديد والنمط الجديد للأحزاب الأردنية بعد فترة تصويب الأوضاع، وقيادة الشارع والرأي العام اختلفت تماماً، فاليوم يوجد بصمة حقيقية للأحزاب في الشارع، هناك رأي وقيادة حقيقية وتأثير حقيقي وبيانات صدرت وموقف وعدد كبير من الخطوات اتخذتها الأحزاب سواء كانت بشكل جماعي أو بشكل فردي، فأعتقد توجد بصمة حقيقية للأحزاب الأردنية، هي مرحلة جديدة اليوم، رأينا الربيع العربي واحداث كثيرة تعرضت لها سواء كانت المملكة الأردنية الهاشمية أو محيطنا، لم يكن هناك بصمة حقيقة واضحة في الفترة السابقة ما قبل تاريخ 2023.

وبالنسبة للاختلاف في آراء الأحزاب، أعتقد بأنه الانقسام الطبيعي، وهنا سأخالف زملائي، فهناك انقسام بين بعض الأحزاب، وهناك تيارات حزبية ربما أكثرها قناعة الوسطي والذي نحن جزء منه في «النهج الجديد»، وهذا كان واضحا في وقفات تضامنية كثيرة، فلاحظناها، بالتالي يجب أن نضع الأمور في نصابها، لكن الجميل في الموضوع بأن كافة التيارات اليوم تجاهها للوطن، فكل تيار على حسب الأدوات التي يستخدمها، فهو يعتقد في النهاية بأن هذا الاتجاه يحقق النتيجة من خلال الغاية والوسيلة التي يملكها، بما أن جميعنا بوصلتنا الوطن والقضية الفلسطينية ولنصرة قطاع غزة وأهلنا في قطاع غزة فلا يوجد خلاف، بالعكس صحيا يجب أن يكون هناك لونان وطريقتان وأداتان، لا أريد تسميتهم تياران بقدر ما سأسميهم لونان أو طريقتان أو طيفان في الشارع الأردني، وهو موجود من وجهة نظري.

** د. المومني: أقول باختصار، إضافة لما تفضل به الزملاء الكرام، الأحزاب جزء من المنظومة الوطنية بالخطاب الشعبي في هذه الحالة، لكن الجيد في هذا الأمر أن هناك حالة من التماهي والتقارب ما بين الخطاب الرسمي والشعبي، هناك تقارب كبير بسبب الموقف المتقدم والشجاع لدولتنا، وبالتالي هذا جعل هناك حالة من التماهي والتمازج ما بين الخطاب الرسمي والشعبي، وأعتقد أن الأحزاب السياسية جزء من صياغة هذا الخطاب وجزء من التفاعل مع هذا الخطاب بطرق مختلفة، ببياناتنا السياسية المختلفة وبوقفاتنا..الخ.

وفيما إذا كان هناك فرق بين المواقف المختلفة للأحزاب؟ أقول نعم، وهنا سأعطي مثالا سريعا، هناك عدد من الأحزاب قالوا بأنهم سيذهبون لعمل مسيرة على الحدود، نحن في حزب الميثاق كان موقفنا العكس تماماً، حيث رأينا بأن هذا مساس بسيادة الدولة، هذا موقف واضح، ورأينا بأن هذا إضعاف لموقف الدولة وخطر، وطالما شددنا في بياناتنا بأننا لا نأتمر إلا لدولتنا، فالملك عبدالله الثاني هو الذي يأمرنا، لا نقبل بأي شيء آخر، ولا ننكر أن بعض الأحزاب لم تتحدث بكلمة عن التهجير، فليست أولوية بالنسبة له، لكن بالنسبة لي فهذا أخطر شيء، هذا إعلان حرب، فالفرق واضح، من يمحص واضح جداً الفرق، الأحزاب الوسطية تتقارب، لكن حتى في الأحزاب الوسطية هناك فرق، لذلك الفروق موجودة.

** الدويري: سأتحدث بصفتي امرأة حزبية وكاتبة، بالنسبة للأحزاب أنا أتفق مع الجميع بأن الانقسامات طبيعية، نحن اليوم نعيش تجربة حزبية جديدة، وهي مفصلية للأردن، وأعتقد أن هذه الكارثة في غزة رغم كل أبعادها الصعبة إنسانياً وسياسياً واقتصادياً سنعاني من تداعياتها وهذا أمر واضح.

وما يجب تأكيده هنا أن الأحزاب نجحت في الامتحان الأول قبل الانتخابات، نجحت في أن تعلن تحالفات مباشرة أو غير مباشرة، سواء انقسمت أو لا، لكن هناك مجموعة من الأحزاب من أقسى اليمين ومن أقسى الوسط تحالفت معاً أياً كانت الأجندات التي اتبعوها، لكن كان هناك وضوح بأن هناك رغبة إلى تحشيد الرأي العام والوقوف خلف الإرادة الرسمية والسياسية وهذه محاور أساسية مهمة اليوم، يجب أن ننظر إليها بإيجابية في نمو الأحزاب الجديد ضمن الهيكل الجديد، فنحن عشنا أربع نكبات حزبية صعبة اليوم ندخل مرحلة حساسة وهي المرحلة الخامسة من الحياة الحزبية في الأردن وهذا المنعطف الحاد بدا به أن الأحزاب قادرة على أن تتحمل المرحلة القادمة وأن توجه خطابا سياسيا واضح المعالم وواضح المعايير.

دروس وتدخل عربي وسمة الحرب الدينية

** السابع من تشرين الأول الماضي كان بمثابة صفعة للكيان الصهيوني، ولكنها كشفت أيضاً لدينا الكثير من الأزمات، ما هو الخط الأحمر لتدخل الدبلوماسية العربية والإسلامية بشكل قوي لوقف الإبادة التي تحصل في غزة؟ وما هي الدروس المستفادة، ودوركم كأحزاب بهذا الشأن، وتحدث الدكتور محمد المومني أن الحرب في غزة ليست دينية لكن الخطاب الصهيوني يركز على أن هذه الحرب هي حرب دينية، كيف تردون على ذلك؟.

** البطاينة: أنا أريد التركيز على الخط العربي، هناك من يحاول وضع الصبغة الدينية على هذا الموضوع، الموضوع هو قومي أكثر من ديني، الخطاب الصهيوني يركز على أنها حرب دينية، وهذا مقصود ونحن نركز كما قال الدكتور محمد المومني بأن الموضوع ليس دينياً بل الموضوع هو قومي وهو تاريخ وواقع ومستقبل مشترك.

** د.البقور: بالنسبة للخط الأحمر، هناك كلمات قوية صدرت عن الأردن وهذه أحد ألاسلحة الدبلوماسية والسياسية، لكن مع الأسف لم يجار الأردن وقيادتنا أي دولة، اليوم الأردن لا يستطيع تحت أي ظرف من الظروف قيادة رأي سياسي دبلوماسي يضغط على الكيان وأصدقاؤه بمعزل عن العالم العربي والعالم الإسلامي، كنت أنتظر مع أنني لست متفائلاً كثيراً، أن يكون هناك تلميح لإلغاء اتفاقيات السلام، وخطوات فعلية في إنهاء عمليات التطبيع ما بين الدول العربية والإسلامية والكيان، إنهاء للوجود الدبلوماسي بكل أشكاله وألوانه، اليوم نتحدث عن خطوات سياسية ودبلوماسية ليس أكثر ولا أقل، فالخط الأحمر تعديناه، لكن لا بد أن يكون هناك خطوات فعلية.

وبالنسبة للدروس المستفادة في الشارع، أعتقد أنها جزء من الخطاب الحزبي، اليوم الشارع الأردني أصبح أكثر قرباً أولاً من الأحزاب وأكثر قرباً من صانع القرار، لحمتنا دائماً ووحدتنا الداخلية تظهر في الأزمات، ونحن نفخر بأننا جزء من الأردن وأبنائه، كلما كان هناك شدة في الأزمة كلما كان هناك ضيق كلما كان لدينا وحدة صف، كثيرا من الأمور الجانبية في الوطن تتلاشى تماماً في وجود هم أكبر، وهذا لا نراه إلا في الأردن مع احترامنا لجميع الدول العربية، فالأردن يتناسى همومه ومشاكله وتبقى وحدة الصف تحت قيادة واحدة موحدة وهي القيادة الهاشمية.

**د.المومني: الخطاب الصهيوني يقول بأن الحرب دينية، وهذه الملاحظة مهمة، وهي مهمة لأن من مصلحته أن يقول بأنها حرب دينية، حتى يجيّش الموارد والعواطف العالمية، هناك 60 مليون أميركي دعمهم لإسرائيل بناءً على الرواية الدينية لديه، وفي واقع الحال «أنا من مصلحتي عكسه تماماً»، مصلحتي أن أقول للناس بأن هذه حرب كرامة وطنية لشعب يريد أن يحقق مصيره، وأننا عشنا مع اليهود على هذه الأرض وعشنا معهم في القدس منذ 1400 سنة، من العهدة العمرية ونحن نعيش بسلام مع اليهود والمسيحيين في القدس، باستثناء فترة الحروب الصليبية، عدا ذلك لا يوجد مشكلة، إذن ليست حربا دينية، فمصلحتي أن أقول أنها ليست حربا دينية.

هل ستأتي الدول الأخرى دبلوماسياً؟ الواقعية السياسية تقول بأن من في رأس حربة هذه الأمة في هذا الأمر هم الفلسطينيون والأردنيون، من يتابع ردود فعل الآخرين، ليست معنية مثلنا، وبالتالي نحن المعنيون أساساً لمصالحنا العليا وجغرافياً وديمغرافياً.

بالنسبة للخط الأحمر، منذ عام 1948 والخط الأحمر قائم على الأردن، فالخط الأحمر موجود والتهديدات موجودة، مباشرة أو غير مباشرة موجودة، الضغوطات الإقليمية علينا اليوم فنحن لسنا فقط نواجه الكيان الصهيوني، هناك مخططات كثيرة، فهناك عدد من المعايير الصعبة التي نتحدث عنها اليوم جميعها تصب في الضغط على الأردن، ومن الجميل أن كل الرهانات دائماً على الأردن كنا نتجاوز المراحل الصعبة لأن لدينا تكاتفا في الخطاب.

أعتقد أن الأحزاب تواجه اليوم درسها الأول وامتحانها الأول، وإذا استمرينا على هذا الأمر فأعتقد أننا في النمو الصحيح والطريق الصحيح بأن نبني حياة سياسية وحزبية كما يريد جلالة الملك بأن نصنع حكومات برلمانية في المستقبل القريب.
** البطاينة: ما تفضل به الدكتور فوزان فيما يخص الأحزاب، أعتقد إن جازت المسطرة، الأحزاب الوسطية واليسارية بالنسبة لفلسطين لا تختلف مواقفها كثيراً، أما بالنسبة لما تفضل به الدكتور المومني بالنسبة للحدود فنحن كحزب وسطي نفس الموقف، وبالنسبة لموضوع الوطن البديل عبرت عنها الأحزاب بلغات مختلفة، في بيانات أحزاب مثل حزب إرادة تحدثنا عن اللاءات الثلاث، والوطن البديل هو اللاء الثالثة لجلالة الملك.

أما بالنسبة لموضوع من البحر إلى النهر أو الدولتين، نعتقد أننا نساعد جلالة الملك الذي يطالب بحل الدولتين، هذا أمر شعبي أيضاً وهو ما يطلبه الجميع، هذا ضغط يقوم به جلالة الملك، واليوم إذا تحدثنا بلغة دبلوماسية ومعاهدة سلام، مثلما ستتذكر ما عليك يجب أن تتذكر ما لك، أين نحن من موضوع المياه ومن موضوع الوصاية الهاشمية التي تتعرض كل يوم لمضايقات ومحاولات إخلال بها، أين نحن بمعاهدة السلام من محاولات فرض واقع لشرق أوسط جديد.

 دعم جهود جلالة الملك

**  ما هي خطواتكم وجهودكم لتعزيز الجهود الملكية والموقف الأردني عربياً وعالمياً، وما هي مبادراتكم لتعزيز الوعي وتوجيه الرأي العام الأردني للفهم الصحيح للقضية الفلسطينية، أما إنسانياً هناك مبادرات للأحزاب لتقديم المساعدات الإنسانية للإخوة في غزة؟

** د.المومني: دعم الجهود الملكية كل جهد شعبي يحدث الآن: حزبي، إعلامي، تحليلي، إغاثي، جميعها تصب في دعم الجهود الملكية.

بالنسبة لنا نؤمن تماماً أن التحرك على المستوى الدولي يجب أن يتم ضمن منظومة الدولة الأردنية، هذه قناعتي، وأعتقد أن هذا متسق تماماً مع قانون الأحزاب، كان يسألنا بعض الإخوة هل انتم مستعدون كحزب أن تذهبوا إلى المحكمة الجنائية الدولية؟ الجواب ضمن منظومة الدولة الأردنية، فمتعارض مع قانون الأحزاب أن أقوم بذلك، يجب أن نسير ضمن منظومة الدولة الأردنية، وإذا حصل مثل هذا الأمر بأن نذهب لمحاكمة إسرائيل في المحاكم الدولية فيجب أن يكون بتقديري جهد عربي مشترك وليس فقط أردنيا، لأن هذا يحتاج لجهد قانوني له تكلفة قانونية وتكلفة سياسية يجب أن يكون عملاً جماعياً عربياً مشتركاً، فالتحركات الدولية نريدها ونفعلها ضمن منظومة الدولة الأردنية ومؤسسات الدولة الأردنية.

بالنسبة لتوجيه الرأي العام الأردني نعم، هناك حالة من الشحن العاطفي الكبير بسبب ما يتعرض له أهلنا في غزة، والفلسطينيون في الضفة الغربية، ويجب أن لا ننسى الضفة الغربية فمن المهم أن نركز عليها، نحن في دورنا سواء كان في بياناتنا أو مواقفنا أو مسيراتنا.

إنسانياً، نحن أطلقنا مبادرة وكانت من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، وخاطبناها من أجل ان نستنهض طاقات أعضائنا ومناصرينا، من يستطيع أن يفعل شيئا فليقدمه، فالشتاء قادم على غزة، وغزة لا يوجد لديهم أي شيء، أقل أمر إذا لدينا نخوة ورجولة وقومية أن نقدم ما نستطيع لهم، فنحن قمنا بما نستطيع، وأعتقد أن هناك جهدا وطنيا أردنيا محترما في هذا الموضوع.
**الدستور: الدكتور المومني، قبل أيام صدرت تصريحات إسرائيلية بأن هذه الحرب في غزة أمام خيارات زمنية مفتوحة، كيف يقرأ الأردن هذه التصريحات، وفي حال توسع الحرب ما هي السيناريوهات أو التجهيزات الأردنية؟

** د. المومني: توسع الحرب زمنياً، نحن نريد ان نكون مهيئين لكل الاحتمالات، علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات الواردة، هل ممكن أن تتوسع الحرب؟ الخارطة واضحة، الدول تعمل لمصالحها، فهناك من يتحدث ليل نهار عن القضية الفلسطينية، لكن هذا كله لاستهلاكات الرأي العام وللشحن العاطفي، عندما يأتي الجد فالكل يبحث عن مصالحه، لذلك يجب أن نكون مهيئين لكل السيناريوهات بأن الحرب قد تطول، يجب أن نصبر ونبقى متحدين مع بعضنا البعض ونجابه معاركنا جميعها، المعركة العسكرية أحد هذه المعارك، والمعارك الأخرى ممتدة ومستمرة وسننتصر بها بإذن الله.

** البطاينة: بالنسبة للجهود لدعم الموقف الملكي، ما تفضل به الدكتور المومني بالنسبة للمحكمة فهذا دور دول وليس أحزابا، لكن مخاطبة الأحزاب لا تتعارض مع قانون الأحزاب، فاستشرنا قانونياً الهيئة المستقلة للانتخاب ومفاصل الدولة والرسائل التي سوف توجه هي متسقة مع تصريحات جلالة الملك ووزارة الخارجية الأردنية، وهذا دعم، اليوم نقابات المحامين تنسق مع بعضها البعض فما بالكم بحزب سياسي، فمنصوص في القانون على إمكانية التواصل مع الأحزاب عالمياً في قانون الأحزاب بأنه يجوز ذلك.

وفيما يخص جهود التوعية حول القضية الفلسطينية، أنتم تتحدثون عن أمر استراتيجي للأجيال، حزب إرادة اليوم هناك لجنة وطنية تقوم في وضع منهاج للمدرسة الحزبية ابتداءً من المفاهيم الديمقراطية في العالم، التجارب الحزبية في العالم، سردية الدولة الأردنية، القضية الفلسطينية إلى الدستور إلى مفهوم الديمقراطية الاجتماعية التي ننتهجها في حزبنا، هذا ضمن منهاجنا ويجب أن تعلم للأجيال حتى ترسخ القضية الفلسطينية في أذهانهم بشكل أكبر مما تقوم به وزارة التربية والتعليم.

وبالنسبة للدعم الإنساني، نحن إلى جانب الوقفات نقوم بهذا الدور، على سبيل المثال لدينا وقفة في مخيم غزة يوم الجمعة وسيارات التبرع بالدم موجودة، ما أريد قوله اليوم العائق هو عملية الوصول، فتبقى هاجسا، وهنا نعول على الدولة الأردنية وأعجبني ما قامت به الدولة الأردنية بتقديم المساعدات عن طريق المظلات المزودة بالـGBS، فنعول على هذا الموضوع.

** د. البقور: بالنسبة للخطوات، أعتقد أن أهم الخطوات الآن هي الإعلامية الحزبية، وهي رديف للإعلام الرسمي ورديف للإعلام الخاص، فالمعركة الحالية التي نحن بها والمعركة القادمة ما بعد الحرب سترتكز بشكل أساسي على الآلة الإعلامية، ويجب أن يكون هناك تنسيق مشترك ما بين الآلة الإعلامية الرسمية والخاصة والحزبية، هذا يجب أن يصب أولاً في إيجاد خطاب مشترك يوضح سردية وتاريخية، اليوم قطعنا شوطا طويلا من النجاحات في هذه الحرب، وجيل كامل تعاد القضية الفلسطينية أمامه، فالجيل الجديد كان بعيداً عنها ليقرأوا تاريخ فلسطين وتاريخ معركة الكرامة والنكبة وحرب الـ48، ما حققناه اليوم صحيح به خسائر بشرية، ومصابون وبنية تحتية ولكن أعتقد في الجانب الآخر هناك صورة مشرقة، ويجب أن تكون هذه الصورة فيما بعد الحرب مشتركة وأن يتوسع الإطار، وأعتقد أن تجارب من نوع تجربة حزب إرادة في إيجاد لغة حوار مشترك مع أحزاب أخرى في خارج الوطن لتصوير الحدث وتصوير الحرب بشكلها الحقيقي يحقق نتائجه.

اليوم نتحدث عن مسارات سياسية بقدر ما نتحدث عن شكل إعلامي وإطار إعلامي لتوضيح خطورة الموقف وخطورة الحرب وخطورة الجرائم، فلدينا رسالة إعلامية في حزب النهج الجديد قوية جداً، ونحن نعتقد أننا من الأرقام المتقدمة بهذا الشأن، فلغة الخطاب الإعلامي مهمة جداً، وجودنا اليوم هو جزء من نجاح هذه الأداة.

مبادراتنا لتعزيز الرأي العام، نحن كحزب النهج الجديد خاطبنا مجموعة من الجامعات، فئة مهمة جداً، وهي طلاب الجامعات، يجب أن نجد لهم مسارا مشتركا للتعبير عن رأيهم اولاً ولإيجاد طريقة عصف ذهني مهم حتى نرى ما لديهم من أفكار بخصوص ما بعد مرحلة الحرب.

وأعتقد بأن الحرب طالت أو قصرت ستنتهي، وبإذن الله تعالى لن تنتهي وإلا والغلبة لنا، ومرحلة ما بعد هذه الحرب، الحرب ستنتهي لكن الأطماع الصهيونية لن تنتهي، فهذا حلم للكيان الصهيوني ولن ينتهي إلا بنهايتهم، فيجب أن نتوجه الآن إلى الجامعات وأن يكون لنا دور حقيقي كأحزاب في داخل الجامعات، لإيجاد لغة خطاب مشترك ما بين الأحزاب وطلبة الجامعات.
بالنسبة للمبادرات الإنسانية، كان لنا دور، ولا نزاود على الأحزاب، فأحزابنا جميعها وطنية بقيادة الأمناء العامين، نحن كان لنا بشكل رديف للحملات التي قاموا بها، حملة تبرعات مالية وحملة تبرعات بالدم، وهذا يدل على أننا فزعة واحدة وفي مركب واحد، وأقول هنا بأن المواطن الأردني رغم كل الظروف الاقتصادية التي يمر بها يقطع عن بيته ويرسل تبرعات لأهلنا في غزة.

** الدويري: كمبادرات حزبية، تحدث الجميع عن أن الأحزاب تتكاتف اليوم سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي لإعداد مبادرات، في حزبنا، حزب إرادة سنقوم الآن بإعداد مهم لمبادرة مهمة ستتضمن العديد من الفعاليات والأمور، نجهز الآن إلى حراك مهم سيتم الإعلان عنه إعلامياً في وقته بعد الانتهاء من التنظيم.

إنسانياً، كنا من أوائل الأحزاب التي نظمت مبادرات بهذا الشأن، نظمنا أمورا عديدة للتحضير لمدرسة حزبية وإلى دورات مهمة ستتوجه للشباب، نحن استهدفنا في حزبنا طلاب الجامعات والكليات وحتى المدارس، والحراك القادم سيكون بهذا الاتجاه، وأيضاً المرأة سيكون لهم فعالية مهمة في هذا الموضوع، وكما قلنا بأن السابع من الشهر الماضي أعادت أهمية القضية الفلسطينية وأعاد الامور إلى الصفر وعزز جميع الأجيال التي اعتقدنا بأنه يجب علينا أن نعمل عليهم أكثر، اليوم سيكون العمل عليهم أقل.

الدستور
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير