النسخة الكاملة

ثقافة المؤثرين ومواقع التواصل.. هل تدعوان للقلق حقًا؟

الثلاثاء-2023-11-07 10:04 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كانت الإعلانات في الماضي تنقش على الصخور، وإذا تمعّنا في المرات الأولى لاستخدام المذياع أو التلفاز، سنجد أنهما أحدثا ثورة في مجال التواصل البشري.

وكان الكثيرون يشعرون بالقلق حيال تلك الوسائل، تماماً كما نشعر اليوم تجاه وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية. مواضيع وتساؤلات كثيرة قدمتها جلسة "أثر وسائل التواصل الاجتماعي وثقافة المؤثرين على المجتمع" ضمن فعاليات اليوم الثاني من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بحضور "ألبرتو أتشيربي، وفاطمة النقبي، وتقديم تمريز أنعام.

قدم ألبرتو كتاباً بعنوان "التطور الثقافي في العصر الرقمي"، اعتمد في تأليفه على مجموعة من الدراسات والأبحاث، وحول ما تضمنه كتابه، قال: "كانت نظرية التطور الاجتماعي هي الفكرة الأساسية في الكتاب، حيث تناول انتشار وسائل التواصل والتكنولوجيا الرقمية في السنوات الأخيرة، وانعكاس نتائجها على الاقتصاد والمجتمع من منظور هذا التحول الثقافي".

وأضاف: "هذا التأثير الطويل الأمد، إذا عدنا بنظرة تاريخية إلى الماضي وتأملنا في مراحل تطور التواصل البشري سوف نفهم ما يحدث اليوم، فاستخدام المذياع والتلفزيون في البداية أحدث ثورة في مجال التواصل، كما خلق الكثير من ردود الفعل القلقة والمتخوفة، وهذا ما نراه اليوم تجاه التكنولوجيا ومواقع التواصل، وربما أكثر".

أما بالنسبة للمبالغة بتأثير ثقافة المؤثرين، والذين يتهمهم البعض بأنهم يلعبون دوراً سلبياً في المجتمع، فأوضح أن علينا أن نراعي تأثير هذه الفئة من منظور علم النفس والعلوم التجريبية، وقال: "من خلال التجارب التي أجريناها لاحظنا أن الناس يتأثرون بالآخرين في حالات معينة، كأن تعطيهم مهمة لا يرغبون بالقيام بها، أما بالنسبة للحالات الشائعة للمؤثرين مثل نجوم الكرة، فتكون قدرتهم على التأثير محدودة في مجالات معينة.

وأوضح: "هم يمكنهم أن يكونوا مؤثرين في مجال الأزياء والكرة، وكذلك نجوم البوب، لكن التأثير المتعلق بالأمور السياسية، أو القرارات الحياتية فيحتاج إلى تأثير أعمق بكثير، المسألة هنا تتعلق بالنجاح والقدرة على الإلهام، فإذا كان الشخص ناجحاً في مجاله، يستطيع أن يكون مؤثراً في هذا المجال، وأضاف بأن المؤثرين غالباً لا يكونون فاعلين في الدعاية والإعلان لأن تأثيرهم يكون محدوداً، إلا إذا كانوا ناجحين ولديهم مصداقية".

بدورها، أشارت فاطمة سالم النقبي، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً هاماً في دولة الإمارات في نشر الأفكار الابتكارية، وقالت: "اليوم الجميع يستخدم وسائل التواصل كباراً وصغاراً، وفي نظريات الإعلام هناك نظرية تسمى "الحقنة" وتعني الاستسلام وتلقي المحتوى المقدم من خلال التلفزيون سابقاً وتصديقه، لكن اليوم وسائل التواصل كسرت هذه الحالة السلبية للمشاهد، حيث صار قادراً على إبداء رأيه بالبرامج والمسلسلات والمحتوى، ومن خلال التعليقات يستطيع أن ينتقد ويعطي رأيه ليكون فاعلاً في توجيه صناعة المحتوى، وألمحت إلى أنه من الطبيعي أن يكون هناك جانب سلبي لتلك الوسيلة، لكن هذا لا يعني أن نغفل الجانب الإيجابي".

كما تحدثت عن نهج دولة الإمارات العربية المتحدة في تبني التطور التكنولوجي والابتكار، وعن الرسالة التي قدمتها في هذا السياق، ذكرت: "رسالتي كانت تدور حول "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار الابتكارية" وركزت فيها على مركز محمد بن راشد للاتصال الحكومي لأنهم كانوا يبثون الرسائل للشعب لدعوتهم للمشاركة بأفكارهم المبتكرة، نحن اليوم في الإمارات توجهاتنا تدعم الاستدامة والذكاء الاصطناعي، فعندما نقصد الدوائر الرسمية نجد الأجهزة الإلكترونية تستقبلنا، والأجهزة المتطورة تنهي الخدمات في دقيقتين، لكن هذه سياسة بلدنا الذي يعتبر من أكثر الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، وهذا يدل على تطور سياسة البلد، وهذا يتيح الكثير من الفرص للإبداع والابتكار".

فوشيا
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير