جفرا نيوز -
جفرا نيوز- محمود كريشان
*هذا هو سيدنا
إنه الصباح الهاشمي، البهي، القادم من وهج الخيل وصهيل النصر والصبر.. الصَّهيل الهاشمي، الذي منحنا خبزنا وكرامتنا وطمأنينتنا، لتزهر الأرض الطيبة بالرياحين.. والنّخيل الهاشمي وارف الظلال.. في هذا الحمى الذي لم يعط غير الحب.. لنا.. ولكل ظامئ قلب!.. فالفضاء الرحب عطر.. والثرى الطاهر.. "حنّا".. ففي عهد سيدنا الهاشمي الملك عبدالله الثاني، أصبح الأردن رايةَ انتصار، وحكاية على فم السنابل، وفي ضمائرِ السيوفِ، والجدائل.. ترويدةَ الأحرار.. كرامة وكبرياء وثراه المُزدانِ، بالدَحنونِ، والنِّوار.. لتبقى مؤسسة العرش النبيل، في وجدان الأردنيين، نبض عشق، وحكاية فرح، ومسيرة نهضة وبناء ونماء في هذا العهد الهاشمي الجميل، الذي لا نجزع فيه ولا نجوع أو نخاف.
مجمل الولاء.. والعشق.. هذا هو سيدنا الملك عبدالله الثاني حفظه الله وأعز جنده وحفظ الله ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.. و: فلقد كَبَّرَ الحمى مَعَهُ.. وكانَتْ.. يداهُ لًشَعْبه أَنْدى يَدَيْن..
*الالبوم الهاشمي
جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، ويظهر اللواء الطيار محمد الشميساني، المرافق الشخصي العسكري لجلالة الملك الحسين بن طلال
*.. والله غير آخذ بثأرك يا موفق..!
للتأريخ.. فإنه وفي معركة إشتبك فيها سلاح الجو الملكي مع العدو الإسرائيلي في السموع/ الخليل عام 1966 إستشهد على إثرها البطل الملازم أول موفق السلطي، إذْ كان من أفضل تلاميذ ومن أعز أصدقاء المقدم الطيار المقاتل فراس العجلوني، وقد تجاورا في جبل اللويبدة، وقد أقسم العجلوني على ضريح الشهيد السلطي أن ينتقم له قائلا: والله غير آخذ بثأرك يا موفق.. وفي صبيحة الخامس من حزيران 1967، خرج فراس وزملاؤه لضرب أهداف في العمق الإسرائيلي من بينها مطار اللد، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية منشغلة في ضرب مطارات سورية ومصر، وفي هذه الجولة دمر فراس وزملاؤه العديد من الطائرات الإسرائيلية وكثيراً من الأهداف العسكرية للعدو.
وبسبب عدم قدرة الطائرات التابعة لسلاح الجو على التزود بالسلاح الكافي لإنجاز مهمتها في مرة واحدة، عادت الطائرات لقاعدة الملك الحسين الجوية بالمفرق للتزود بالذخيرة والوقود، حتى تستكمل مهمتها القتالية، وقد أمر سربه بالتجهز لعملية أخرى فور التزود بالذخيرة والوقود لإكمال المهمة وتدمير المزيد من قواعد العدو.
وبالفعل تهيأ السرب للمغادرة والإقلاع مرة اخرى لكن طائرات العدو كانت علمت بالهجوم على قواعدها وقررت المباغتة هذه المرة، فتوجهت على الفور الى قاعدة الحسين العسكرية بالمفرق وفي اللحظة التي كان القائد يهم بالاقلاع بطائرته دوت صفارات الإنذار في أرجاء المكان، لكن ولأنه "النسر البطل" فقد قرر المواجهة وعبثا حاول الإقلاع بطائرته للتصدي لطائرات العدو المتطورة، فغافلته قذائفهم وهو يوشك على الإقلاع، فحلّق شهيدا فوق ثرى الأردن، قاتل وإستشهد مجاهدا لأجل فلسطين.
وكان للشهيد العجلوني شرف تسجيل أول مقاتل طيار عربي يقوم بمهاجمة الأهداف العسكرية في العمق الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المغتصبة، فكان رمزا واقداما لأول طيار مقاتل يضرب عمق الأهداف العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، وأن سربه الجوي أسقط (9) طائرات ميراج صهيونية في معركة واحدة، قبل أن تغدره الطائرات الإسرائيلية في قاعدة المفرق الجوية في حرب حزيران 1967 بعد أن فشلوا بإصطياد النسر الأردني جوا.. عموما تمت العملية بنجاح كبير، وكان أوفى "فراس" بوعده الذي قطعه على نفسه، بالثأر لرفيق دربه موفق بدر السلطي ولكنها الأرض -ثكلاك- حين تهزّ رياح حزيران أوجاعها، تجرح القلب.
ثكلى على أي جنب تنام
تعذبني كلما حَمْحَمتْ فرسٌ
نثرت شعرها وإنتخت يا فراس
سلاح الجو الملكي.. نسور محلقة في سماء المجد
البرق بعض سنائكم وشعاعكم.. والنور بعض وميضكم وشرارهِ.. والرّعد بعض هديركم ودويكم.. في القاصف الجبّار في تزآرهِ.. سيبقى سلاح الجو الملكي "عين الصقر" و"مخلبه" الذي يقطع كل من تسول له نفسه المساس بالوطن والعبث بأمنه وإستقراره..
الهقيش.. شهيد الشيخ جراح
إنه الرقيب الشهيد سند ناصر سليمان أبوسحينة الهقيش بني صخر، من مرتب الكتيبة الثالثة، وقد إستشهد في (22) أيار عام 1948 بمنطقة الشيخ جراح في القدس، حيث إستمرت المعركة عدة أيام متتالية، بعد معارك اللطرون بأيام وإستبسل فيها الجيش الأردني في الدفاع عن فلسطين وتحديدا القدس، وكان الشهيد الهقيش على مرتفع جبلي، وكان تبادل إطلاق النيران المدفعية والرشاشة ليل نهار في ذروته ما بين الجيش الأردني والعدو، وبحسب شهود عيان أن الشهيد سند أبوسحينة ببندقيته رشاش نوع "طمسه" نمرة (9) قد أوقع ما يزيد عن احد عشر قتيلا من العدو، فقد عرف عنه مهارته القتالية وخبرته العسكرية ، ورغم محاولات العدو في الوصول الى هذا المرتفع الجبلي والسيطرة عليه لطبيعته الجغرافية، إلا أن جميع محاولاتهم فشلت بسب النيران التي كانت تأتيهم من أعلى المرتفع الجبلي، وقد ظنوا أن مجموعات عسكرية أردنية تسيطر على أعلى الجبل، إلا أن بعد ثلاثة أيام متتالية من القتال الشرس، إستطاع العدو النيل من الرقيب سند من قبل القناصة، وكانت المفاجأة أن من كان يحمي المرتفع الجبلي وكبد العدو قتلى كان شخص واحد هو أبوسحينة.
إنه الشهيد الرقيب الهقيش الذي يضيء ضريحه قرية الشيخ جراح بالقدس وترعاه عائلة الخطيب المقدسية العريقة بالورد والياسمين، حيث يروي الجميع قصة جندي أردني تمكن من منع تقدم قوات العدو ساعات، لإعتقادهم أنهم يواجهون فئة كبيرة من المقاتلين لكنهم تفاجأوا بعد احتلال الموقع بجثة شهيد واحد فقط يقبض على رشاشه كان سبب عدم تقدمهم لساعات طوال.
القصة رواها لـ"الدستور" قبل سنوات الوكيل المتقاعد عبدالله ناصر أبوسحينة الهقيش بني صخر من قرية أم الرصاص والذي خاض حرب 1967 وكان موقع كتيبته في وادي التفاح/ نابلس
*يا قُـدسُ يا شَـمـسَ الهُــدى.
يا جيشـنا يا عربــي
تعيــشُ..تعيــشُ..تعيــشُ وتحيـا عربــي
علّمتَنـا معنـى الفــِدا وكيــفَ نقهَــرُ الـردى
وحيـنَ يدعـونا النِـدا نَصيــحُ يا خَيـلُ اركبـي
يا جيشـنا يا عربــي
تعيــشُ..تعيــشُ..تعيــشُ وتحيـا عربــي
يا قُـدسُ يا شَـمـسَ الهُــدى أرواحُنـا لـكِ الفِــدا
غــداً سنلتـقي غــداً على ثـراكِ الطيّـبِ
Kreshan35@yahoo.com