النسخة الكاملة

سياسيون: مقال الملك في «الواشنطن بوست» حمل رسائل حاسمة

الخميس-2023-11-16 10:18 am
جفرا نيوز -
وضع جلالة الملك عبدالله الثاني محددات واضحة للخروج من حالة اللاسلام والحرب المدمّرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وحاسما جلالته جدليات كثيرة تطفو على السطح خلال هذه المرحلة من أهمها التهجير، وغياب الأفق السياسي في القضية الفلسطينية، وذهاب تفكير البعض لما أسماه جلالته باللادولة، لتبدو تفاصيل الواقع أكثر وضوحا وحسما.

أمس الأول الثلاثاء، نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، مقالة بقلم جلالة الملك عبدالله الثاني، تضمن رؤى هامة جدا لما يدور منذ أكثر من شهر من الحرب على الأهل في غزة، بتفاصيل يجهلها كثيرون، وتأكيدات من جلالته «أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، فهي الوصفة الآمنة التي تقود لحل بأفق سياسي يضمن تحقيق السلام العادل والشامل، ويُبعد الجميع عن نقطة الانهيار الأخلاقي، باحترام مبادئ الإنسانية، وبأن يأخذ الجميع على عاتقهم مسؤولية مواجهة حقيقة ما يحدث في غزة، «مهما بلغت بشاعتها»، وضوح وجرأة وحلول حقيقية.

رسائل ملكية تضمنها مقال جلالته هامة، وضرورة، وفي تطبيقها خروج من أزمات كثيرة، وحسم للكثير من الملفات التي تعتقد إسرائيل وداعموها إمكانية في تمريرها، ففي قول جلالته: «لا شك بأن سكان غزة لن يتركوا منازلهم بسبب منشور أو رسالة نصية تأمرهم بذلك، فهم يعلمون أن المغادرة تعني فقدان الأمل والكرامة وفرصة العودة إلى أرضهم، فقد شهدوا حصول ذلك مع العديد من الفلسطينيين من قبلهم وأسلافهم طوال العقود السبعة الماضية من هذا الصراع»، حسم نهائي وواضح لما يثار في موضوع التهجير واتباع ذات الوسائل التي لن تمر على الغزيين ولن يكرروها فتاريخهم ما يزال قريبا بوجعه رغم بعده في المدة الزمنية، ولن يكرروا ما أجبر عليه من قبلهم.

وفي متابعة حول أهمية مقال جلالة الملك أكد سياسيون أن جلالته قدّم رسائل واضحة لقادة العالم، لضرورة وقف الحرب على الأهل في غزة، ووقف حالة الظلم التي يعيشها الفلسطينيون، محذرا ومنبها ومشخصا، وحاسما بلغة العقل المثالية التي يتحدث بها جلالته، ما تزال هي الأقوى في العالم.

وشددوا على أن جلالة الملك هو صوت العقل والحكمة في العالم، وبخلاف جلالته لا يوجد وسط ما نشهد من أحداث مدمّرة وحرب غابت بها الإنسانية والأخلاق وأي رؤية للعدالة، بخلاف جلالته لم يعد هناك أي أصوات عقل تحذر وتنبّه وتشخّص كما جلالته، معتبرين مقال جلالته حاجة على العالم تطبيقها.

 الدكتور تيسير النعيمي

الوزير الأسبق الدكتور تيسير النعيمي قال بلا شك المقال ترجمة وتأكيد على مقولات جلالته وخطاباته إزاء هذه الحرب الهمجية على الأهل في غزة وفلسطين، وجلالته كعادته حيال القضية الفلسطينية، لكنه في المقال أكثر وضوحا، في مقالته وضع العالم أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، فالتاريخ لن يرحم هؤلاء المتقاعسين لوقف هذه الحرب المدمرة، وانحيازهم للموقف اللاخلاقي واللانساني، إزاء ما يتعرض له الأهل في غزة.

وأضاف النعيمي كل العالم يدرك أن كل ما يتعر ض له الأهل في غزة يمثل قمة الانهيار الأخلاقي والقيمي، وانهيار لمنظومة الإنسانية، وهذا ما اكد عليه جلالته، بوضوح وصراحة، إضافة الى أن جلالته وضع قادة العالم إزاء مسؤولياتهم الأخلاقية والقيمية، لأن ما يحدث في غزة هو كارثة يجب وقفها والإنحياز لغير ذلك هو انعطافات إنسانية وانحدار سريع نحو الهاوية فيما يتعلق بمستقل العالم، وهو ما تحدث به جلالته بوضوح.

ولفت النعيمي إلى أن موقف جلالة الملك الذي تحدث به خلال المقال والذي عرف عنه دوما، يعدّ موقفا متقدما يكرس الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية والحرب على الأهل في غزة، موقف على كل الأخلاقيين والتقدميين الأخذ برؤى وموقف جلالته، الذي يرتكز على العدالة والأخلاق والتسامح والإنسانية، مقال أكد على دور جلالته على الساحة الإقليمية والدولية كصوت للعقل والتسامح وأيضا كصوت معتدل يضع الأمور في نصابها الحقيقي والصحيح.

وأعرب النعيمي عن أمله أن يأخذ العالم مقال جلالته وخطاباته على أساس أنها حالة سلام وعدل، حتى تنتهي هذه الحرب المدمّرة على الأهل في غزة، ففي الموقف الأردني حسم لهذا الواقع الخطير والمرير، وحسم لحرب تضع الإنسانية على محك الوقوع من عدمه، والأخذ بما يقول جلالته هو انقاذ وانتصار للإنسانية.

 المهندس سعيد المصري

من جانبه، قال الوزير الأسبق المهندس سعيد المصري لا شك أن صوت العقل محصور في جلالة الملك عالميا، فجلالته يتحدث بمنطق عقلاني وسبل لإعادة حياة أفضل لكل من يسكن غزة وفلسطين، وبخلاف جلالته لا يوجد أي متحدث بهذا النهج، فجلالته يضع باستمرار لغة العقل في خطاباته، ويضع نهجا يحذر منه من حرب تقترب من الجنون، متحدثا جلالته بوضوح عن الحرب والغضب مما يحدث، وعن إجراءات الاحتلال التي ليس لها علاقة بأي شيء سوى بترويع الناس وتخويفهم، وتوزيع منشورات تهديدية، ليحسم جلالته هذا الجانب بأن أهل غزة لن يكرروا النكبة، وفي نيل الاحتلال ما يريد من التهجير هو ضرب من الخيال، فالغزيون ما عادوا يخافون ولن يتركوا أرضهم والدليل على ذلك عدد الشهداء حتى الآن الذين ارتقوا، وتأقلمهم مع ظروف غاية في الصعوبة دون التفكير بمغادرة وطنهم.

ولفت المصري إلى ان جلالة الملك سيلجىء العالم قريبا لكل ما يقول لتطبيقه، وتنفيذه على أرض الواقع، فهذا اليوم قريب يعود فيه الناس لسماع صوت الواقع صوت العقل، كل حر وباحث عن الأخلاق والإنسانية، سيلجأ للغة العقل ويلتزم بها، فمقال جلالته ورؤيته هي حاجة اليوم وضرورة.

وقال المصري نشكر جلالة الملك على ما يقدم من رؤى متقدمة في السلام، والإنسانية، شكرا لجلالته الذي يحافظ على رباطة الجأش ويخاطب العقل، بكل وضوح وحسم، شكرا لولي عهده الأمين ولجلالة الملكة لكل ما قدموه من خطاب عقلاني يذكرنا بوجود الإنسانية، وحتما سيكون قريبا تنفيذ هذه الرؤية، التي غدا الأردن بقيادة جلالة الملك الأعلى صوتا لإيصالها.

 الدكتور رضا الخوالدة

واتفق الوزير الأسبق مع الآراء التي سبقته بأن مقال جلالة الملك حمل رسائل هامة لوقف الحرب على غزة، محملا جلالته قادة العالم مسؤولياتهم تجاه ما يحدث، وإن كان الأمر ليس سهلا لكنه ضرورة بأن يقوم الجميع بمسؤولياته ويوقف الحرب حتى لا نصل لنقطة الانهيار الأخلاقي، وضوح ملكي هام جدا، وفي التقاط ما تحدث به جلالته مخاطبا العالم والإدارة الأمريكية بلغتهم أمر هام وضرورة وتحتمها حرب مدمرة نالت من الآلاف من الأهل في غزة.

وحسم جلالته وفق الخوالدة رؤية الغزيين من موضوع التهجير بأنهم لن يكرروا ما أقدم عليهم من سبقهم، ولن يأخذوا منشورات ورسائل عبر هواتفهم على محمل الاستجابة، فهم صامدون على أرضهم وترابهم، ولن يكرروا النكبة من جديد، معتبرا أن هذه الرسالة بمثابة حسم عملي لما يسعى الاحتلال لتحقيقه في تخويف الغزيين واجبارهم على النزوح.

ولفت الخوالدة إلى أن مقال جلالته أعاد التأكيد على حل الدولتين وعودة الأفق السياسي، والتحذير من تبعات الحرب التي ستزيد اشتعالا إن لم يتم وقفها اليوم، بحلول سلمية سياسية، وفي هذه الرؤى الملكية الحل الذي من شأنه وقف الحرب المستعرة التي يعيشها الأهل في غزة، وبات استمرارها اقترابا من نقطة الانهيار الأخلاقي، وهزيمة للإنسانية، فهي الرسالة الملكية الواضحة والحاسمة.

الدستور - نيفين عبد الهادي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير